فضاءات

"البلم العشاري" يرسو على شاطئ ملتقى الخميس الإبداعي / غالي العطواني

احتفى ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الاسبوع الماضي، بالشاعر الغنائي البصري المعروف علي العضب، الذي تحدث عن سيرته الذاتية ومنجزه الإبداعي.
حضر جلسة الاحتفاء التي عقدت على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بسام محيي، ونقيب الفنانين العراقيين صباح المندلاوي، إلى جانب حشد من المثقفين والأدباء والفنانين والإعلاميين.
الفنان ستار الناصر الذي أدار الجلسة، قدم نبذة عن المحتفى به، مشيرا إلى انه أحد مؤسسي "نادي الفنون" و"فرقة مسرح الفن الحديث" في البصرة، وهو معروف باشتغاله في مجال كتابة الأوبريت.
وأضاف الناصر قائلا: "في العام 1970 كتب العضب أوبريت "بيادر الخير" الذي لحنه حميد البصري، وأخرجه قصي البصري، وبعد عام أنجز أوبريت "المطرقة". وقد عمل وقتها مع الشاعر أبو سرحان، والناقد المسرحي ياسين النصير، والفنانين فؤاد سالم وشوقية وسيتا هوكوبيان".
وتابع قائلا: "كتب العضب الأغنية العاطفية أمثال "يا بو بلم عشاري" لفؤاد سالم، و"لا جنك هذاك انت" لستار جبار. كذلك كتب الأغنية الوطنية، مثل "يا شبيبة توحدي"، "سنمضي إلى ما نريد"، "المكبعة"، وغيرها".
وبيّن الناصر ان المحتفى به تعرض للملاحقات الأمنية من قبل الأنظمة الدكتاتورية منذ عام 1963، "ما حدا به إلى الاختفاء في بغداد، وتحديدا في بيت الممثلة فخرية عبد الكريم "زينب" وزوجها البصري عبد اللطيف صالح"، لافتا إلى ان العضب، وبعد سقوط النظام الدكتاتوري المباد، نهض من جديد، وباشر بكتابة الأوبريتات، من بينها "المعيبر شنان" الذي عرض على خشبة المسرح الوطني في بغداد، في واحدة من مناسبات ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي. بعد ذلك تحدث المحتفى به عن سيرته الذاتية، وأشار إلى ان اوبريته "بيادر الخير" استغرق العمل به?شهورا، موضحا أن غالبية التدريبات على الأوبريت كانت تجري سرا فوق سطوح المنازل، وساحات المدارس، وغيرها من الأماكن، بعيدا عن أنظار أزلام النظام الدكتاتوري المباد.
وبيّن العضب انهم كانوا يعانون من قلة الكادر النسائي، لذلك قرروا إشراك زوجة الفنان طالب غالي وشوقية زوجة الفنان حميد البصري، في العمل، مشيرا إلى ان الأوبريت عرض عام 1971 على قاعة الخلد في بغداد، وحضره القيادي في الحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد، والشاعر الجواهري، والشاعر ألفريد سمعان، إلى جانب العديد من الوجوه الثقافية المعروفة.
ولفت العضب إلى ان فن الأوبريت لم يكن معروفا وقتها في العراق، وهو الذي أسس له، و"أدخله من رئة البلد الجنوبية".
وتطرق المحتفى به إلى أوبريته "المطرقة"، وكيف انه كتب قصائده من وحي هموم الفقراء والمعتقلين والمظلومين من أبناء الطبقة العاملة، مبينا ان غالبية اوبريتاته لم تتلق أي دعم من أي جهة، سوى الحزب الشيوعي العراقي.
وتحدث العضب عن علاقاته بالملحنين طارق الشبلي وحميد البصري وطالب غالي ومحمد جواد أموري، وعن الظروف التي كتب فيها أغنية "المكبعة" التي لحنها الشبلي، والتي تحاكي نضال الشيوعيين، ذاكرا انه انجز، أخيرا، أوبريتا بعنوان "البستان" يتناول قضية هجرة الفلاحين إلى المدينة.
وعلى هامش الجلسة قدم عدد من الحضور مداخلات عن منجز العضب. فيما أدى الفنان علي سالم باقة من الأغنيات التي كتبها.
وفي الختام قدم الرفيق بسام محيي باقة ورد باسم الحزب الشيوعي العراقي للعضب، فيما قلده نقيب الفنانين صباح المندلاوي قلادة الإبداع، ولوح الجواهري للإبداع قدمه له الشاعر ألفريد سمعان.