فضاءات

"عيدنا" كان سعيدا / عبدالكريم العبيدي

من بين نهارات الدم والرعب.. ومن داخل مشهد دموي مخيف، ومن قلب عوالم الدمار والخراب، أشرقنا في يومي الخميس والجمعة الماضيين بعيد بهيج، ومعنا كان العراق كله في أبهى صوره.. رسمنا لثقافتنا وآدابنا وصحافتنا وفنوننا صورة مشرقة لعراق لا يهزم، وشعب مصر على البقاء والتواصل والعطاء، وروح عراقية متوثبة ونابضة بالحب والزهو والجمال.
الخميس والجمعة، كانا في ألق الجمال، صنعا عيدا سعيدا، وتفاعلا حميميا مبهجا، التقى في روضته القادمون من الخارج، مع أحبتهم في داخل الوطن، وخرج الكثير من عزلتهم ليحاور الكثير من الأحبة والأصدقاء، ويلتقي مع فرحهم في ذلك العرس الجميل.
في يومين سعيدين التقى الرائعات والرائعون من مثقفي العراق وأدبائه وفنانيه وصحفيّه، رسموا صورة وطن بحجم العيد، وصورة عيد بحجم الوطن، وصورة غد بحجم الآن.
خيمٌ تنبض بالعطاء والمحبة، وندوات ومحاضرات وحوارات ورقص وغناء وكلمات على الهواء مباشرة ومباريات، تخط فرحا وبهجة وعطاء، وترسم وجها جماليا لعراق سعيد، فخور بنا، وفرح بما صنعنا. جميل هو العراق من داخل مهرجاننا، ورائعون هم نحن بعراقنا، ومبهجة هي الحياة بنا جميعا.
لقد تلقى الارهاب ضربة عراقية مدمرة، وتجرع "الدواعش" المجرمون كأس المرارة والذل والخيبة، فقد انتصر العراق، انتصر غده، وانتصرت ثقافته، وانتصرت صحافته، وانتصر فنه، وفزنا جميعا، ولم يجن الخائبون سوى الهزيمة.
كم فرحت دجلة في هاتين اليومين الفرحَين؟
كم ازدانت ضفافها بالحب والجمال والبهجة؟
كم بدت بغداد مزهوة بنا؟
فعاش العراق أبيا
وعشنا به أباة
وظلت، كعادتها "طريق الشعب" مدرسة للصحافة، وواحة للمعرفة، وبستانا للجمال والبهجة.
انه حقا مهرجان الجمال.. عيد الفكر.. واحة للمحبة، في عراق المحبة.