فضاءات

احتفاءً بالمخرج محمد شكري جميل وبعطائه السينمائي / غالي العطواني

بحضور حشد من الفنانين والمثقفين والأدباء والإعلاميين، احتفى الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الثلاثاء الماضي، بالمخرج السينمائي الرائد محمد شكري جميل، الذي تحدث عن سيرته الإبداعية الممتدة إلى أكثر من نصف قرن.
أدار جلسة الاحتفاء التي عقدت على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد، د. صالح الصحن، الذي قدم سيرة المحتفى به، وأشار إلى انه "فارس من فرسان السينما العراقية. وقد نال المرتبة الأولى في إخراج الأفلام السينمائية الروائية. فمن بين مجموع 113 فيلما عراقيا، أخرج جميل 13 فيلما، يليه المخرج صاحب حداد الذي أخرج 5 أفلام".
وأضاف قائلا: "درس جميل السينما في المعهد العالي للسينما في المملكة المتحدة، وكانت تجربته السينمائية الأولى عام 1953، حيث أنتج وأخرج أفلاما وثائقية لوحدة الإنتاج السينمائي في شركة نفط العراق. وقد عمل في الأفلام السينمائية العالمية، مصورا ومونتيرا". بعد ذلك تحدث المحتفى به عن سيرته الإبداعية، وقال انه عمل مع المخرج جرجيس يوسف أحمد على إخراج فيلم بعنوان "أبو هيلة" عام 1962، وعمل أيضا في مونتاج الفيلم التاريخي "نبوخذنصر" الذي أخرجه كامل العزاوي، مبينا انه أول فيلم عراقي ملون. وتحدث جميل عن فيلم "شايف خير" الذي أخرجه عام 1968، وعن إخراجه فيلم "الظامئون" عام 1973، المأخوذ من رواية للكاتب عبد الرزاق المطلبي، لافتا إلى ان الفيلم يندد بالواقع المزري في العراق وينتقد السلطة، وان جلاوزة الأمن في ذلك الوقت كتبوا عنه (تقارير) ورد فيها ان "محمد شكري جميل يخرج أفلاما شيوعية بأموال بعثية". ومضى إلى القول: "شارك فيلم "الظامئون" في مهرجانات سينمائية عالمية، ومن بينها مهرجان موسكو للأفلام السينمائية الروائية، وقد أجمع النقاد الذي شاهدوه وقتها على انه يعد بداية دخول السينما العراقية إلى الواقعية التعبيرية".
وعرّج جميل في حديثه على فيلم "الأسوار" الذي أخرجه عام 1979، والذي يتناول انتفاضة الشعب العراقي عام 1956، ضد العدوان الثلاثي على مصر، ثم تحدث عن فيلم "المسألة الكبرى" وأشار إلى انه اضخم انتاج سينمائي عراقي، موضحا انه يتحدث عن ثورة العشرين ونضال الشعب العراقي ضد الاحتلال الانكليزي. وتحدث جميل أيضا عن فيلم له عنوانه "المسرات والأوجاع" مستقى من رواية للكاتب فؤاد التكرلي، معربا عن أسفه لكون الفيلم لم يعرض رغم انه جاهز للعرض منذ ثلاث سنوات، وموجها عتبه إلى دائرة السينما والمسرح بهذا الشأن.
كذلك تطرق المحتفى به إلى فيلمه الموسوم "العد التنازلي" الذي منعه النظام الدكتاتوري المباد من العرض، لكونه ينتقد سلطته.
وفي الختام قدم الباحث آشور ملحم لوح ابداع باسم الاتحاد للمخرج محمد شكري جميل، فيما قدم له د. صالح الصحن لوح أحمد المظفر للإبداع.