فضاءات

مع تباشير عيد الفطر المبارك : ارتفاع الأسعار يرهق كاهل المواطنين / عبد الله عبد الكريم

مع قرب حلول عيد الفطر، بدأت أسعار السلع والمواد الغذائية بالارتفاع، الذي أدى إلى عزوف الكثير من المواطنين من ذوي الدخل المحدود، عن التبضع استعدادا للعيد، لا سيما وإن المواطن العراقي معتاد على شراء الملابس الجديدة، والحلوى في مناسبات كهذه. وقد شكل هذا الجشع الذي يمارسه الكثير من أصحاب المحال التجارية، من الذين يستغلون المناسبات للحصول على أرباح عالية، عائقا أمام المواطن محدود الدخل، وهو يحاول أن يرسم فرحة العيد على محيّا أطفاله المحرومين من الفرحة، الذين ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر، وهم يعيشون واقعا مأزوما، مختلفا تماما عن واقع أطفال العالم.
ولعل هذا الغلاء في الأسعار سيعيق عملية التواصل بين العائلات، اللاتي تتزاور في ما بينها أيام العيد، لتوكيد أواصر المحبة، وممارسة الطقوس والعادات الموروثة، كتقديم حلوى العيد، وإهداء الأطفال مبالغ من المال (عيدية)، والتنزه، وغيرها من الموروثات الأخرى. على حد قول المواطن حسن ناظم. ويرى المواطن عبد الفتاح كريم، أن "غلاء الأسعار بدأ مع حلول شهر رمضان. فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية والخضراوات بصورة مرعبة، ولا أظن ان هناك ارتفاعا حاصلا في استيراد هذه المادة أو تلك". وأضاف: "هناك بعض الباعة الجشعين، يتعمدون رفع أسعار بضائعهم في هذا الشهر، وأحيانا يتفقون في ما بينهم على سعر موحد، والمواطن يضطر إلى التبضع منهم تبعا لحاجته". وأوضح "ان الخلل يكمن في غياب الرقابة على أسعار السلع والمواد الغذائية، ما حدا بهؤلاء الباعة، إلى أن يسعروا المواد بما يخدم مصالحهم". وقد لاحظ المواطنون ارتفاعا خياليا في أسعار الملابس المستوردة خلال هذه الايام. فقد أشارت المواطنة أم رحيم إلى أنها أصيبت بالذهول حينما دخلت إلى السوق لتبتاع ملابس العيد لأبنائها الثلاثة. إذ وجدت إن سعر القطعة الذي كان لا يتجاوز الـ10 آلاف دينار قبل العيد، وصل إلى حد 20 ألفاً وأكثر. وتساءلت أم رحيم "هل سأدع أبنائي ينظرون متحسرين إلى أقرانهم من أبناء ذوي الدخل العالي الذين يرتدون ملابس جديدة، وهم ينتظرون هذه المناسبة بصبر؟". وبيّنت "إن زوجي رجل كادح لا يتجاوز دخله الشهري 300 ألف دينار. لذا من الصعب أن نكسو أبناءنا الثلاثة بملابس جديدة ربما تكلف راتبا شهريا كاملا!".فيما طالب المواطن سرمد ناجي سائقي سيارات الأجرة، بمراعاة ظروف المواطنين المادية خلال أيام العيد، لكون البعض منهم يستغل هذه المناسبة بطلب مبالغ طائلة من المستأجر. وأشار إلى ان الزحام في أيام العيد يضطر الكثير من سائقي التاكسي إلى أخذ أجرة أعلى مما في الأيام الأخرى. داعيا المسؤولين إلى فتح الطرق أمام الناس، ووضع خطة مرورية تساعد على تقليص تضخم السير في الشوارع. ومن بين المعوقات الأخرى التي ربما ستمحو فرحة العيد من على وجوه العائلات والاطفال، هي الأوضاع الأمنية المتردية. إذ قال المواطن كرار جبار "العيد على الأبواب وحتى الآن لم نر أي تقدم ملحوظ من ناحية الأمن. فالإرهابيون يستغلون هذه المناسبات بتنفيذ عملياتهم الشريرة ليقتلوا فرحتنا وفرحة أطفالنا". وطالب كرار الجهات المعنية بأن يغطوا المناطق الترفيهية بحشد أمني جيد، لدرء التفجيرات والعمليات الإرهابية. وأن يضعوا خطة أمنية محكمة خلال هذه الأيام المهمة لدى العراقيين. ويخشى المواطن علي جبر من ارتفاع أسعار الدخول إلى الأماكن الترفيهية والتبضع منها خلال أيام العيد، كون غالبها تابعا للقطاع الخاص، مشددا على ضرورة أن تضع الدولة رقابة على الأسعار، وأن تحدد معيارا لقيمة الدخول إلى هذه الأماكن. وخلاف ذلك لن يرتادها إلا الأثرياء، ويبقى الفقراء محرومين منها.وبدورنا ندعو المسؤولين إلى تحقيق فرحة العيد للمواطنين وأطفالهم، من خلال وضع رقابة على أسعار الملابس والمواد الغذائية، مراعاة لذوي الدخل المحدود، وأن تفتتح الأماكن الترفيهية العامة التي تسمح للمواطنين بالتوافد إليها بأسعار رمزية. كذلك ندعو الجهات الأمنية إلى وضع خطة محكمة، لا سيما خلال فترة العيد، وتحشيد رجال الأمن، وتركيزهم قرب الأماكن ذات التجمعات البشرية، كالمتنزهات، والأسواق، لكون الإرهابيين يستغلون هذه المناسبات لتنفيذ عملياتهم، وقتل الفرحة التي يستبشر بها المواطن العراقي، ويترقبها بصبر جميل.