فضاءات

في "بيتنا الثقافي" رشيد غويلب عن "اليسار في امريكا اللاتينية"

أجرت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، بالتعاون مع منتدى "بيتنا الثقافي"، السبت الماضي، حواراً مفتوحاً مع الكاتب والاعلامي رشيد غويلب، حول التطورات الأخيرة في امريكا اللاتينية، والتقدم الذي حققته قوى اليمين في الانتخابات الأخيرة التي جرت في الارجنتين وفنزويلا.
حمل الحوار عنوان "تقدم اليمين وبدائل اليسار"، وحضره جمع من المهتمين بشأن اليسار الأمريكي اللاتيني، والمتابعين له، وأداره الإعلامي علي كريم، الذي قدم سيرة الضيف، واشار إلى انه كاتب وسياسي مهتم بالحركات اليسارية في عموم قارتي اوربا وامريكا اللاتينية.
بعد ذلك تحدث غويلب عن انجازات حكومات اليسار في امريكا اللاتينية، ومن بينها استعادة السيادة الوطنية وتقليل نسبة الفقر الى 50 في المائة، وتوفير المواد الخام التي تدخل في المنتج الوطني، وفرص التعليم في جميع المراحل العمرية، والرعاية الصحية، منوها أن هذه النجاحات جاءت بعد ان وضع اليسار برنامج عمل حكوميا، واوراق عمل علمية تخص النواحي الاجتماعية والاقتصادية.
واكد غويلب ان المنجزات المتحققة لم تمنع استمرار تأثير المشاكل الموروثة من ازمنة الحكم السابقة، بالاضافة الى الحرب الاقتصادية التي تشنها قوى اليمين في الداخل بدعم من الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في القارة، مستفيدة من عدم نجاح الحكومات اليسارية في كلا البلدين (الارجنتين وفنزويلا)، لخلق هيمنة مجتمعية خلال السنوات الماضية.
وأضاف قائلا: "كان لهبوط اسعار النفط تأثير كبير على الوضع المعيشي لغالبية السكان، إلى جانب تصاعد التضخم وهبوط القدرة الشرائية وظهور نظام العملة الثنائية وما ارتبط به من فساد اقتصادي واداري"، مشددا على الدور الذي لعبته المؤسسات الاعلامية المملوكة لقوى اليمين، التي تحركت ماكينة اعلامها مستفيدة من الديمقراطية اللا محدودة التي وفرتها حكومات اليسار في القارة اللاتينية.
وتناول غويلب ردة الفعل الداخلية والخارجية على الاحداث، وما ستشهده البلدان من حوارات جماهيرية بشأن دراسة ما حدث وطرح البدائل المطلوبة، والتي تتركز في اجراء مراجعة نقدية وجذرية لاداء قوى اليسار في فنزويلا والارجنتين خلال السنوات السابقة، واعادة هيكلة التحالفات اليسارية لتكون قادرة على الحفاظ على المنجزات المتحققة وتجاوز الهزيمة المؤقتة.
وركز غويلب على القراءات التي طرحها الباحثون والمتابعون لأوضاع امريكا اللاتينية، والتي اكدتها نتائج الانتخابات لتمثل رسالة مهمة الى حكومتي البلدين، تدفعهما لطرح اجابات عن الاسئلة الآنية، لافتا إلى ان التجربة اليسارية ما زالت تحتفظ بأكثرية مجتمعية، وتمتلك القدرة على استعادة زخمها "كما حدث في تشيلي حيث استطاع تحالف اليسار العودة الى السلطة بعد خسارة مؤقتة في انتخابات 2010".
و طرح عديد من الحاضرين جملة من المداخلات والاسئلة، تضمنت محاور اضافية مثل طبيعة قوى اليسار وعلاقتها بالأحزاب الشيوعية، ومدى قدرة اليمين على التعامل مع المشاكل القائمة، وما الكيفية التي يستطيع بواسطتها اليسار العراقي الاستفادة من التجربة اللاتينية، وقد أجاب غويلب عن أسئلة الحاضرين بصورة ضافية.