فضاءات

بعد تزايد أعداد المشتركين : أرباح هائلة"للإتصالات"على حساب المواطن

بغداد_طريق الشعب
ذكر تقرير نقلتهBBC العربية على موقعها الألكتروني ، ان 78 بالمئة من العراقيين يملكون هواتف نقالة، فيما كشفت هيئة الاعلام والاتصالات عن وجود اكثر من 12 الف برج اتصالات لشركات الهاتف النقال واللاسلكي الثابت في جميع مناطق العراق.
وتشير العديد من الدراسات والبحوث الى وجود تأثير ضار على الصحة العامة جراء المجال الكهرومغناطيسي الذي تسببه هذه الأبراج .. ويتراوح هذا الضرر على صحة الانسان على المدى القريب والبعيد بين الصداع والأمراض السرطانية، فيما تلجأ شركات الهاتف النقال الى أساليب متنوعة بهدف الحد مما تكشفه وسائل الاعلام من أضرار للرأي العام جراء انتشار هذه الأبراج واسكات صوت الجهات الرقابية والجهات البيئية بأساليب تقديم الخدمات المجانية والمساهمة في تقديم ودعم هذه الجهة أو تلك ، في وقت تلجأ فيه دول العالم المتقدم الى حزمة صارمة من التشريعات القانونية التي تحد من وجود هذه الأبراج بين التجمعات السكانية ، بينما تبقى الدول المتخلفة والتي تفتقد الى نفوذ سلطة القانون مستباحة من قبل شركات الهاتف النقال التي تجني الأرباح بشكل فاحش على حساب صحة الانسان.
وتؤكد احدى الدراسات، ان "الشكاوى عند مستخدمي المحمول تزايدت جراء الشعور ببعض الظواهر المرضية مثل الصداع وألم وحكة سريعة في الجلد، رفة العين، ضعف الذِاكرة، وطنين في الأذن ليلاً، كما أن التعرض لجرعات زائدة من الموجات الكهرومغناطيسية يمكن أن يلحق اضرارا بمخ الإنسان وزيادة سرعة النبضات العصبية ورفع ضغط الدم" وتؤثر الموجات الكهرومغناطيسية أيضاً في معدل انقسام الخلايا عند الأطفال .
ان الأخطار الناتجة عن هذا الإشعاع الكهرومغناطيسي كثيرة بحسب التقارير العلمية، ويتأثر الأطفال وخاصة الأجنة بنسبة أكبر قد تولد لديهم أمراضاً عديدة، ومنها السكري والفشل الكلوي والسرطان وضعف المناعة وتعرضهم الزائد للالتهابات، كذلك هناك تأثيرات لهذاالإشعاع على الجهاز العصبي حيث يسبب وجع الرأس والنسيان والصرع وضعف التركيز والاستيعاب وعدم النوم. وقد أوضحت الدراسات أن هناك عددًا من العوامل التي تحدد مدى تأثر الجسم بالموجات الكهرومغناطيسية، والتي يأتي في مقدمتها:
1- يزداد امتصاص هذه الطاقة الكهربية بزيادة الذبذبات الخاصة بالإشعاع.
2- تزداد كمية الامتصاص الإشعاعي بزيادة فترة التعرض له.
3- زيادة حركة الهواء المحيط بالجسم تقلل من تأثير الإشعاع.
4- يزداد تأثير الإشعاع بزيادة نسبة الرطوبة في الجو.
5- يزداد تأثير الإشعاع بزيادة درجة حرارة الجو المحيط.
6- يزداد تأثيرالإشعاع في الأعضاء أو الأنسجة التي تقل فيها كمية الدم بصفة عامة مثل العين.
7- كلما قل العمر زاد امتصاص الجسم للإشعاع؛ فالكمية التي يمتصها الطفل أكبر من التي يمتصها البالغ.
وتوصي التقارير العلمية بانشاء محطات المحمول بعيدًا عن المستشفيات والمدارس وذلك لأن تلك الموجات بصفة عامة خطر على الصحة بلا جدال ومن هنا انطلقت الأبحاث لمعرفة التأثير الفعلي لأجهزة التليفون المحمول على صحة الإنسان، وكذلك تأثير المحطات القاعدية المستخدمة في إرسال واستقبال الموجات اللازمة لتشغيل التليفون المحمول، فمن المعروف أن هذه المحطات القاعدية تقام في المدن فوق أسطح المنازل؛ حيث إن المحطة الواحدة قادرة على تغطية الإرسال والاستقبال في محيط دائرة حولها نصف قطرها بضعة كيلومترات؛ ولهذا لا بد من وضع العديد من المحطات حتى يتداخل مجال كل برج مع الآخر فتغطي الشبكة المدينة كلها.
وازاء ما تقدم وفي الوقت الذي كشفت فيه هيئة الاعلام والاتصالات عن وجود اكثر من 12 الف برج اتصالات لشركات الهاتف النقال واللاسلكي الثابت في جميع مناطق العراق.
يتجاهل عضو مجلس الامناء في الهيئة علي ناصر الخويلدي بحسب "دنانير" هذه الأضرار ، بالقول: " ان هذا العدد الكبير من الابراج له تاثيرات على البيئة تتمثل بطرح الكاربون من المولدات التي تقوم بتشغيل تلك الابراج اضافة الى كلفتها العالية في النصب حيث يكلف نصب البرج الواحد 1200 دولار في حين تبلغ الكلفة التشغيلية له من ناحية توفير الوقود والحراسة والايجار 4000 الاف دولار لتبلغ كلفته سنوياً 40 الف دولار".
ويشير الخويلدي "الى ان تلك الابراج موزعة بواقع 10 آلاف لشركات الهاتف النقال والفي برج لشركات الهاتف اللاسلكي الثابت".ويركز في حديثه على الجانب المالي دون المخاطر الصحية بالقول "ان الهيئة قامت بمخاطبة الشركات لغرض توحيد ابراجها ببرج واحد لكي تقل كلفة النصب والتشغيل وبالتالي مثل هذا الامر يلقي بظلاله على فاتورة المواطن من خلال تقليل اسعار الاتصال والرسائل".
ونبه الخويلدي ان المشاركة في الابراج يمكن ان توفر نحو 4 ملايين دولار شهرياً لجميع الشركات وبالتالي يكون المجموع 57 مليون دولار سنوياً.
والمح عضو مجلس الامناء ان هذا الاجراء منصوص عليه في العقود الخاصة بمشغلي خدمات الاتصالات حول تقاسم المرافق بين مشغلي خدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية وجميع المشاركات الدولية والوطنية من المؤلفات العلمية والتي بينت بان هناك حاجة الى اختيار استشاري لوضع الشروط والتعليمات لتقاسم المرافق،مقترحاً بان تقوم الهيئة باعتماد المبادئ التوجيهية الدولية وفقا لمعاييرها الوطنية للحصول على الاستخدام الامثل للبنى التحتية من قبل المشغلين المختلفين وان تكون مسؤولة عن ضمان الاستخدام الفعال للبنى التحتية للاتصالات بين مشغلي الاتصالات السلكية واللاسلكية في العراق.وتتجاهل الجهات ذات العلاقة في العراق وفي مقدمتها وزارة البيئة وهيئة الاعلام والاتصالات كل الاشتراطات البيئية الخاصة ببناء وتركيب محطات الهاتف النقال حتى تلك المعتمدة في الدول الفقيرة أو النامية ومن بينها :
1_أن يكون ارتفاع المبنى المراد إقامة المحطة فوق سطحه في حدود من 15-50 مترا.
2_أن يكون ارتفاع الهوائي أعلى من المباني المجاورة في دائرة نصف قطرها 10 أمتار.
3_أن يكون سطح المبنى الذي يتم تركيب الهوائي فوقه من الخرسانة المسلحة.
4_لا يسمح بوضع أكثر من هوائي مرسل على نفس الصاري.
5_لا تقل المسافة بين أي محطتين على سطح نفس المبنى عن 12 متراً.
6_لا تقل المسافة بين الهوائي والجسم البشري عن 6 أمتار في اتجاه الشعاع الرئيسي.
7_لا يسمح بتركيب الهوائي فوق أسطح المباني المستقلة بالكامل كالمستشفيات.
8_أن يتم وضع حواجز غير معدنية من جميع الاتجاهات.
9_إلزام الشركات بالمواصفات الخاصة بالإشعاع طبقا لما أصدرته جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات الأمريكية والمعهد القومي الأمريكي للمعايرة، والتي تنص على أن الحد الأقصى لكثافة القدرة يجب أن لا تتجاوز 0.4 ملي وات/سم2 على أن تقدم الشركة شهادة بذلك.
10_ يجب عدم توجيه الهوائيات في اتجاه أبنية مدارس الأطفال.