فضاءات

اليوم العالمي للترجمة 2015*

اليوم العالمي للترجمة مناسبة يحتفل بها كل عام في يوم 30 أيلول (سبتمبر) في عيد القديس (جيروم)، مترجم الكتاب المقدس، الذي يعتبر قديس المترجمين. كرّس القديس السلوفيني 20 سنة من حياته في القرن الأول الميلادي لترجمة الكتاب المقدس من العبرية الى اللاتينية مباشرة. سبق وأن كانت الترجمات من اليونانية (الاغريقية) المتداولة آنذاك. يرعى المناسبة الاتحاد الدولي للمترجمين والذي تم تأسيسه في العام 1953. وهو عضو شبه مؤازر في ال (يونسكو) منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة. وفي عام 1991، أطلق الاتحاد فكرة اليوم الدولي للترجمة ليكون معترفا به رسميا، وذلك لإظهار تضامن مجتمع المترجمين في جميع أنحاء العالم في محاولة لتعزيز مهنة الترجمة في بلدان مختلفة وليس حصرا في البلدان المسيحية. وهي فرصة لعرض مزايا هذه المهنة التي تزداد أهمية في عصر العولمة في مرحلة تطورها. وكانت اهداف الاتحاد هو تذكير المستخدمين من المترجمين وخدمات الترجمة للأعمال الهامة التي يقوم بها المترجمون، وغالبا ما بامتياز، ولا يزال أكثرهم، في كثير من الأحيان، في الظل بخلاف المؤلفين.
شهدت العاصمة البريطانية في يوم الجمعة المصادف 2 تشرين الأول 2015 وللمرّة السنوية السادسة احتفالا باليوم العالمي للترجمة وذلك في قاعة المؤتمرات في المكتبة البريطانية. ساهمت في اعداده منظمات الكلمة الحرّة والقلم الانجليزي والأدب عابر الحدود وجمعية المترجمين والمؤلفين والكلمات بدون الحدود والمركز البريطاني لترجمة الآداب ومؤسسة تبادل الآداب في مقاطعة (ويلز) والمنظمة الثقافية التابعة للاتحاد الأوربي وغيرها.
بالإضافة الى كرّاس يتضمن تفاصيل البرنامج بأسماء المتحدثين البالغ عددهم حوالي 40 متحدث ونبذة عن سيرتهم الأدبية مع عناوين ندواتهم، تضمن ملف الاحتفال قائمة بأسماء المشاركين البالغ عددهم حوالي 200 مشارك مع عناوينهم الالكترونية واخرى بأسماء المنظمات التي تشجع الترجمة بالتمويل. ومن الجدير بالذكر هو ان بعضها منظمات غير حكومية والبقية الباقية من الدول الأوربية وبغياب الشرق أوسطية منها. وحسب الأسماء المدونة كان هناك اسم عربي/اسلامي آخر بالإضافة الى اسم كاتب هذا المقال وكانت لغته المدونة هي الكردية ايضا. ومن ضمن عشرات اللغات المدونة كانت العربية كلغة أجنبية ثانية لشخصين من ذوي الأسماء بالإضافة الى اسمي.
تضمن برنامج الاحتفال ندوة عامة في قاعة المؤتمرات صباحا بعنوان صعود منزلة ونفوذ القارئ حاور فيها ثلاثة متحدثين. أعقبتها خمس ورشات مختلفة في آن واحد تحدّث في كل منها بضعة من المختصين وسبق وأن اختار واحدة منها عدد من المشاركين وعقدت في القاعات الصغرى.
وبعد فترة تناول الغداء، تعاقبت خمس ورشات مختلفة أخرى لحين حلول العصر حيث أعقبها عرض بعنوان من الصفحة الى المنصّة وهو تمرين (بروفة) لمسرحية مترجمة من الروسية من تقديم مسرحي محترف وبحضور المترجمة وتمثيل أربعة من الشبيبة في قاعة المؤتمرات. أختتم العرض الفني بجولة من الاجابة على أسئلة واستفسارات الحضور ومداخلاتهم. وكذلك كان الأمر في ختام جميع الندوات. وأخيرا قدمت جائزة لمترجمة من الأدب البولوني الى الانجليزية.
بعض من الحقائق والأرقام التي ذكرها المتحدثون: للاتحاد الأوربي 24 لغة رسمية من مجموع 28 دولة بينما للأمم المتحدة 6 لغات رسمية من مجموع 192 دولة. ان بريطانيا من الدول الأقل انتاجا للأدب المترجم الى الانجليزية وحسب احصائية للفترة من 1990 الى 2010 ازدادت نسبتها من 3% الى 4.5% بفضل لغات الشرق الأوسط وبالأخص العربية والتركية وغيرهما. ومن الجدير بالذكر انني لم أشاهد أحدا من الشرق الأوسط من بين العشرات من المتحدثين والمئات من الجمهور سوى الذي ذكرته أعلاه، ويا للأسف! أين الملحقيات والمراكز الثقافية العربية والإسلامية يا ترى!
ولمزيد من المعلومات بالإنجليزية والصور راجع الرابط المدون أدناه.
https://www.freewordcentre.com/assets/public/files/ITD_2015_Web_Programme_Web_new.pdf
*اعداد وترجمة المهندس محمد توفيق علي MCIL)) عضو معهد اللغويين القانوني في بريطانيا، م.م