فضاءات

جماهير العراقيين تتهيأ لعرسها الخامس في ساحات التظاهر / عبد الله عبد الكريم

بعد أربع جمعات شهدن حراكا جماهيريا كبيرا في بغداد والمحافظات، يطالب بإصلاح العملية السياسية بشكل عام، وبتنظيف مؤسسات الدولة من الفاسدين والسارقين، تستعد الجماهير الساخطة، التي تجمعها هويتها العراقية الأصيلة، لتزيين ساحات الاحتجاج بالشعارات والأعلام العراقية، وغمرها بدوي الهتافات الثائرة على الظلم والغبن، المصرة على عدم التراجع والبرود أمام موجات الاندساس والتحريض والتشويه التي تدفع بها جهات أرعبتها سلمية التظاهرات، وأقلقتها على مستقبل امتيازاتها ومكتسباتها ومصالحها غير المشروعة.
ويؤكد المحتجون، انهم سيستمرون بالتظاهر إلى حين تحقيق مطالبهم المشروعة، لكنهم حتى الآن لم يجدوا اذنا حكومية تصغي اليهم بجد، بحسب ما صرح به الإعلامي مهدي العبودي، الذي قال ان الحكومة دعت إلى اصلاحات خالية المحتوى، لا تتضمن اصلاح القضاء، مشيرا إلى ان القضاء فاسد ومسيطر عليه من قبل كتلة سياسية هيمنت على مقدرات البلد منذ عام 2006 ولغاية الآن.
وتابع العبودي الذي هو من بين المشاركين في التظاهرات، قائلا: "نحن مستمرون بالتظاهر، وفي حال عدم تنفيذ الوعود الحكومية، سنعتصم امام مؤسسات الدولة الفاسدة حصرا، حتى يتم تحقيق مطالبنا"، لافتا إلى ان "الاجراءات الحكومية بشأن الاصلاح وما شابه ذلك، لا تمت للحقيقة والواقع بشيء، حيث انها وكما نعتقد اعتمدت على عامل الوقت لتمييع التظاهرات. لكن هذا لا يقلل من عزيمتنا، لأننا نطالب بإصلاحات عامة لأبناء شعبنا، وليس لجهة حزبية او طائفة محددة، وسوف نستمر بالتظاهر حتى يتم تنظيف القضاء من المفسدين".
ويعتقد العبودي ان استمرار التظاهر السلمي سوف يهز عروش الطغاة، على الرغم من محاولات بعض الجهات السياسية جر التظاهرات إلى حالة الفوضى، متابعا القول: "لكننا اليوم نرى المواطن أكثر وعيا وإدراكا لألاعيب هذه الجهات".
ومعروف ان الشعارات التي رفعت في التظاهرات تنوعت، لكنها رغم تنوعها تشترك في أوشاج كثيرة، تتمثل بسلميتها، وبتشديدها على محاربة الفساد، وإصلاح العملية السياسية بعامة. فالتجمعات الطلابية رفعت شعارات تطالب بتعيين خريجي الجامعات، وهذا ما نوهت به الناشطة المدنية فرح الجنابي، التي أشارت إلى ان خريجي الجامعات العاطلين عن العمل، ساهموا مساهمة كبيرة في تظاهرات بغداد والمحافظات الأخرى، ورفعوا شعارات تطالب بتنحية الفاسدين عن مؤسسات الدولة المعنية بتخصيص الدرجات الوظيفية، مضيفة ان هناك تجمعات مدنية خاصة بالخريجين، ركزت شعاراتها التي رفعتها في التظاهرات، على المطالبة بإعادة تأهيل وتشغيل المصانع والمعامل المهملة، من أجل توفير فرص عمل للعاطلين والحد من البطالة.
وأوضحت الجنابي ان أهم مطلب جماهيري على الحكومة تلبيته وتنفيذه بأسرع وقت، هو اصلاح القضاء، لكونه المعني الأول بالاقتصاص من الفاسدين، مبينة ان التظاهرات ستشدد في جمعتها الخامسة على مطلب إصلاح القضاء.
من جهته قال الشاعر والناشط المدني بلال محسن، انه وأقرانه من الشباب المدنيين، يتهيئون للمشاركة في تظاهرة الجمعة الخامسة، مشددين على المطالبة بالإصلاح وبمحاربة الفساد، وإحالة المقصرين والمفسدين للقضاء، مضيفا انهم ما زالوا يحشدون لمشاركة أوسع في التظاهرات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويساهمون بطباعة اللافتات والملصقات، وبكتابة الأناشيد والشعارات الوطنية.