فضاءات

د. فيصل غازي عن علي الوردي كناقد للفلسفة والمنطق

طريق الشعب
في مناسبة مرور 21 عاما على رحيل عالم الاجتماع د. علي الوردي، عقدت دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، الخميس الماضي، ندوة بعنوان "علي الوردي ناقدا للفلسفة والمنطق"، تحدث فيها استاذ الفلسفة المساعد في جامعة بغداد، د. فيصل غازي مجهول.
حضر الندوة التي عقدت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب، نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وعضو المكتب السياسي للحزب الرفيق د. حسان عاكف، والنائب مهدي الحافظ، ومدير عام دائرة العلاقات الثقافية العامة فلاح حسن شاكر، والمستشار الثقافي في وزارة الثقافة والسياحة والآثار د. حامد الراوي، وحفيدة الوردي الإعلامية نسائم الوردي، وجمع من المثقفين والأدباء والأكاديميين.
أدارت الندوة أستاذة الفلسفة د. هديل سعدي، التي قدمت سيرة الوردي، مشيرة إلى انه رائد من رواد الفكر المعاصر، وسفر معرفي اجتماعي فلسفي تاريخ.
وأضافت قائلة: "اشتهر الوردي بتناول قضايا المجتمع العراقي، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، واصدر مؤلفات عدة ناقشت الشخصية العراقية".
د. فيصل غازي مجهول، وفي معرض حديثه، أشار إلى ان الوردي كتب في موضوعات مختلفة، منها علم الاجتماع واللغة والفلسفة والمنطق، متطرقا إلى نقده للفلسفة والمنطق القديمين، والمقصود بهما المنطق الأرسطي، والمدارس الفلسفية التي جاءت بعد ارسطو والتي شرحت فلسفته.
وتحدث د. مجهول عن نقد الوردي للفلسفة والمنطق "وهو الميال الى نقد المنطق التقليدي القديم الذي كان سائدا قبل اكثر من خمسين سنة في العراق، في حين أخذ يتبنى، وفي كثير من طروحاته، المنطق الحديث، لينتقد الفكرة التي لا تؤدي الى تطور المجتمع ولا تسحبه الى المدنية والتقدم، فكان رائدا في هذا المجال".
ولفت د. مجهول إلى ان الموقف من الفلسفة والمنطق، عموما في الثقافة العربية الاسلامية، لم يكن واحدا، وقد تناول الوردي الفلسفة والمنطق في كتاباته، "فهي من المواضيع التي تعرضت الى ردود افعال بين مؤيد وناشر ومترجم، وبين رافض لأسباب دينية واخرى نقدية، وبالتأكيد ان الرافضين هم بعض الفقهاء ورجال الدين والذين لم يكتفوا بالرفض بل ذهبوا الى تكفير كل من يشتغل بالفلسفة والمنطق، ليربطوه بالزندقة، كما لم يكن الموقف موحدا تجاه ذلك".
اوضح د. مجهول ان النقد الذي يوجهه علي الوردي الى الفلسفة والمنطق، كان مختلفا عن نقد مجايليه، لتأثره بفلاسفة تجريبيين أمثال فرانسيس بيكون، والخط التجريبي الانكليزي الممتد وصولا الى الفلسفة البراغماتية الامريكية، مبينا ان "هؤلاء الفلاسفة نقدوا المنطق القديم لأنه لا يتناسب والعالم الجديد والعلم الجديد، وبالتالي فانه لا يمكن ان يكون مؤثرا أو مفيدا في الحياة الجديدة، وكذلك كان ما يرفضه الوردي في المنطق القديم، فإن كان المنطق عامل تقدم عند اليونانيين والحقب اللاحقة لهم، فهو يعد عامل عرقلة، في ما بعد، لأنه نتج في بيئة معينة وفي وقت معين اقتضى فيه هذا النوع من المنطق".
وواصل د. مجهول حديثه مشيرا إلى ان أكثر من يهتم بالمنطق القديم في العراق، هم من رجال الدين، "ليكون نقد الوردي ضد رجال الدين الذين وظفوا المنطق القديم لنصرة معتقدات هو يراها لا تتناسب مع هذا العصر، واستخدموها لتثبيت بعض الاخطاء، وتمرير بعض المغالطات عبر الفلسفة القديمة".