فضاءات

التمر المر..كشف للوجع العراقي بالأبيض والأسود

عبد جعفر


صور بالأبيض والأسود تتوسل كشفا لقاع المجتمع وناسه البسطاء، هو معرض (التمر المر) للمصور الفوتوغرافي عباس علي الذي إقيم في منطقة همرسمث في لندن ما بين 3و 4 ايلول (سبتمبر)، بتنظيم من رابطة المرأة العراقية – فرع بريطانيا. وشهد إقبالا عليه خلال فترة عرضه.
المعرض التقطت صوره في فترات مختلفة في بغداد ومناطق أخرى، وفي لقطات ذكية تلقائية، جسدت شظف العيش الذي يعيشه خالقو القيم المادية والروحية في المجتمع العراقي، وما أمتد من دمار لبيئتهم من بيوت وشناشيل وأسواق ونخيل وسرقة للبهجة من وجوهم.
واللقطات الأكثر تأثيرا، هو صور الإطفال العاملين في ورش الحدادة التي تظهر وجوهم المتعبة متساءلة عما الذي حصل لطفولتهم وحرمهم من مدارسها وملاعبها.
ويعقب عباس ( إن تصويري للعمال الإطفال، هو تصوير لطفولتي التي قضيتها في هذه الورش في منطقة الشيخ عمر).
ويضيف (إن إستخدامي الأبيض والأسود لها عمق درامي وهي أكثر تأثيرا على المتلقي، وهي تعكس زمنا الماضي والحاضر الذي يخلو من الفرح، فكل شيء أصبح مرا حتى تمرنا!)
وقال (منذ كنت صغيرا في ورش الحدادة كان يستفزني المصور الذي يستخدم الكاميرا القديمة (البوكس) واتساءل مع نفسي ماذا يعمل داخل القماش الأسود؟! كما خلقت الأفلام التي كنت أشاهدها في دور العرض رغبة جامحة لدي نحو التصوير، ولهذا حرصت على شراء الكاميرا (البوكس) من إجرتي الشحيحة وحققت حلمي للدخول الى عالم التصوير).
ودرس المصور عباس عند هجرته الى المانيا عام 1980 فنون التصوير وعمق معرفته بهذا الفن، وأنتج اعمالا جديدة، وأشترك في عدة معارض. وجعل لكل معرض عنوانا، فهنالك معرض للأبواب القديمة، وأخرى للطبيعة. ولكل صورة من هذه المعارض قصتها والتي أراد تخليدها عبر عدسته.