فضاءات

المسرح العراقي ودوره الثقافي والوطني.. الفنان خليل شوقي نموذجا / مجيد إبراهيم خليل

وفاء من الجالية العراقية واعتزازا بالراحل الفقيد، الفنان خليل شوقي وعطائه الفني الثر أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا، وبالتعاون مع تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي أمسية ثقافية، في لاهاي يوم السبت 16/5/2015 قدّم فيها الأستاذ ياسين النصير محاضرة بعنوان: المسرح العراقي ودوره الثقافي والوطني، الفقيد خليل شوقي نموذجا.
رحب مقدم الأمسية، الدكتور أحمد ربيعة بالحضور الكريم، معرفا بالمحاضر ومساهماته الإبداعية، خصوصا في مجال المسرح، ورأى أن الاحتفاء بالفنان خليل شوقي هو احتفاء بالثقافة العراقية، وعبّر عن الألم لتجاهل السلطات في الوطن لرحيله، مشيرا الى إبداعه المعبّر عن مشروع تنويري بمضمون عميق.
تناول النصير سيرة الراحل، فأشار الى أنه وإن هاجر، فإنه كان حاضرا في مفاصل الحياة الاجتماعية والثقافية، وقد رأى أن الفنان يمتلك سيرتين: ظاهرة وباطنة. في السيرة الظاهرة: حياته، دراسته، علاقاته، سيرته الفنية التي اشتملت على 50 عملا، تنوعت مابين أفلام ومسلسلات تلفزيونية وتمثيليات ومسرحيات، وفي كل عمل هناك ثقافة متراكمة. استعرض النصير المواسم المسرحية بالسنوات منذ السبعينات، موضحا عدد المسرحيات المعروضة في البلاد سنويا، ونصيب فرقة المرح الفني الجديث منها، وعدد المشاهدين لكل عرض لمسرحي.
انتقل المحاضر بعد ذلك لعرض السيرة الباطنة للفقيد، مميزا ممثلا، يعيد تمثيل المشهد برؤيته الخاصة، ينفصل عن الشخصية ويستحضرها كأفكار. تمثيل خليل شوقي باطني، والنص عند كل ليلة عرض يتغير عنده بتراكم معرفي ويصبح أكثر غنى. وقيّم النصير الراحل باعتباره أحد أعمدة الثقافة، وقد شحذ ذاكرة الجمهور برؤية الحاضر والمستقبل، وهو لم يعمل لوحده وإنما في وسط فني وفرقة متميزة وانتماء.
انفتح المجال رحبا للحضور الكريم من خلال الأضافات والتساؤلات والنقاشات. الأستاذة نجاة تميم أشارت الى أن الراحل كانت له مساهمات في مجال القصيرة جدا، وقد أسمعت الجمهور واحدة من قصصه. التساؤل عن تعريف الثقافة ومن هو المثقف شغل حيزا من النقاش. أوضح المحاضر أن هناك تعريفات مختلفة لا حصر لها للثقافة، وأن المثقفين لا طبقة لهم، فهم هوية مشتركة في كل الطبقات الاجتماعية.
كانت الأمسية مفعمة بالحيوية والحماس للتزود بالمعرفة وتبادل الأفكار، عبر الحضور من خلالها عن مدى حبهم للوطن ومبدعيه وتوقهم أن يروه أمنا سعيدا، وكانت فرصة لإبداء التضامن مع قوى شعبنا في كفاحها لدحر الإرهاب، ونحن نقترب من الذكرى الأولى لاحتلال الموصل وأجزاء أخرى غالية من وطننا، أعلن الأستاذ نهاد القاضي باسم تنسيقية التيا الديمقراطي عن بيان تضامني بمناسبة يوم 10 حزيران، داعيا الى تبنيه من خلال توجيه المذكرات أو الرسائل أو الوقفات الاحتجاجية، والقيام بنشاطات فنية يخصص ريعها للنازحين.