فضاءات

احتفال في براغ بمناسبة الذكرى 55 لثورة تموز

براغ – طريق الشعب
لفت الرفيق مفيد الجزائري الانتباه الى ان من ينفون عن حركة الضباط الوطنيين التغييرية يوم 14 تموز 1958 صفة الثورة، ويعتبرونها محض "انقلاب"، انما يتجاهلون حقائق اساسية معروفة عدة.
ووصف الجزائري في كلمة القاها مساء السبت الماضي، في احتفال بالذكرى الخامسة والخمسين لـثورة 14 تموز اقيم في العاصمة التشيكية براغ، ما حدث في ذلك اليوم بانه "ربيع العراق الوطني الاول"، وقال انه كان "حركة عسكرية في التخطيط والتنفيذ المباشرين فقط". واضاف موضحا انه "من ناحية التحضير والتهيئة والتعبئة والتحشيد، فكريا وسياسيا وحتى تنظيميا، لم يكن تحرك العسكريين الوطنيين منعزلا ولا بعيدا عن تأثير القوى السياسية الوطنية" التي ائتلفت جميعا قبل ذلك بسنة ونصف السنة في اطار "جبهة الاتحاد الوطني" وحولها.
واستطرد قائلا " ان قيام هذه الجبهة ونشاطها في مجرى سنة 1957 والنصف الاول من 1958 كان في الواقع دافعا ومحفزا قويا ومباشرا للعناصر الوطنية في الجيش، كي تقدم على " قلب الطاولة " في وجه الحكم الملكي السعيدي الاستعماري، وشلّ قواه الضاربة، وتطلق بذلك العنان للسخط الشعبي الهائل المتراكم ضده، ليعبر عن نفسه من دون خوف اوتردد".
واقيم الاحتفال بدعوة من "المنتدى العراقي في الجمهورية التشيكية"، وحضره ممثلون عن السفارة العراقية في براغ وحشد من العراقيين والعرب المقيمين في تشيكيا، ومن المواطنين التشيكيين. وقد افتتح بكلمة ضافية ومعبرة باسم المنتدى القاها رئيسه السيد فؤاد الجلبي. وبعدها استمع المحتفلون الى السيدة احلام الكيلاني القائم باعمال السفارة العراقية، التي القت كلمة السفارة بالمناسبة.
واعاد الرفيق الجزائري الى الاذهان الحقيقة الاساسية الاخرى، المتمثلة في انفجار الفرح والحماس الشعبيين العارمين "حال اذاعة نبأ التحرك العسكري الثوري ضد النظام ورؤوسه". وقال انه " بأسرع من لمح البصر اكتظت الساحات والاماكن العامة بالجموع الغفيرة المحتفلة باسقاط العهد الظالم المكروه، وانقلبت الشوارع انهارا بشرية ضاجة ومضطرمة، محوّلة التحرك العسكري الى فعل جماهيري عام شامل، مُحمّل بارادة ووعد التغيير العميق المطلوب والمرتقب".
وتحدث الجزائري في كلمته بعد ذلك عن الحقيقة الثالثة الجوهرية التي "جعلت حدث 14 تموز اكبر واعظم من مجرد تبديل حكام بحكام، وعلم بعلم، وتسمية للدولة باخرى مغايرة". وقال انها " الاجراءات العميقة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي اقدم عليها الحكم الجمهوري الوليد خلال الفترة الوجيزة التي ساد فيها، والتي تركت اثرها العميق في حياة البلاد والمجتمع، ووضعتهما على اعتاب مرحلة تاريخية جديدة تماما من النمو والنهوض والتقدم الشامل".
واكد ان "التمسك بالموضوعية والانصاف في تقييم ما حدث في 14 تموز قبل خمس وخمسين سنة "هو ما يدفعنا في كل تموز الى الاحتفال بيومه الرابع عشر، واستذكار مأثرة العسكريين الوطنيين الذين قدحوا شرارة الثورة، يتقدمهم الزعيم عبد الكريم قاسم، والمآثر الكبرى لجماهير الشعب التي ضحت بالكثير قبل الثورة وفي خضمها وفي اعقابها، وما زالت تضحي حتى اليوم، من اجل الحرية والاستقلال والحياة الكريمة والتقدم الاجتماعي".