فضاءات

فرقة ينابيع المسرحية ومركبها

تستمر فرقة ينابيع للمسرح في عروضها لمسرحية "المركب" تأليف واخراج الفنان سلام الصكر في السويد.. فبعد عروض مدن يوتبوري ومالمو ولوند تتوالى الدعوات لعرضها في كوبنهاكن واربيل وعين كاوة واستوكهولم ومدن اخرى. لتؤكد فرقة ينابيع وكادرها انها بحق جزء من مسرحنا العراقي الاصيل بما تحمله من ارث فكري وابداعي راقي يرتبط بهموم الناس وآمالهم..والمسرحية تغور في القيمة العليا لحياة ألأنسان بأعتبارها أبسط حقوقه، الا أنها تنتهك وببساطة.ان ذلك ألأسترخاص للروح البشرية يتكثف من خلال مفردة الطائفية.
ويشكل عمل الفرقة الجديد مسرحية المركب نموذجا لتلك الرؤية وتلك المواضيع التي تقلقهم بالرغم من التناول اليومي لموضوعة الطائفية .الا ان اسلوب طرحها والشخصيات وخلفياتها الثقافية المختارة بعناية ساعد في تفكيك مفردة الطائفية كمفهوم دخيل ومكتسب ومشوه لطبيعة الانسان وجوهرة الانساني
وككل اعمال فرقة ينابيع المعتمدة على قصص مبتكرة فيها من الغرابة والخيال الكثير تناولت مسرحيتهم الجديدة ..المركب.. حياة شخصيتين من طائفتين مختلفتين مع ما تحمل كل شخصية من سلبيات ورواسب وكراهية للاخر وهم ينسابون في مركب خرب وسط البحر وامواجه.. ان ما عرف عن المخرج سلام الصكر باسلوبه المتميز الخالي من البهرجة وفي الشحة المتناهية للعناصر المكملة للعرض المسرحي اكده في عمله الجديد المركب معتمدا بشكل اساسي على اجساد ممثلين بارعين. استغلا حواراتهم المكثفة وراسما لهم حركة واسعة لم تترك اي جزء من عبثية الموت والمستفيد منه.
ان عملا مسرحيا بهذا المستوى الفكري والابداعي بالتأكيد يحتاج لممثلين ذوي خبرة واحتراف متناه.. فقد شكل الفنانان نضال عبد الكريم وسلام الصكر ذلك الثنائي المختلف والمتناقض بما يحملاه من مشاعر متنوعة ومتناقضة لتصيب بعدواها جمهورهم فرحا وحزنا حد البكاء ومتحكمين بايقاع شد جمهورهم طول فترة العرض.
وهنا لابد من الاشادة بخالق السنكوغرافيا الفنان صلاح لصكر.فقد اكتفى بالاشرعة الخمس والممزقة ايحاءا لما يمربه بلدنا ولتكون جزءا اساسيا للعرض لمسرحي ولها دور في خلق الدراما.
كما ساهمت المؤثرات الموسيقية المختارة من قبل الفنانة سومة سامي كمال ومنفذها رتاب رمضان في خلق الاجواء الحية للشخصيات وخدمت تطورها الرامي مما قربها لجمهورها..
اخيرا لا يسعنا الا ان نحيي فرقة ينابيع المسرحية وكادرها وجلهم ممن ساهم بحركة الانصار ضد الكتاتورية مدافعين عن حرية شعبهم ومحافظين على ارثهم الثقافي وفنهم الاصيل.