فضاءات

نادي الصيد يحتفي بصاحب "يا حريمة" / فهد الصكر

ربما هو حضوره الأخير (على حد قول زوجته الشاعرة سناء وتوت)، حين دخل قاعة الاحتفاء على كرسي متحرك، تسبقه الحانه التي تتجول في ذاكرة المنتمين الى اللحن الأصيل، والى مخيلة تحفظ كل أوجاعه، بل الحانه وهي تحكي سمو حزن العراق
أية صورة جاءت بهذا الموجوع باللحن العراقي الشجي الذي دون همومنا وأحلامنا، لتقفز الى ذاكرتنا ثانية يا حريمة ، توصيني، مرينه بيكم حمد، وبلايه وداع وأغنيات أخرى، بعد طول اسفاف وانحطاط لمشهد الغناء، الذي تبثه حاليا مرئيات زائفة!؟
ولاستذكار جمال الغناء الذي دونه الملحن محمد جواد أموري، عبر نوتاته الشجية، من خلال مسيرة فنية حافلة بالعطاء امتدت لأكثر من نصف قرن، احتفت به ادارة نادي الصيد في بغداد، وكرمته، بحضور وكيل وزارة الثقافة فوزي الأتروشي، والوزيرة المستشارة في السفارة اليابانية ميساكو تاكاهاشي، إلى جانب جمع غفير من الشخصيات الفنية والأدبية والسياسية.
أدارت جلسة الاحتفاء الاعلامية بشرى سميسم، التي أعلنت في مستهل حديثها، أن جلسة الاحتفاء بالملحن الكبير محمد جواد أموري ستكون استثنائية بكل المقاييس، يمتزج فيها الحب والجمال والفن والموسيقى.
ثم ألقى السيد فوزي الاتروشي كلة جاء فيها "في حضورك الأخضر، ايها العاشق الأكبر، يتنفس العراق على جبل من المجد، وأنت تطرز ذاكرة وطن بالحب والفرح واللحن الجميل. كنت استثنائيا وأنت تصنع الفرح بيننا، لذا سنظل نكافح الظلاميين بالأمل والفرح والحب الذي يتجسد في الحانك".
وصدح بعد ذلك صوت الشاعر الكبير عريان السيد خلف مناشدا المحتفى به: أقول لحبيبي الأثير، والضوء اللحني (أبو نصير) الذي أمتد على مساحة الوطن العربي بصدقه الفني واحترامه له.. ظللت عالقا بالذاكرة الجمعية لكل العراقيين والعرب.. أتذكر حين كنا نلتقي في الصالحية يكون أول سؤالك لي، ماذا كتبت؟ وحين أقرأ لك، سرعان ما أجد كلماتي بأصوات المطربين، تصدح ثانية بألحانك..
وقرأ الفنان جواد محسن شهادة أشاد فيها بالمحتفى به، وتاريخه الفني وما قدمه على الساحة العراقية من الحان، ما زال يترنم بها الى الآن جيل يحمل ذوق الفهم والاستماع.
بعد ذلك أدى الفنان علي سالم بعضا من الاغنيات التي لحنها أموري، ثم عرض فيلم وثائقي بعنوان "لحن بابلي"، وهو من انتاج مؤسسة "المدى"، ويتناول قصة وحكاية الفنان أموري مع الغناء العراقي ، فضلا عن شهادات لزوجته الشاعرة سناء وتوت والموسيقي ستار الناصر. هذا وكانت لحظات الختام مثيرة، حين غنى أموري بصوت هامس.. حزين.. متقطع، أغنية "مرينه بيكم حمد".
وقدم رئيس نادي الصيد، د. حسنين فاضل معله، لوح الابداع وشهادة تقدير للمحتفى به، مع باقة ورد قدمها له نقيب الفنانين العراقيين صباح المندلاوي.
كذلك قدمت "مؤسسة بوزوتوميا للتنمية الثقافية" شهادة تقدير للمحتفى به، وأخرى للشاعر عريان السيد خلف.