فضاءات

ارتفاع اسعار الفواكه والخضار في الأَسواق / ماهر حميد

تشهد اسعار الفواكه والخضر في الاسواق المحلية ارتفاعا ملحوظا منذ مدة ليست بالقصيرة. علما ان اغلب المنتجات الزراعية المستوردة المتوفرة في الاسواق ذات نوعية رديئة وبلا طعم، حيث يتم استخدام مواد كيماوية في انضاجها صناعيا وتباع باسعار مرتفعة.
اما الانتاج المحلي فلا يكفي لسد حاجة السوق، والمعروض منه تبدو عليه علامات العطش واصابته بالافات الزراعية. فقد كانت مزارع ناحية الشحيمية مثلاً في محافظة واسط، تنتج كميات كبيرة من الرقي والبطيخ، تغطي الحاجة ويصدر الفائض منها، وبعد ان كان سعر (حكة) الرقي الف دينار، اصبح سعر الكيلوغرام الواحد من الرقي المستورد يباع بالف دينار واغلب المتوفر من الرقي والبطيخ حاليا مستورد من ايران وسوريا واليمن. ولمعرفة المزيد التقت طريق الشعب ببعض البقالين والمزارعين والمواطنين.
البقال علي سلمان الزبيدي يسكن محافظة واسط قضاء الصويرة يقول: اغلب الفواكه والخضر التي نبيعها مستوردة، وتكلفنا الكثير من المبالغ منها ما يتعلق بتكاليف الاستيراد والنقل والتحميل والتفريغ والتلف والرسوم الاخرى، ومنها عمولات العلوة التي تم تأجيرها من قبل الدولة للتجار وباسعار خيالية بلغت مليارات الدنانير، وهي تفرض رسوماً عالية علينا رغم ان المنتج مستورد. الزبيدي أورد مثلا على ذلك قائلاً: نشتري المشمش بسعر 1500 دينار ونبيعه بـ2000 دينار، والتفاح بسعر 1200 دينار ونبيعه 1500، كذلك الحال لبقية الفواكه والخضر مثل الطماطم والبصل واللوبياء والباذنجان. واكد ان بعض ذوي الدخل المحدود والفقراء بدأوا يشترون نصف كمياتهم قبل ارتفاع الاسعار، مطالباً الحكومة بوضع التسعيرة المناسبة لهذه المنتجات المستوردة، ودعم الزراعة المحلية من خلال استخدام تقنيات الري الحديثة.
ويقول الفلاح مزهر طالب حسين من محافظة واسط / ناحية الشحيمية فيرى: شح المياه وارتفاع نسبة الملوحة في الارض سببان رئيسيان وراء عدم الوفرة في الانتاج الزراعي لسد حاجة المستهلك من المنتجات الزراعية. بعد ان كانت مزارع الشحيمية تغطي حاجة البلد بانتاجها الوفير من الرقي والبطيخ والخضراوات اصبح فلاحوها يشترون هذه الخضر من الاسواق وباسعار خيالية. وتاكيدا على ذلك نحن ملزمون بخطة زراعية يتم تزويدنا بالمياه من خلالها. واناشد الحكومة دعم الفلاحين والمزارعين بوسائل الانتاج لغرض تخفيض اسعار المنتجات الزراعية في البلد.
المواطن عماد خلف يسكن بغداد- البلديات ويعمل عامل بناء يقول:
اسعار المنتجات الزراعية في الاسواق تختلف من منطقة الى اخرى حيث نجد اسعار الفواكه والخضر في منطقة باب المعظم باسعار زهيدة واما في البلديات فالاسعار تصل الى الضعف. هذا بخصوص المستورد الذي اغلبه يتم انضاجه صناعيا ومن نوعية رديئة وبلا طعم. واما المنتجات المحلية فالاسعار مرتفعة جدا ومعروضة بكميات قليلة.
والمزارعون يشكون شح المياه الواردة من تركيا وايران. المواطنة تغريد ذاجر جعفر من سكنة مدينة الصدر/ كسرة وعطش فتقول: زوجي عاطل عن العمل واسعار المنتجات الزراعية في منطقتنا لا نستطيع ان نتحملها ونحن نضطر الى الاكتفاء بكميات قليلة منها. فجشع التجار لا حدود له، فقد وصل سعر كيلو البصل الى الف دينار، وتضاعفت اسعار بقية الخضراوات التي يعتمد عليها الفقراء بشكل اساسي في طعامهم اليومي. لذا اناشد الجهات المختصة لايجاد حلول لمشكلة ارتفاع الاسعار ومراقبتها بشكل مستمر لحماية المستهلك.
وبدورنا نناشد المسؤولين ايجاد حلول لمشكلة ارتفاع الاسعار وشح المياه والعمل على وضع تسعيرة مناسبة للمنتجات الزراعية المستوردة ودعم وسائل الانتاج الزراعي في البلد وانشاء جمعيات تسويقية للمنتجات الزراعية لضمان وصول المنتجات الى مناطقهم باسعار مناسبة للمواطنين.