لم تثنهم درجة الحرارة والرطوبة في جمعتهم الحادية عشرة، حيث خرج متظاهرو البصرة وقواها المدنية الديمقراطية، وحناجرهم تصدح بــ (خبز . حرية . دولة مدنية) وسط اجراءات امنية مشددة وقطع الطرق المؤدية الى ساحة التظاهر، امام ديوان محافظة البصرة، مطالبين رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، بعدم المماطلة والتسويف للاصلاحات، فيما شددوا على استمرارهم بالتظاهر، وهم يهتفون (احنه الاحرار. احنه المدنية.. ضد الظلم.. ضد الطائفية).

وشهدت الجمعة الاخيرة، حضورا كبيرا للقوى المدنية، مع تعاطف كبير من قبل المتظاهرين مع شعاراتهم التي وجدوها تمثلهم وتمس واقعهم.

وتجولت "طريق الشعب" بين المتظاهرين، وسجلت اراءهم، حيث يقول عضو مجلس محافظة البصرة، عن الحزب الشيوعي العراقي، جمعة الزيني، لـ"طريق الشعب"، "خرجت اليوم جماهير البصرة كالعادة مطالبة بحقوق الشعب، الا ان المؤسف جداً ما زالت العراقيل داخل محافظة البصرة من اجل تسويف كل مطالب الجماهير سواء على صعيد المجلس أو على صعيد المحافظة، وهناك قوى وعناصر لا تريد ان تستمع الى اراء الجماهير ومطالبهم المشروعة بالخدمات والاصلاح على مستوى الادارة المحلية، ومطالب الجماهير بان تكون هناك اجراءات ملموسة وان تكون رؤية متكاملة من دون ا? تكون ناقصة من قبل حكومة العبادي".

ويضيف الزيني، "اليوم الجماهير كلها عزيمة واصرار وبالذات الجماهير المدنية يوماً عن يوم تزداد حضورا اكثر مما كانت في الجمع السابقة وتتوحد تحت شعار اصلاح النظام السياسي ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين، بالاضافة الى المطالب المحلية التي تتعلق بالبنى التحتية". ويشير عضو مجلس البصرة عن الحزب الشيوعي، "نلاحظ ان هناك خطوات على مستوى المحافظة لم تأخذ مداها على مستوى مجلس المحافظة وهنالك نوع من التسويف من قبل عناصر بحيث أن المحافظة حتى الان لم تستثمر الموازنة التشغيلية التي هي موجودة حاليا في مجلس المحافظة من الشهر ?لثاني دون ان تتوصل الكتل الى انجازها حتى يتم تحقيق ما يخدم الناس ويسدد رواتبهم ويخفف معاناتهم من خلال انجاز المشاريع".

ويسترسل "حتى الان تلعب الصراعات وتلعب البراغماتية دورا كبيرا من قبل من بعض العناصر في سبيل عدم اقرار الموازنة التشغيلية وبالتالي تعطيل العمل في المحافظة وهذا يؤثر سلبا على حياة الناس والمجتمع". ويقول الناشط السياسي، جبار مصيخ، "نحن مصممين على تحقيق مطالب شعبنا ونحث رئيس الوزراء على ان لا يتردد، وان لا يتباطأ وان لا يخاف والشعب كله يسنده والمرجعية تسنده".

ويضيف ان "المحاصصة الطائفية التي هي اصل البلاء والمشاكل في بلدنا انتجت عملية سياسية فاسدة من قانون انتخابات فاسد ومن مفوضية فاسدة ولدت جهازا اداريا مترهلا وفضائيا وفسادا ماليا واصبحت دولتنا اليوم من الدول المفلسة والمحتلة من قبل داعش، ويداهمها مرض الكوليرا وانهارنا جافة ومالحة، ومعاملنا متوقفة".

ويؤكد مصيخ لـ"طريق الشعب"، "نستمر نحن كمدنيين وكشعب وهذا لا يعني مطالب الشعب خفتت، والاعداد اليوم تزداد وما ضاع حق وراه مطالب".

اما الناشط المدني، سعد المعيبد، يحدث "طريق الشعب"، قائلا ان "القوى المدنية هي الاساس، ومطلبها الجوهري هو الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية".

ويشدد "نحن مستمرون في التظاهر وهدفنا اصلاح النظام وعزيمتنا لا تثنى نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية، واليوم القوى المدنية في البصرة بكل همتها وعزيمتها لن تتراجع عن تحقيق المطالب ولا نقبل بالتسويف".

بدوره، يقول الناشط الشبابي، سمير ياسر، لـ"طريق الشعب"، "خرجنا كمتظاهرين في البصرة ونحن نردد شعار (اطلع ياشعب لاتگول شعلية) والشعار الاخر الذي تصدر تظاهراتنا والشباب يهتفون به (خبز . حرية . دولة مدنية)".

ويطالب ياسر، الشعب البصري، "بالتوجه الى ساحات التظاهر والمشاركة معنا كمتظاهرين لكي نقول كلمتنا ولن نتراجع عنها، هدفنا اصلاح النظام وكشف الفاسدين ومحاسبتهم، وطلبنا من رئيس الوزراء حيدر العبادي التعجيل بورقة الاصلاحات التي طرحها".

يوجه ياسر الشكر الى "القوى الامنية التي حمت المتظاهرين ووقفت بجانبهم".

ويتحدث الناشط المدني، كاظم محسن، لـ"طريق الشعب"، ان "التظاهرات احدى السبل السلمية لنيل حقوق المواطنين العادلة، وما يجري الان على ساحة البصرة هو تعزيز وتأكيد هذه المطالب الشعبية. وعليه نرى ان مجلس المحافظة قد توانى وتقاعس في تنفيذ المطالب التي تطالب بها الجماهير وسوف تستمر هذه التظاهرات وستتجدد بأساليب متنوعة بحملات تواقيع وبندوات فكرية وتوعويه للتوضيح بان هذه الفرصة واللحظة المهمة للخروج للتظاهر".

هذا واستمر تجمع القوى المدنية الديمقراطية بالهتافات التي نددت بالفساد الذي ضرب مفاصل الدولة وحملوا شعارات طالبوا فيها باصلاح القضاء وتطهيره من الفاسدين واقالة مدحت المحمود.