فضاءات

قرار حكم ومناضل في حفل الذكرى 81 / د. مؤيد عبد الستار

بقامته الرشيقة وعباءته البنية الهفهافة نهض يتكئ على عصاه . توجه نحو المنصة ليلقي كلمة منظمة جنوب السويد بمناسبة الذكرى 81 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي .
عرفت المناضل عبد الواحد كرم ( ابو حسام ) منذ سنوات ، التقيته في دمشق اواخر السبعينات يوم كنا نزور سـوريا طمعا في رائـحة الوطن الذي يقع على مرمى حجر من الشام ولكنه عصي على الزيارة ، فالدكتاتور اصدر فرمانا يحظر فيه على كل من لا يسجد له الدخول من بوابة الحدود.
كان العراقيون في دمشق بالالاف ، في حـي السـيـدة زيـنب و مساكن بـرزة و مقهى الروضة ومطاعم دمشق الشهيرة باكلاتها اللذيذه ومزاتها اللذيذة .
التقيت الخال كما كان يحلو للجميع مناداة ابو حسام . يومها لم اسأل عن اسمه ، لا يحق لاي شخص السؤال عن اسم العراقي لما اشاعه النظام الصدامي من رعب في معاقـبة ذوي المعارضين لنظامه في الداخل . لذلك كان الجميع يحرص على استخدام اسماء مستعارة ، واخفاء حقيقة الاسماء والالقاب . فلم اعرف اسم المناضل عبد الواحد كرم الا في السويد ، بعد اعوام طويلة من التنقل في البلدان والمدن النائية .
اذكر زرته مع مجموعة من الاصدقاء في بيت متواضع في دمشق ، اجتمعنا على خوان غذاء عراقي ، كان الشعر والسياسة ومرينة بيكم حمد واخبار الانصار والوطن مادة الحديث الذي لا يمل والذي لا يحلو الا مع رنة استكانات الشاي .
وكان ابو حسام مشهورا بدلة القهوة التي كان يسقي ضيوفه منها ، وينتظرون رشفها من فناجينه التي يحرص على رصفها في صينية فضية امام ضيوفه .
كان مجلسه ممتعا لما يطرح فيه من حكايات وامثال الريف ، الريف الغني بالاهازيج والقصص والحكايات والنضال . فمن لا يعرف انتفاضة ال ازيرج ومن لايعرف الاهازيج الحماسية واشعار النايل والسويحلي التي يتغنى بها الجميع بين القصب والبردي وفي مضايف الاهوار ودواوين الكرام .
كانت حكايات الخال ابو حسام تبعث السرور في النفوس وتقوي العزائم وتطرب الروح وتنسينا بعض هموم الغربة .
يوم امس حين التقيته في حفل تاسيس الحزب الشيوعي في الذكرى 81 لتاسيسه ، ناولني ورقة ، ظننتها كلمته التي القاها في الحفل ، واذا بها قرار محكمة صادر بحقه عام 1964 .
محكمة يرأسها الزعيم محمد نافع احمد
وعضوية الضابط هاشم السامرائي والمقدم غازي عزاوي العاني .
حكمت عليه المحكمة:
اولا . خمس سنوات سجن مع الاشغال الشاقة
ثانيا / عشر سنوات سجن مع الاشغال الشاقة. بالتعاقب .
حكمت عليه هذه المحكمة القرقوشية بهذه السنوات من الاشغال الشاقة لا لجريمة اقترفها ، وانما لانه شيوعي ، اي لانه يؤمن بفكرة تدعو لوطن حر وشعب سعيد .