فضاءات

محطات من نضال الشيوعيين في الأهوار

شهدت اعوام 1967-1968 تحركا ملحوظا للشيوعيين في أهوار الغموكة وعوينة والجبايش والحمار في محافظة الناصرية (ذي قار) دفاعا عن مصالح الكادحين وبضمنهم الفلاحون.
- لم يكن ذلك النشاط غريبا او طارئا، فريف الجنوب خصوصاً عرف الشيوعيين مكافحين لا يكلون وقادة للانتفاضات الفلاحية والجماهيرية المتعاقبة ضد الاقطاع والانظمة الرجعية (انتفاضة فلاحي آل ازيرج 1953، وانتفاضة فلاحي الشامية 1954 وغيرهما).
- في 1963، غداة انقلاب البعث الفاشي، شهدت أهوار النجف المتصلة بأهوار الديوانية معارك بطولية خاضها الشيوعيون وهم يتصدون لقطعان الحرس القومي.
- في عام 1966 تحولت منطقة هور الغموكة الى ميدان نشاط فلاحي متصاعد ضد الاقطاع والسلطة الرجعية، فرد هؤلاء بشن عملية غادرة في حافات الهور، استشهد فيها الرفيق "ورد شجر" وذاع صيت الرفيق "كريم مويح" الذي قاوم مقداما ساعات طويلة. لكن الفلاحين خسروا في تلك المعركة ارضهم واضطروا الى النزوح منها.
بعد ذلك بثلاثة اشهر قاد الشيوعيون انتفاضة فلاحي الخميسية في سوق الشيوخ.
- في ربيع 1967 تحرك الفلاحون في منطقة هور الغموكة مجددا يتصدرهم الشيوعيون وخاض الفلاحون قتالا ضاريا على اراضيهم المصادرة التي عادوا لينتزعوها من جديد، وتمكنوا من تسجيل نصر مشهود بالرغم من ان انتفاضتهم لم تحقق في النهاية اهدافها، بسبب عدم ثبات الجميع على الخطة المعتمدة.
- بعد ذلك بسنة، في ليلة 28/29 آيار 1968، انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في هور الغموكة، الذي شهدت حافاته في الايام التالية معارك بطولية خاضها المناضلون الشجعان ضد قوى النظام التي كانت تفوقهم كثيرا في العدد والعدة.
- في الثالث من حزيران 1968، سقط ثلاثة من اولئك الرفاق شهداء في سبيل قضية الشعب والوطن؛ خالد احمد زكي، الباشق الذي حلق في عاصمة الضباب لندن راجعا الى الوطن العزيز وبين جوانحه حلمه الثوري، ليستشهد مع رفيقيه محسن حواس ومنعثر سوادي.
- قرب مرقد "سيد خضر" في الناصرية، دفن الجلادون جثمان الشهيد خالد. وفي ما بعد ساعدت ثلة من شباب الناصرية اهله القادمين من بغداد في فتح القبر، ونقل رفاته الطاهرة لتوارى الثرى في مقبرة باب المعظم ببغداد.
- الرفيق ابو هادي عبدالجبار، احد المشاركين في الانتفاضة، فقد ذراعه في المعركة، عندما اراد القاء قنبلة يدوية على طائرة الهيلكوبتر التي كانت تصليهم من ارتفاع منخفض، فانفجرت القنبلة في يده وقد رد رفاقه بتوجيه نيرانهم نحو الطائرة، فأسقطوها وقتل قائدها.
معركة هور الغموكة في ايار / حزيران 1968 بقيت حية في ذاكرة ضابط في الوحدة العسكرية التي كلفت بالهجوم على الثوار، هو الملازم خلدون جبر الساعدي، وقد كتب عنها منذ بداية توجه الوحدة للهجوم الى حين مرافقته المعتقلين لتنفيذ الاعدام بهم، وقد نشر اخيرا ما كتبه في موقع "الحوار المتمدن" حيث انصف الثوار المناضلين.
ـــــــــــــــــــــــــــ
من مطوية احتفال الحزب الشيوعي العراقي بذكرى ثوار الاهوار