فضاءات

من المسؤول عن خسارة المنتخب الوطني لكرة القدم ؟ / عمار فاروق عبدول

يعيش الشارع الرياضي العراقي حالة غضب وسخط بعد خيبة الأمل التي ولدها المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم، وبعد أن انهزم مرتين على التوالي في تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى مونديال روسيا، حيث خسر مع استراليا بهدفين من دون رد ومن ثم مع السعودية بهدفين مقابل هدف.
فبعد فترة إعداد طويلة تضمنت معسكرات تدريبية ومباريات تجريبية، وإعطاء وقت كاف للمدرب راضي شنيشل لاختيار أدواته، غير أنه لم يوفق في قيادة اسود الرافدين إلى بر الأمان، وذلك من خلال المباراتين التي خاضهما المنتخب، حيث لم ينجح شنيشل في قراءة المباراتين وذلك بحسب قول مختصين في الشأن الكروي العراقي، والذي أكدوا أن قراءة شنيشل للمباراة وللشوط الثاني بالتحديد خاطئة من خلال طريقة اللعب وتغييرات مراكز اللاعبين، فهو من يتحمل المسؤولية الأكبر عن انتكاسة الكرة العراقية في التصفيات الحاسمة.
فترة الإعداد
فترة إعداد المنتخب بدأت مبكراً لتصفيات المونديال الحاسمة، فبعد تسمية شنيشل مدرباً للمنتخب، بدأ بترتيب أوراقة ولملمة أفكاره، حيث سعى إلى أن يبني فريقاً جديداً لكرة القدم العراقية من خلال إعلانه توليفة ضمت أسماء جديدة لأول مرة تستدعى إلى صفوف المنتخب الوطني، وبهذا استبشر الشارع الرياضي خيراً وبدأت ملامح التفاؤل على وجوه الجميع، غير أن البعض حزن كثيراً على عدم استدعاء قائد المنتخب الوطني يونس محمود إلى صفوف المنتخب.
بدأ شنيشل تدريباته للمنتخب في محافظة اربيل وبعدها عاد ليكمل الإعداد في بغداد، ومن ثم توجه إلى أوزبكستان لتكملة مرحلة الإعداد وتصاعد وتيرتها، بعد ذلك عاد إلى بغداد وعسكر في احد فنادق العاصمة، ومن ثم شد رحالة صوب قطر للشروع في معسكر جديد، بعد ذلك توجه إلى استراليا لاستهلال التصفيات.
المباريات التجريبية
مرحلة الإعداد شهدت إقامة ست مباريات تجريبية للمنتخب الوطني وفيها خسر أربع مواجهات وتعادل في اثنتين، حيث هزم من الاولمبي والوطني الاوزبكي، ومن ثم خسر مع قطر وبعدها خسر مع كوريا الشمالية ومن ثم تعادل مع الفريق ذاته، وفي ختام المباريات تعادل مع نادي بيرث الاسترالي.
تساؤلات كثيرة
والغريب في الموضوع أن فترة الإعداد الطويلة والمعسكرات التدريبية والمباريات التجريبية، لم تقدم شيئا لمصلحة الكرة العراقية، ففي استهلال مباريات التصفيات الآسيوية، اعتمد شنيشل على لاعبي المنتخب الاولمبي وتناسى ان فترة إعداده كانت بلاعبين آخرين؟ فما الجدوى من ذلك؟
أيضاً لماذا يصر شنيشل على عدم استدعاء قائد المنتخب يونس محمود فهو بأمس الحاجة إلى مهاجم هداف؟ والجميع شاهد المباراة ورأى كيف تضيع الهجمات المتتالية للفريق العراقي خاصة في شوط المباراة الأول ضد المنتخب السعودي؟ فالجميع حتى وإن كان لا يفقه شيئا في كرة القدم يقول لا بد من وجود لاعب الخبرة في صفوف المنتخب خاصة في مباريات كهذه.
المؤتمر الصحفي
وبعد ختام مباراة المنتخب مع نظيره السعودي قال المدرب راضي شنيشل في المؤتمر الصحفي، إن "منتخبنا قدم مباراة رائعة في الشوط الأول وحتى الثاني إلى لحظة حدوث ضربة الجزاء وتسجيل هدف التعادل ومن المنطقي أن يقوم المنتخب الخاسر بالضغط والاندفاع إلى الأمام في الدقائق الأخيرة".
وأكد شنيشل، أن "من أهم أسباب خسارة المباراة هي ضياع الفرص الحقيقية حيث وقعنا ضحية لإهدار الفرص على مدار الشوطين، وقمنا بإضاعة أكثر من ثمان محاولات تهديفية حتى أني كان من الممكن أن انزل إلى المباراة وأقوم بتسجيل الأهداف! ".
وأوضح، أن "الفريق السعودي كان يمر بأسوأ حالاته وخاصة البدنية الا أن نتيجة الهدف الواحد كانت غير مطمئنة ونحن لم نستغل الفرص السانحة لنا وكان من الممكن أن تكون نتيجة عريضة للفريق العراقي تصدم الجانب السعودي".
وأشار في ختام حديثه إلى، أن "الأخطاء البسيطة أيضاً من الأسباب التي أدت إلى خسارتنا مثلاً إبعاد مدافع لكرة سهلة وأمور معينة أخرى وفي نفس الوقت لا يمكن أن نصادر جهود اللاعبين".
انقسام أعضاء الاتحاد
وعلمت صحيفة "طريق الشعب" عن طريق مصادرها الخاصة بأن أعضاء اتحاد كرة القدم العراقي وبعد هزيمة المنتخب الثانية مع المنتخب السعودي منقسمين إلى ثلاثة أقسام، منهم من يريد الاستمرار على بقاء راضي على رأس الهرم التدريبي، والقسم الثاني يطالب بعودة حكيم شاكر لقيادة الأسود، أما القسم الثالث فيسعى إلى عودة المدرب السابق للمنتخب وصاحب الانجازات عدنان حمد.
ووسط هذا يبقى الشارع الرياضي يغلي ويريد من يجيب على اسئلته.