فضاءات

الأغنية السياسية ودورها في الحراك الجماهيري / غالي العطواني

في اجواء الحراك الشعبي الأخير والتظاهرات المطلبية التي شهدتها بغداد والمحافظات، عقد ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الاسبوع الماضي، جلسة بعنوان "الأغنية السياسية ودورها في الحراك الجماهيري".
الجلسة التي عقدت على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد، تحدث فيها الشاعر والإعلامي طارق حسين، وشاركت فيها "فرقة جعفر حسن لأغاني الوطن والناس" التي شكلت أخيرا، وحضرها عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق جاسم الحلفي، وجمع من الفنانين والادباء والمثقفين والناشطين المدنيين.
الفنان ستار الناصر قائد "فرقة جعفر حسن لأغاني الوطن والناس" الذي أدار الجلسة، افتتحها بالإشارة إلى ان للأغنية السياسية أهمية كبيرة، لا سيما خلال هذه الفترة التي تشهد حراكا جماهيريا كبيرا مطالبا بالتغيير والإصلاح والقضاء على الفساد الذي أنجبته سياسة المحاصصة المقيتة.
بعد ذلك تحدث الشاعر والإعلامي طارق حسين عن الأغنيات والأهازيج السياسية، متطرقا إلى "الهوسة الفراتية" وإلى مكانتها المهمة في بنية الأغنية السياسية، ومشيرا إلى انها سميت بـ "الهوسة" لقدرتها على التأثير السريع في الجماهير وتحفيزهم على الاستمرار في الاحتجاج.
وتابع قائلا: "يخيل لي ان أية حركة احتجاجية لن تستطيع الاستمرار والديمومة ما لم ترافقها مجموعة من الأغنيات السياسية التي تواكب مسيرتها".
ولفت حسين إلى ان كل الأنظمة السياسية التي تعاقبت على حكم العراق خشيت الأغنية السياسية أكثر من المقال السياسي، لأن للأغنية قدرة على الوصول السريع للجماهير، والتأثير فيهم، ذاكرا ان الأغنية السياسية هي الصوت الأعلى بين أصوات الاحتجاج.
وأشار حسين في حديثه إلى ان للشيوعيين الفضل في بلورة الأغنية السياسية لما لهم من رؤية واعية للدور الذي تلعبه، "فقد خرجت الأغنية السياسية من جلابيبهم، في السجون والمعتقلات، وكانوا يستخدمون الأغنية كمنشور سياسي".
واستشهد طارق حسين بنماذج من أناشيد السجون، مثل "النشيد الأممي"، "نشيد السلام"، و"نشيد الفلاحين"، وتوقف كثيرا عند أغنية "هربجي كرد وعرب رمز النضال"، لما لها من أهمية في تعزيز الاخوة العربية الكردية.
وتحدث الفنان ستار الناصر عن فكرة تأسيس "فرقة جعفر حسن لأغاني الوطن والناس"، وعن أهدافها، مشيرا إلى انها تشارك في التظاهرات التي تنظم كل يوم جمعة في ساحة التحرير وسط بغداد، وتؤدي أغنيات سياسية محفزة للجماهير، ذاكرا أهم الأغنيات والأناشيد السياسية التي تتناول الغبن والظلم والاستبداد الذي يقع على المواطن.
ونوه الناصر بأن الفرقة استأذنت من الفنان المعروف جعفر حسن لتعيد صياغة بعض كلمات أغنياته السياسية بما يواكب حركة الاحتجاج الحالية، ومن ثم تؤديها في ساحة التحرير بين الجماهير، مشيرا إلى أن الفنان حسن أعجب بالفكرة ووافق عليها.
وعلى هامش الجلسة قدمت الفرقة باقة من الأغنيات السياسية التي أنشدتها في ساحة التحرير خلال التظاهرات، أمثال "عمي يالتحرير خذني.. خذني وياك" التي أداها مطرب الفرقة زيد العراقي.
وقدم الرفيق جاسم الحلفي مداخلة في الجلسة، أشار فيها إلى ان الأغنية السياسية لا يمكن تجييرها لحزب أو جهة سياسية معينة، بكونها موجهة إلى كل الجماهير الشعبية المطالبة بحقوقها، على اختلاف أطيافها وانتماءاتها. واستذكر الرفيق الحلفي العديد من رواد الأغنية السياسية أمثال عزيز علي وجعفر حسن ومارسيل خليفة والشيخ إمام وفكتور جارا.