فضاءات

شارع طه باقر الثقافي البابلي

الحلة - سلوان الاغا
بادرت مجموعة من الشباب المثقف والناشطين المدنيين في محافظة بابل، إلى إطلاق اسم العلامة د. طه باقر على احد الشوارع في مركز مدينة الحلة، ليكون حاضنة للثقافة والإبداع، ورديفا لشارعي المتنبي في بغداد والفراهيدي في البصرة، اللذين يستقطبان روادهما كل يوم جمعة.
وشهدت مراسيم افتتاح الشارع الكائن في الساحة المقابلة لمتحف الحلة المعاصر، كرنفالا ثقافيا، تضمن قراءات شعرية وفعاليات فنية مختلفة، بحضور المئات من مثقفي مدينة الحلة وفنانيها وإعلامييها وناشطيها وأهاليها الآخرين.
الناشط المدني علي الربيعي، أحد المساهمين في افتتاح الشارع، ألقى كلمة في حفل الافتتاح قال فيها: "نحن كشباب مثقفين، همنا الأول والأخير هو إشاعة الثقافة والتشجيع على القراءة والاطلاع، لذا توجنا هدفنا الثقافي بإطلاق اسم احد اعلام مدينتنا الحلة على احد شوارعها، وهو العلامة د. طه باقر الذي له دور كبير في بناء وصقل ثقافة المدينة".
وأضاف قائلا: "ان هذا المشروع سيكون منارا ثقافيا كشارع المتنبي في بغداد، وشارع الفراهيدي في البصرة، وسيتضمن الشعر والمسرح والفن التشكيلي ومعارض الكتب والأمسيات الثقافية".
من جانبه ألقى رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الباحث ناجح المعموري، كلمة باسم مثقفي بابل، تحدث فيها عن العلامة د. طه باقر "الذي يعد أول من ترجم ملحمة كلكامش، ذلك النص الأدبي الأول في تاريخ الحضارات".
وأعرب المعموري عن سعادة اتحاد الأدباء وفروعه في المحافظات، بافتتاح الشوارع الثقافية، مضيفا قوله: "سيحاول اتحادنا تقديم كل ما يمكن تقديمه لهذه الشوارع الثقافية، ونتمنى أن تتعدد هذه الأماكن. فالحلة واحدة من المدن الكبرى المغتنية بأسمائها ورموزها، والمعروفة بذاكرتها الحضارية التاريخية الواسعة والعميقة".
بعد ذلك ألقى شاعر الحلة المعروف موفق محمد، إحدى قصائده، أعقبه الشعراء أنمار مردان وكامل الدليمي وشبعاد أكد، بإلقاء باقة من قصائدهم.
وتضمن حفل الافتتاح معارض تشكيلية وفوتوغرافية ساهم فيها كل من الفنانين بسمة عادل، سليم كاظم، خالد الشاطي، عبد الرحيم الفتلاوي، وحسين الحسيني.
وقد وردت الحفل برقية تهنئة في مناسبة افتتاح الشارع من ابن الحلة المغترب عطا عباس، ألقاها بالنيابة المربي والناشط ماهر الربيعي.
الناشط سيف الحسيني تحدث لـ "طريق الشعب" عن الشارع وأهمية افتتاحه، وقال: "ان شارع طه باقر سيكون ملتقى معرفيا للمثقفين، وحاضنا للشباب المثقف الواعي، وانطلاقة مهمة للحث على القراءة ومحاربة الجهل والتجهيل، ليعلو صوت الكلمة على صوت الرصاص".
فيما قال الناشط المدني فضل الدين السلطاني ان هذه المشروع جاء نتيجة جهود شباب واع مؤمن ببناء الحياة المدنية في مدينة الحلة التي عرفت بعلمائها وادبائها ومثقفيها، مضيفا ان "الشباب المثقف يعمل على بث الامل ونشر الضوء وسط ما نواجهه من ظلام وجهل وفساد وتدهور".
وشهد الحفل أيضا معارض للكتاب أقامتها دور نشر ومكتبات من بغداد وبابل والديوانية، بضمنها "دار سطور"، "دار الصادق"، "مكتبة ودار الفرات"، "المركز الثقافي للطباعة والنشر"، "مكتبة الغسق"، "مكتبة المتنبي"، و"مكتبة خالد الشاطي".
وقال مدير "مكتبة سطور" ستار محسن علي لـ "طريق الشعب"، ان الشارع سيمثل جزءا من البنية التحتية للمشهد الثقافي العراقي، والبابلي بشكل خاص، مبديا استعداده لرفد المشروع بالمطبوعات، والمساهمة في فتح نوافذ جديدة لمهرجان القراءة في الحلة.
كذلك شاركت دار ثقافة الأطفال في محافظة بابل، في إقامة مرسم حر للأطفال، فيما قدمت عازفة البيانو الموهوبة روان سالم، معزوفتين، أعقبها عازف العود رأفت المدفعي بعزف مقطوعة موسيقية.
هذا وصمم الفنان التشكيلي حسن عمران الكيف، شعارا يرمز إلى "شارع طه باقر". وقد اختتم الحفل برسالة تتحدث عن حاجات الأطفال ومعاناتهم، ألقاها الطفل الموهوب مصطفى الخفاجي.