فضاءات

عن تجربة متكاملة في نموذج الشخصية الشيوعية .. / جاسم المطير

أقول، أولاً، أن الفضل في كتابة هذه المقالة - الذكريات بأعلى حدّ من الهمّة يعود إلى الرفيق الدكتور حسّان عاكف، أحد الاصدقاء الاوفياء للراحل الدكتور محمد صالح سميسم. شجعتني مقالته ذات المحتوى الحكائي ،الرمزي، المنشورة يوم 20 – 11 – 2015 على جريدة طريق الشعب الغراء ، حيث قام حسّان عاكف بتصوير بعض رؤيته حول انسجامهما ، معاً، في مهنة الطب، انسجام التلميذ والاستاذ. تحدّث الطبيب حسّان عاكف عن سلطة الطب في تعارفهما ومتانة العلاقة - المصادفة في أولويات المنزلة الموثوقة بينهما . توطدت صداقتهما ، اكثر وأكثر ،حين شاءت المصادفة الحزبية ان يكونا ،معاً، داخل الحزب الشيوعي العراقي ، عبر نشاطٍ واحدٍ، مسيرة واحدة، ليخلقا تاريخاً مشتركاً بمحض الإرادة الوطنية المشتركة من أجل حق الشعب العراقي في الحرية والديمقراطية والكرامة الانسانية.
تناول الدكتور حسّان في سطور كثيفة عمّا اختزنته ذاكرته عن مجموعة أفعال وممارسات ومعتقدات واهداف كان الراحل الطبيب محمد صالح سميسم مؤمنا بقيمها حتى يوم رحيله عام 1983 مؤسساً في ثقافة الحزب تصورات رمزية عن نماذج شيوعية تحاكي صفات الخالدين من أعضاء الحزب.
منذ عام 2000 وأنا في حالة رؤى وهواجس وأفكار تدفعني للكتابة عن هذه الشخصية المثالية ،التي كانت قد عانت نصيباً كبيراً من الاضطهاد والسجون، ظلت حياته كلها تتأرجح بين العنف والسكون، حتى صار هذا الرجل برأيي مناضلاً عراقياً من نوع خاص ، بإيقاع خاص مليء بمزايا خاصة وهو يجتاز مراحل الرومانتيكية الشعرية والواقعية السياسية وتأكيد الذات المهنية الطبية - الانسانية.
تبلورتْ عندي فكرة الكتابة عنه بعد مغادرتي، ذات يوم، منزل المعماري العراقي ، العالي الشأن (رفعت الجادرجي) في لندن ، بعد وجبة عشاء فاخرة، اعدتها بكرمٍ بالغٍ زوجته بلقيس شرارة ،مستفيدة من براعة المطبخين اللبناني والعراقي، في جلسة صغيرة ضمّتْ عدداً محدوداً من المدعوين . كنتُ بصحبة الدكتور غسان العطية وكان ثالث المدعوين شخصية لبنانية ثقافية لم استطع في هذه اللحظة انتزاع اسمه الكريم الغائب عن ذاكرتي .
مثلما حرّكني مقال الدكتور حسّان عاكف ،هذا اليوم ،كذلك حرّكتني تلك الامسية اللندنية الجميلة على ضفة نهر التايمس عبر سلسلة من أحاديث الذكريات والأسئلة عن الدكتورة حياة شرارة زوجة الدكتور محمد صالح سميسم ، في حديث طويل، متشعب، عن أخبار وفاتها دار بيني وشقيقتها بلقيس . كنتُ شخصياً منذ وجودي داخل العراق أواجه ضغطاً قوياً يهاجمني فيه ،دائماً، شعور صادم بأن وفاة محمد صالح سميسم ومن ثم وفاة زوجته حياة شرارة كانتا رحلة مخططة بوليسياً في مجاز سري، متقن للغاية ، منجرف داخل نظام حكم بوليسي قائم اساساً على قتل كل من يرفض التحوّل معه أو الخضوع له ، لكنني لا املك دليلاً أو واقعة تجعلني راسماً صادقاً لسيناريو فيلم مقنع . أظن ،حتى هذه اللحظة ، أن نظاماً بوليسياً ،شموليا، أتقن كل وسائل العنف والقتل (علناً) لا شك بقدرته على اتقان كل وسائل العنف والقتل (سرّاً) من دون ان يترك متسعا من أثر أو خطأ ينفذ منهما محقق.
لم اسمع بأسم (محمد صالح سميسم ) إلا بعد قيام ثورة 14 تموز عام 1958 حين كنت مسافراً إلى بغداد مع الصديق الرفيق فيصل جاسم الحجاج العائد، توّاً، من القاهرة والراغب بتقديم أوراقه لدخول كلية الطب في جامعة بغداد. كان على اتفاق بموعد لقاء مع محمد صالح زميله في دراسة الطب بجامعة عين شمس في العاصمة المصرية.
- من هو محمد صالح يا فيصل ..؟
كان هذا هو أول سؤال وجهته بحماس ونحن في عربة قطار الدرجة الأولى المتجه من محطة المعقل إلى محطة غربي بغداد.
بمزاحه المعهود اجابني:
- أنه شاب من مدينة النجف . نشيط مثل نشاطك. انيق مثل اناقتك . طويل مثل طولك. عمره مثل عمرك فهو من مواليد عام 1934 أيضاً. كان طالبا بكلية طب بغداد لكنه ادخل الى السجن في بداية الخمسينات . حين اطلق سراحه في أواخر عام 1956 لم يكن امامه غير الذهاب إلى القاهرة لإكمال دراسة الطب في جامعة عين شمس . هناك اصبح فيصل الحجاج ومحمد صالح سميسم رفاقا اصدقاء مع مجموعة الطلبة العراقيين ليقررا العودة ،معاً، حال سماعهم بقيام ثورة 14 تموز ليكونا وسط نضال شعبهما بوصفهما مناضلين شيوعيين باسلين في كلية الطب العراقية وفي المشاهد السياسية الجماهيرية وفي الحياة الاجتماعية .
تغيّرت ذاكرة الاحداث التاريخية في العراق بعد الثورة المجيدة وما رافقها من عقلية التآمر السياسي، كان من نتائجها انقلاب 8 شباط 1963 حيث استشهد فيصل الحجاج بمطارق الإنقلابيين في قصر النهاية المقيت ، بينما تفرّغ التصرف الوحشي لبعض قادة الحرس القومي في القبض على محمد صالح سميسم وتعذيبه وسجنه والحاق مختلف انواع الاذى والمصائب بحياته، خاصة بعد بدء تخرجه طبيبا مرموقا بسلوكه وذكائه، حين تحوّل النضال عنده من معالجة أمراض تصاحب تطوّر تاريخ الانسان إلى معالجة الانسان نفسه من امراضه..
ذات ليلة في منتصف السبعينات دعاني الدكتور عبد الرحمن منيف مع سامي احمد العامري لمشاركته في استقبال مَنْ وصفه بمناضل عراقي قديم. كان إعداد الاستقبال ببيته بالمنصور قرب تمثال ابي جعفر المنصور. استأذنت الدكتور عبد الرحمن بدعوة الدكتور عزيز وطبان لحضور الامسية، أيضا ً، فأجاب مسروراً بالموافقة، خاصة وأن دار عبد العزيز في تلك الفترة لا تبعد غير 10 امتار عن دار منيف لكنهما لم يتعارفا. اعتذر الدكتور عزيز عن الحضور آسفا لوجود التزام باجتماع قيادة نقابة المعلمين المركزية.
اخبرنا الدكتور منيف أن ضيفه ،هذه الليلة ، تعرّف عليه في القاهرة، في بيئة سياسية معقدة، فيها افتراضات كثيرة من النقائض السياسية ، لكن رمز الطيبة ونموها وتعبيراتها كان موجودا في شخصية محمد صالح المبتسم والمسرور دائماً بتواصله مع العديد من الناس ،خاصة بعد انتخابه عضوا في الهيئة الادارية لنقابة الاطباء العراقيين .
كان ذلك أول لقاء مع محمد صالح سميسم بجلسة اعتمدت على الثقافة العربية ورموزها واساطيرها عبر التاريخ والاجيال اثبت خلالها الدكتور سميسم غزارة ثقافته في الأدب والشعر العربي خصوصاً، إذ كانت حكاياته وقصصه كلها عن الحب والناس والخوف متميزة بأمثلة من قصائد شعر المتنبي والمعرّي وغيرهما. لم يغفل ذكر برناردشو وشكسبير وتولستوي. كان مثار استغرابي حقاً حين أعلن بأسلوب مازح تأكيده انه يحفظ ،عن ظهر قلب، شعر المتنبي كله. كان محمد صالح في تلك الليلة نجماً ثقافياً ساطعاً عارفاً بقصص هوميروس وعلم الطب والوراثة وموروث كوبرنيكوس وقصائد محمد مهدي الجواهري والثقافة الغربية ايضا .
في تلك الليلة صار حديثنا عن (النفط) أيضاً، باعتبارنا نحن المحتفين بوجود طبيب مناضل معنا. كنا ثلاثتنا من العاملين في الصحافة النفطية ، غير ان الضيف فاجأنا بالقول أنه : ( كاد أن يصير مهندساً نفطياً ..!) . ذكر لنا أنه كان من الخريجين العشرة الاوائل في امتحان بكالوريا الثانوية وقد رشحته الدولة العراقية في الخمسينات الملكية في بعثة الى بريطانيا لدراسة النفط ليكون مهندسا في هذا الحقل الضروري في العراق . اكمل جميع اوراق البعثة والسفر لكنه انتفض عليها قبل ايام عديدة من موعد مغادرة الوطن ساحباً اضبارته من مديرية البعثات ليقدمها إلى كلية الطب العراقية كي يظل مواصلا نضاله داخل العراق. لكن نضاله الوطني واجه لعبة الاضطهاد فأرهقته الدولة الملكية بسنوات من السجن كانت بعض ايامها في سجن نقرة السلمان البغيض، غير ان فعالية التاريخ لن تتوقف اذ ما ان اطلق سراحه حتى شد رحاله الى جمهورية مصر للتركيز على نيل شهادة الطب من احدى جامعاتها واشباع نفسه بعلومها.
كانت تلك الليلة ، في بيت قبالة تمثال أبي جعفر المنصور، حافلة بأحاديث العصر والتراث. كانت فيها لغة محمد صالح سميسم تنقل الافكار المتعددة وتكثفها بطريقة نادرة كأنها حالات المتنبي الشعرية .
مرة اخرى جمعتنا المصادفة في لقاء بمطعم في شارع الحمرا - بيروت عام 1978 كان المناضل صالح دكلة هو الذي اوجدني في هذا اللقاء مشترطاً عليّ ان لا اخبر احدا به سواء في بيروت او في بغداد بعد عودتي اليها ، محملا اياي موقفاً اخلاقيا نحو ضرورة الحالة السرية التي يعيشها سميسم في تلك الايام ببيروت . قال لي دكلة أن سميسم يريد ان يكتشف مستقبله ،هنا ، ببيروت فقد اغلق عيادته في بغداد متطوعاً للعمل في المخيمات الفلسطينية الكادحة. لا يدري هل يستقر في بيروت منسباً نفسه الى المناضلين الشيوعيين العراقيين المغادرين وطنهم قسراً أم يجد له منفذاً إلى أحدى الدول الأوربية ام انه سيقضي هنا وقتا محدوداً يعود بعده الى بغداد ليظل متصلا بحياة شعبه اتصالاً موصولاً حتى لو ظل فيها يعيش بحجرة مغلقة في السجن الكبير . هكذا اودع صالح دكلة سراً في قلبي، طالباً مني التزاماً بعدم افشائه مطلقاً . كنت في تلك الايام اللبنانية اعيش بضيافة صديقي الفنان (قاسم حول) الذي رتّب امر عودتي الى بغداد بعد تعقيد امور الطيران في مطار بيروت اثر الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان وبعد اختفاء صالح دكلة وانشغاله عن الصلة بي . اليوم اجد نفسي امام هذه التوصية في مواجهة حرة لكي أكشف فيها موقفاً انسانياً خلال هذه السطور عن شخصية محمد صالح سميسم.
في بغداد تعرفتُ إلى الدكتورة حياة شرارة استاذة الادب الروسي بجامعة بغداد ، وقد كانت موضع الاحاديث الواسعة بلقاء لندن في دار رفعت الجادرجي مع زوجته بلقيس شقيقة حياة بعد رحيلها عن الحياة بصورة غامضة.
أتذكر أن الدكتورة حياة زارتني في مكتبي لأول مرة بصحبة الدكتور محمد يونس زميلها بقسم اللغات بجامعة بغداد ومعها مسودة كتاب عن الشعر الروسي لطباعته ونشره في بيروت. تمّ ذلك فعلا وانجز طبع الكتاب في بيروت بفترة سريعة لم تتصورها. كان ذلك محفزاً لها لزيارة مفاجئة قامت بها مع زوجها الدكتور محمد صالح سميسم ، كانت المرة الاولى التي اعرف بها هذا الارتباط . كما عرفتُ انه عاد الى العراق من بيروت بعد قضاء عدة شهور فيها وانه الان يمارس مهنته في مستشفى الطوارئ واعطاني رقم تلفونه للاتصال به وقت الحاجة . في هذا اللقاء عرضت أمامي فكرة طبع مؤلفات والدها (محمد شرارة) الشخصية الثقافية اللامعة . ابديت استعدادي التام لمساعدتها على طباعتها في بيروت بعد أن تكمل اعدادها وتهيئتها بلمسات اخيرة. تكررت زياراتها لمكتبي بشأن مراحل تطور اعداد كتب والدها حتى جاءت ذات يوم تحمل كمية كبيرة من المسودات الورقية مقسمة إلى ستة كتب . قالت ما معناه ان رغبتها ان تتم طباعة الكتب الستة دفعة واحدة وهي الوسيلة الوحيدة لتخليد شخصية محمد شرارة . ارسلت المسودات فعلا الى بيروت بالرغم من اعتقادي بعدم امكانية انجاز طبعها مرة واحدة خلال تلك الظروف العسكرية الصعبة في العراق حيث الحرب مع ايران ، وفي لبنان حيث الحرب الاهلية وساحة الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي . اتذكر انني قلت لهما: ( طلبٌ غالٍ من الدكتورين شرارة وسميسم والتنفيذ أرخص ما يكون ..). بالفعل صدر كتاب واحد من الكتب الستة . حين جاءت لاستلام النسخة الأولى كانت وحدها بملابس سود. اخبرتني بوفاة محمد صالح بـ(حادث مؤسف) . وقد طالبتني بإعادة المسودات غير المطبوعة بأسرع وقت ممكن وتسليمها إلى الدكتورة حميدة سميسم في بيتها القريب من بيتي في المنصور لأنها سوف لا تتردد على مكتبي بعد الآن . كانت شبه غاضبة على عدم الوفاء بوعد طبع الكتب الستة دفعة واحدة. أبرقتُ الى بيروت لإعادة المخطوطات وقد عادت بعد حين و سلمتها الى الدكتورة حميدة، التي تعرفت اليها لأول مرة لكنني ما عرفت منها شيئا عن "الحادث المؤسف" لوفاة الدكتور محمد صالح سميسم رغم اسئلتي التي ما وجدت منها سوى اجوبة غامضة عن نزيفٍ في الدماغ . غير ان جلسة مع صديق عُرف بالشهامة الطبية كانت عيادته في ساحة الطيران مرجعاً صحياً لي ولأصدقائي ومعارفي هو الدكتور عبد المنعم مصطفى ( رحل الى روما واقام فيها) وهو زميلي في سجن نقرة السلمان أسّرني خلال تلك الجلسة حين ورد اسم الراحل سميسم بأنه وعدد من أطباء مستشفى الجملة العصبية يعتقدون ان محمد صالح سميسم توفي نتيجة مادة (الثاليوم) وهي المادة المشاع استخدامها ، في تلك الفترة، من قبل جهاز المخابرات العراقي، خاصة بعد أن كانت حالته في تلك المستشفى شبيهة تماماً لحالة ( نزف دماغ) عدد من شيوخ عشائر الديوانية توفوا دفعة واحدة بالثاليوم بعد ان كانوا في استدعاء من قبل المخابرات حين (ضيفتهم) بالشاي وعصير البرتقال.
ظلت قضية وفاة مبهمة حتى اليوم، لكنها ليست بعيدة عن جوهر المذهب الطبيعي في ممارسة نظام صدام حسين واخلاص اجهزة حمايته ومخابراته . أظن أن هذا المشهد الواقعي اشغل الدكتورة حياة شرارة عندما اخبرتني عن ان سبب وفاة زوجها هو شبح تعرضه إلى (حادث مروري مؤسف)..!
رحلت الدكتورة حياة شرارة الى (حادث مؤسف) مثل زوجها المناضل محمد صالح سميسم لكن بأسلوب نوعيّ آخر هو الموت اختناقا بالغاز. كان هذا الموت موضوع جدل بيني وشقيقتها بلقيس في لقاء لندن فأنا مؤمن بقدرة اجهزة صدام حسين على قتل الناس من دون ترك اي بصمة تدل إلى المجرم ، خاصة وأن مزاج صدام حسين كان متعكراً منذ منتصف سبعينات القرن الماضي وما بعده حين كانت حياة شرارة ترفض قبول تكليفها بمهمة ترجمة (خطب السيد الرئيس) الى اللغة الروسية فكان اضطهادها متواصلاً مع غيرها من الرافضين ان يكونوا جزءا من دوامة التضليل الاعلامي . كان العقاب جزاء سهلاً يُصوّب الى الوطنيين، خاصة من الذين يعيش الفكر اليساري بأعماقهم مثل زميلها محمد يونس، والدكتور جليل كمال الدين الذي اعتقلوه لفترة طويلة، بينما نقلوا حياة شرارة إلى وظيفة بسيطة في معمل بالسماوة بعيداً تماماً عن عالمها السحري في الثقافة والأدب لمحقِ صفاتها الاكاديمية وتحطيم شخصيتها الفلسفية الاصيلة.
تنزيف الدماغ والخنق بالغاز اشياء ليست غريبة في ممارسات الانظمة الدكتاتورية حين تشعر أنها عاجزة عن تحسين التفكير والتدبير في ادارة الدولة وقيادتها. هذه الانظمة في كل مكان وزمان تلجأ إلى السجون والحروب واستعمال الاسلحة الكيمياوية وكل انواع الجرائم الجماعية للبقاء على رأس سلطة هالكة ، لكنها تبتكر انواعا مختلفة من القتل الفردي والجماعي للبقاء .
منذ عام 2000 وأنا ابحث عن حافز الكتابة عن الراحل محمد صالح سميسم . كنت، منذ سنوات ، قد استعنت بالمناضل الشيوعي عباس سميسم (مقيم بالسويد) والمناضل الشيوعي الآخر حسين سميسم (مقيم في هولندا) مدفوعا برغبة الحصول على معلومات اكثر .
مبادرة حسان عاكف استوت من حيث اهميتها انها كانت سباقة تحكمت بكشف مظهر بارز من مظاهر الشخصية الشيوعية اللامعة لكنها زادت من اندفاعي بلا شك لولادة هذه السطور .
ربما تيقظتْ ذهنيتي في هذه السطور القليلة .. ربما اختفتْ بعض الصور عن الذكريات ، لكن اعود لتقديم الشكر الى الدكتور حسّان عاكف فقد وهبني الدافع المحفز لكشف ما تحت تجاعيد بعض الواقع العراقي الاليم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 12 – 12 – 2015