فضاءات

إحياء ذكرى أربعينية الفقيد نجيب حنا عتو(أبو جنان)

محمـد الكحط - اسكليستونا
في ذكرى أربعينية الفقيد الرفيق نجيب حنا عتو(أبو جنان)، أقامت إدارة موقع "عنكاوا كوم"، بالتعاون مع عائلة الفقيد، ورفاقه الأنصار وأصدقائه، حفلاً تأبينيّاً يوم السبت 9 نيسان/ ابريل 2016، في قاعة شوان بمدينة اسكليستونا السويدية. حضر الحفل جمهور كبير من رفاق وأصدقاء الفقيد، كما حضر رفاقة في الحزبين الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني، تضمن الحفل، إستذكار المراحل النضالية والإنسانية من حياته، ودوره في مجال الحركة الأنصارية، وحياته الحافلة وصراعه مع المرض.
بعد كلمات الترحيب قدم الزميل سامي المالح ملخص عن السيرة الذاتية للفقيد وعن نضاله، بعدها تم عرض فلم عن حياته، عكس اهم المحطات النضالية التي مر بها.
وكان للحزب الشيوعي العراقي كلمته هذا الحزب الذي قضى فيه معظم حياته النضالية، ومما جاء في كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي قدمها الرفيق محمـد الكحط، ((نقف اليوم هنا لنستذكر رفيقا أمميا شيوعيا، كان نموذجا للإنسان الغيور على وطنه وشعبه، كان أبو جنان واحدا من الذين أدركوا بوعي الحقيقة والطريق الذي يؤدي الى العدل والحرية وترسيخ القيم الإنسانية وعاش مناضلا من أجل تحقيق هذا الهدف، في ظل عراق حر وشعب سعيد، ....فكان شخصية اجتماعية وسياسية وثقافية، رغم ان الجانب السياسي كان هاجسه الأول طوال عمره، وتبوأ مناصب قيادية معروفة لكم، ناهيك عن السنوات الكفاحية التي قضاها من حياته في العمل السري وفي حركة الانصار لحزبنا الشيوعي....
ان الألم والحزن لا يكفي في أستذكار أبو جنان، بل المواساة الحقيقية هي السير على النهج الذي أختطه والأهداف التي ضحى من أجلها.
فكان مناضلا عنيدا كافح الظلم والاستبداد والديكتاتورية وحمل هموم شعبه طيلة حياته، لذا نقول له اليوم نُم قرير العين فرفاقك سائرون على دربك الذي أخترته، ستظل ذكراك عطرة دوما
المجد كل المجد للرفيق أبو جنان.)).
ثم جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني في السويد التي القاها الرفيق طارق والتي أشادت بالفقيد وتضحياته الجسام، ونضاله الصلب.
وقدم رفيقه وصديقه الشاعر عبد الستار نور علي قصيدة لذكراه مفعمة بالوفاء لهذا الإنسان المناضل، فيما يلي نص القصيدة:
((أبو جنان نجيب حنا عتو
أأبــا جـنـانٍ، والـحـيـاةُ روايـةٌ
نحنُ الحروفُ بطيِّـها والناطقُ
مَنْ كانَ موقودَ الضياءِ محارباً
فوقَ الذُرى مصباحُـهُ يتـألّقُ
فانعَمْ، سيبقى الحرفُ فينا سابقاً
أنـتَ الـمـثـالُ ، ونـهـرُنـا مُتـدَفِـّقُ
وطَنٌ يُحرَّرُ، والشعوبُ سعيدةٌ
هذا طريقُكَ، والقوافلُ تطرُقُ
قالوا، وقلْنا، والمقالُ نزيفُهُ
كلُّ الذينَ تغرّبـوا وتشرّقوا
ما أنكسوا راياتِهِمْ، ما استسلوا
والريحُ تعصـفُ بالبـلادِ، وتَحـرِقُ
والسجنُ مفتوحٌ، وجوعُ ذئابِهمْ
يعـوي، ولكنَّ النضالَ تشوُّقُ
فكرٌ يقودُ، فوارسٌ لا تنحني،
عندَ الوثوبِ تزاحُمٌ وتسابُقُ
أأبا جنانٍ، في المناقبِ أنتُمُ
سِفرٌ لتاريخِ الكفاحِ يُـوَثِّـق
* * * *
كيفَ لي أنْ أرسمَ اللوحةَ
عن مناضلٍ
شقَّ صخورَ الأرضِ
كي يواصلَ الرحلةَ في الدربِ
فيلقى وطناً حرّاً
وشعباً لا يُغنّي
غيرَ ألحانِ الفرحْ
وأناشيدِ الضياءْ
كيفَ لي أنْ أرويَ القصةَ
والجبالُ والوديانُ تحكيها
صباحاً ومساءْ؟
كلُّ شبرٍ منْ صخورٍ وترابٍ
شرِبَ الخَطوةَ في أٌقداِمهِ
سيلَ فداءْ
أنا إنْ أحكيْ فما نبضُ كلامي
غيرُ أصداءِ فخارٍ ووفاءْ
لرفيقٍ وصديقٍ
صاغَ منْ أضلعِهِ درعَ اقتحامٍ،
وبريقاً في السماءْ))
وقدم الرفيق المناضل أحمد رجب كلمة بحق أبو جنان أشاد فيها بنضاله وعطائه،
كما تحدث رفيقه سعيد شابو عن معايشته معه وذكريات نضالية عديدة، وتحدث العديد من الأصدقاء والمقربين وكانت كلمة موقع عينكاوة مؤثرة حيث تعرضت لمآثر الفقيد، ومما جاء فيها: ((تميزت حياة "العزيز ابا جنان" بالنضال المتواصل لتحقيق المبادئ التي آمن بها، كفارس عنيد ومقاتل صلب، لم يترجل يوما عن صهوة جواده رغم كل الظروف القاسية التي مرّ بها، شغوفا بالمهمات التي تولاها او تحمّل مسؤوليتها.عرفته الساحة السياسية مناضلا أمميا صادقا، تجاوز كل الحدود التي تفصل أبناء الشعب، تفرقه أو تشتته، انسانا مثقفا ثقافة عالية، متميزا بالطيبة والتواضع ونكران الذات..الأمر الذي نبقى نفتخر به بالإضافة الى تأريخه المشرّف وحبه للشعب العراقي بكافة أطيافه هو حبه اللامتناهي لمدينته عنكاوا العريقة ولشعبه الكلداني الأشوري السرياني واهتمامه الواسع بتأريخه وثقافته وتراثه ولغته. فكان من الزملاء الأوائل والقلائل الذين وقفوا الى جنبنا في انطلاق موقعنا عنكاوا كوم، ونشر فيه عدة مقالات منذ بدايات تأسيسه، التي كانت تؤكد على مدى تعلّقه بوحدة شعبه وبثقافته وتراثه ولغته وحرصه الشديد عليهم، كان ابو جنان مولعا وضليعا بلغة أجداده اللغة السريانية، كتابة وقراءة ومبدعا في فن كتابة حروفها بخط يده الجميل. حيث تحضرني محاولاته وهو في اصعب الظروف في الحياة الأنصارية لتعليم اللغة السريانية وأصول خطوطها لعدد من الأنصار من أبناء شعبنا وانا كنت واحدا منهم..)).
وأخيرا جاءت كلمة عائلته التي كانت مفعمة بروح المحبة والعواطف الكبيرة تجاه الفقيد وشكر لكل من ساهم في الحفل، لإحياء ذكرى هذا المناضل الخالد أبدأ أبو جنان قدمها أبنه بأسم العائلة جاء فيها((أيها الأصدقاء والرفاق في الحزب الشيوعي الكردستاني، والحزب الشيوعي العراقي، منظمي هذا الحفل التأبيني في عنكاوا كوم، وكل الأحبة والناس الطيبين الذين شاركونا حزننا سواء هنا في إسكلستونا أو عنكاوا الحبيبة، وأستراليا والنمسا، وفي كل مكان. بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أخوتي وأمي وبسام وسارا ويويل وبإسم عائلتنا الكبيرة وأقربائنا، أتقدم لكم بعظيم شكرنا وإمتناننا لوقفتكم معنا في محنتنا التي خففت عنّا ألم الفراق. من هنا بعيداً عن والدنا الى معشوقته عنكاوا، حيث تسكن روحه، (كما أردت)، بين تلك التلال والوديان والجبال التي عاش فيها ولها، نرسل له حبنا وإعتزازنا به.
لم نكن لفترات طويلة من المحظوظين بأن نكون قرب الوالد بسبب حياته النضالية ومطاردته من قبل النظام الدكتاتوري السابق، لأنه كرس حياته للوطن، وقضاياه الإنسانية قبل السياسية، فعاش بعيدا عنّا، لكنه كان قريبا من وجداننا، ...
لن أقول وداعا يا أبي بل أقول: سلاماً يا من شاكسك الدهر عقوداً … ولم تنحني
سلاماً يا من علمتنا أن الكرامة أغلى وأثمن شيء نمتلكه..شكراً لكم ولحضوركم.)).
كما وصلت الفعالية العديد من الرسائل منها رسالة من رابطة المرأة العراقية في السويد، كما بعثت كلمة رابطة الانصار في ستوكهولم وشمال السويد كانت جلسة أستذكارية مفعمة بروح الوفاء لأبو جنان هذا الإنسان المناضل المثقف الواعي. له المجد.