احتشد آلاف المحتجين والمتظاهرين مساء امس الجمعة في ساحة التحرير ببغداد، مجددين رفض وادانة كل اشكال المحاصصة والفساد وتدهور الخدمات وسوء الادارة والتضيق على الحريات.

وتنوعت فعاليات المتظاهرين، وبضمنها القاء الشعر وترديد الاهازيج. لكنها شملت خصوصا احياء الذكرى الخامسة لاستشهاد الناشط المدني هادي المهدي، المشارك في حركة الاحتجاج منذ 25 شباط 2011، والذي استمع المتظاهرون الى تسجيل بصوته وهو يتحدث عن جرائم الاغتيال التي ينفذها القتلة بكواتم الصوت.

هذا وجددت حشود المتظاهرين المطالبة بالاصلاح ومحاكمة الفاسدين واسترجاع الاموال المنهوبة، واكدت تمسكها بتحقيق التغيير بالطرق السلمية، وبما يؤيدي الى بناء العراق المدني الديمقراطي الحق ..

تظاهر المئات من بنات وابناء البصرة ومنتسبي قواها المدنية يوم امس الجمعة أمام مبنى ادارة المحافظة، وهتف الجميع من نساء ورجال وشباب ضد الفساد والمفسدين ، وطالبوا بإصلاح حقيقي يشمل جميع مفاصل الحكومة.

وبرز في التظاهرة منتسبو تنسيقية الشباب المدني في البصرة وهم يهتفون خبز حرية دولة مدنية ، فيما شددت القوات الامنية اجراءاتها قاطعة الطرق المؤدية إلى ساحة التظاهر.

وتحدث الناشط السياسي جبار المشلب لــ "طريق الشعب" قائلا ان على الحكومة أن تحقق جميع مطالب المتظاهرين المحتجين، وان لا تماطل سعيا لتأمين المكاسب والمصالح الشخصية على حساب الشعب.

واستطرد مضيفا: "سوف لم نمل من الخروج كل يوم جمعة للاحتجاج والتظاهر السلميين، من أجل اصلاح النظام السياسي والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية". وفي صدد ما يشهده مجلس النواب في الفترة الاخيرة شدد على أن لا يأتي استجواب الوزراء في اطار الصراعات المتبادلة بين القوى المتنفذة وبهدف التسقيط السياسي.

من جانبه قال الناشط وعضو تنسيقية الشباب المدني محمد كاظم لــ "طريق الشعب" : "سنواصل التظاهر دون كلل أو ملل لتحقيق مطالبنا، التي خرجنا من اجلها على مدار اكثر من سنة، وعلى الحكومة أن تنفذ هذه المطالب. ونحن كشباب نطالب ايضا بتوفير فرص عمل لجميع الشباب والخريجين العاطلين، وان تنال هذه الشريحة المهمة من المجتمع العراقي الاهتمام والرعاية اللذين تستحقهما".

بأصرار وعزم لا يلين وتحدٍ لكل قوى الفساد، خرج عصر امس الجمعة جمهور من ابناء النجف الى ساحة العز، ساحة ثورة العشرين وسط المدينة، مطالبين بتنفيذ الاصلاحات الموعودة واجبار الكتل المتنفذة في الحكومة العراقية ومجلس النواب على احداث التغيير المنشود، والعمل الجاد لتطهير السلطات الثلاث، ومحاسبة المفسدين وتقديمهم للقضاء واعادة الاموال المنهوبة، وسن القوانين والتشريعات الكفيلة بتوفير الحياة الكريمة للمواطن.

واكد المتظاهرون عزمهم على مواصلة التظاهر وعدم السكوت، الى حين تحقيق مطاليبهم المشروعة. وصدحت الحناجر عاليا مشددة على اقامة دولة المواطنة، والقضاء على نهج المحاصصة الطائفية والاثنية المقيتة، ومرددة الاهازيج والشعارات التي هتف بها المتظاهرعليوي الميالي.

بعدها شكل المتظاهرون كراديس رددت الاهازيج التي تدين سياسة الكتل المتنفذة التي تكرس نهج المحاصصة الطائفية والاثنية، وهو النهج الذي اباحوا لانفسهم في اطاره السرقة والنهب.

واصرت جماهير المتظاهرين على انجاز التغيير الحقيقي ورددت في هذا السياق: "اختلت موازين اخلاق دولتنه / صار النهب دين قادة حكومتنه / سنية شيعية -- كلهم حرامية / ثورة شعب هاي التغيير غايتنه". كذلك رددت "ما ينصلح حال بأحزاب نهابه / معسولة الاقوال والفعل يايابه / الوجه رحماني -- والكفه شيطاني / ثورة شعب هاي التغيير غايتنه). وفي ختام التظاهرة علت الاصوات مغنية النشيد الوطني، ورفع المتظاهرون العلم العراقي عاليا.

تظاهر اهالي محافظة بابل يوم امس الجمعة امام مبنى المحافظة في ساحة الحرية وسط مدينة الحلة، مجددين الهتاف بمطالبهم المشروعة ومؤكدين مواصلتهم نهج الاحتجاج. وبينوا ان تدهور الاوضاع لا يمكن ان يكون أسوأ مما هو عليه اليوم، الامر الذي لا يمكن السكوت عليه.

وصرح الناشط المدني اسعد الشمري لـ "طريق الشعب": ان ما ينشر في وسائل الاعلام يوميا عن خلافات السياسيين في البرلمان والحكومة وعن الاستجوابات / التسقيطات المتبادلة، ما هو الا محاولة جديدة يقومون بها لتلميع صورهم قبل الانتخابات، بعد ان أسقطت التظاهرات كل زيفهم وبينت فشلهم المريع.

واكد ان المتظاهرين يزدادون اصرارا وعزما على فضح الفساد في كل مفاصل الدولة وكشف الفاسدين .

ورفع متظاهرو بابل ايضا لافتات استذكار للناشطة المدنية الدكتورة ازهار جابر، التي رحلت مؤخرا. وألقت في المناسبة سكرتيرة رابطة المراة العراقية في محافظة بابل السيدة ليلى الخضري كلمة شددت فيها على الاستمرار في رفض الظلم والاحتجاج والتظاهر، اسوة بزمياتهن الراحلة التي لم تبخل بجهد مادي او معنوي او بوقتها وهي تنشط في المجالين المدني والانساني .

كذلك رفع المتظاهرون لافتة استذكار للاعلامي والناشط المدني هادي المهدي، الذي اغتالته أيادي الظلام والفساد وهو في قمة نشاطه وعطائه للعراق والعراقيين.

نظم أهالي السماوة عصر امس الجمعة وقفة احتجاجية ضد الفساد والمفسدين على كورنيش السماوة وهم يرددون هتافات تطالب العبادي باﻻصلاح ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وتحسين الخدمات. وقد اطلقوا على هذه الجمعة اسم الناشط المدني الشهيد هادي المهدي، الذي اغتيل بسبب مواقفه الوطنية ونشاطة المتميز في تظاهرات الجمعة.

واصدرت تنسيقية أبناء المثنى بيانا بمناسبة ذكرى استشهاده، القاه على المتطاهرين خليل رحيم العبدلي وجاء فيه:

*نجدد عهد الوفاء للشهيد المهدي ونقول له : اننا سائرون على خطاكم من اجل كشف الفاسدين ومحاكمتهم.

*نطالب بان تكون استجوابات البرلمان للوزراء ليس على أساس التسقيط السياسي او لاجل المصالح الشخصية، بل على اسس ومعايير وطنية تخدم المشروع الإصلاحي للبلد.

*ملاحقة سراق المال العام ومحاكمتهم واسترجاع الأموال المنهوبة منهم.

*عدم تسيس القضاء، وتطبيق القانون بشكل عادل على الجميع، واحترام حقوق الإنسان وعدم تكميم اﻻفواه او اعتقال الناشطين في الحراك الجماهيري.

وردد المتظاهرون هتافات تطالب العبادي باﻻصلاح الحقيقي والإسراع في تنفيذ مطالبهم المشروعة، وباختيار وزراء أكفاء ومهنين لشغل منصبي الداخلية والدفاع بعيداً عن المحاصصة الطائفية والسياسية.

وقال المتظاهر مهدي الدعيمي لـ "طريق الشعب": سنواصل تظاهراتنا السلمية، وان ذكرى استشهاد الناشط المدني هادي المهدي تحثنا على مواصلة المسير نحو الإصلاح ومحاربة الفساد. وسيكون مصير سراق المال العام في مزبلة التاريخ، اما الوطنيون والديمقراطيون وكل اﻻحرار فلهم المستقبل الناصع المطرز بالحب والحياة، وشرف الكفاح لبناء وطن للجميع، يعيشون فيه بمحبة وتآخٍ.

وفي نهاية الوقفة القى الناشط المدني يحيى محمد طربال كلمة قصيرة شدد فيها على الاستمرار في التظاهر السلمي والمطالبة بالإصلاح، من خلال المشاركة الواسعة في تظاهرات الجمعة.

تجمع العشرات من أبناء الناصرية عصر امس الجمعة في ساحة الحبوبي، مطالبين بالإصلاح والتغيير الشامل لكافة الوزارات والمؤسسات التي تعفنت بالفساد، ومشددين على تغيير قانون الانتخابات الجائر، وعلى اصلاح حال المفوضية العليا للانتخابات وابعادها عن المحاصصة وجعلها بمستقلة حقا.

وشهدت التظاهرة إحياءا للذكرى الخامسة لاستشهاد الناشط المدني هادي المهدي الذي اغتالته ايادي القتلة المجرمين، اعداء الاصلاح والتغيير .

وكرر المتظاهرون في هتافاتهم المطالبة باقامة الدولة المدنية الديمقراطية، لإنقاذ البلد من حيتان الفساد المتمترسين في مفاصل الدولة، والذين لا يسلم حتى القضاء من شرورهم .

وعلى هامش التظاهرة صرح الناشط المدني عامر أمير لـ "طريق الشعب" قائلا : "سنستمر بالتظاهر والاحتجاج حتى نتيقن بالملموس من جدية الحكومة في اجراء الإصلاحات الحقيقية والفعلية للقضاء على الفساد، ومحاسبة المفسدين وإعادة الأموال المسروقة إلى خزينة الدولة، والانتهاء من مهزلة المحاصصة التي أدت الى خراب البلد ".

من طرف آخر قال الناشط المدني أمان مكي: "نشد على أيادي قواتنا البطلة وهي تتصدى وتطرد الدواعش الظلاميين، ونحن نقف هنا لمساندتها في دحر المفسدين وتعريتهم".

وأضاف إن نظام المحاصصة التي جاءت به الأحزاب المتنفذة اليوم والمنتفعة من قباحاته، سيبقى هدفا لنا، حتى نخلص الشعب والبلد منه ونحقق التغيير المنشود.

تظاهر العشرات من ابناء كربلاء يوم امس الجمعة مطالبين بوضع حد للاعتداء على الناشطين والاعلاميين، وبمحاسبة الفاسدين. وردد المتظاهرون مطالبهم وهم ينطلقون من مقام ابي فهد الحلي وسط المدينة، حتى وصولهم الى مقر مجلس المحافظة , فيما رفعوا لافتات تطالب بالحرية والخبز والدولة المدنية، وبتعديل قانون الانتخابات وابعاد المفوضية عن المحاصصة الحزبية والطائفية.

وقال رئيس تنسيقية كربلاء ايهاب جواد الوزني لـ "طريق الشعب" ان من اهم مطالب المتظاهريين مطلب تعديل قانون الانتخابات، ومحاسبة رؤوس الفساد والحد من الاعتداءات المتكررة على الناشطين والاعلاميين من قبل بعض القوى المتنفذة. فضلا عن المطالب المحلية التي تخص مدينة كربلاء والتي تلح على كشف الذمم المالية للمسؤولين وكشف ملف الكهرباء وفتح ملف استجواب المحافظ .

وقال الناشط المدني سلام القريني: نطالب بتحرير مفوضية الانتخابات من المحاصصة الحزبية والطائفية، الى جانب تعديل قانون الانتخابات، ومحاسبة الفاسدين بالملموس وعدم التستر عليهم .

وتضمنت التظاهرة عرضا مسرحيا قصيرا تحت عنوان" شهيد"، يعكس الواقع الذي يعيشه العراق والتضحيات الجسام للشهداء والدماء التي تسيل يوميا من اجل العراق ورفعته وسموه.