فضاءات

سعود آل مشهد واحد من الجنود المجهولين في بلادي / أيوب العراقي

سعود آل مشهد واحد من الجنود المجهولين في بلادي ..هذا الفلاح المتمدن الذي تتصفحه كما تتصفح مجلدا من كتب التاريخ الفخمة. .إنه ذاكرة وطن. .كان في بداية شبابه صديقا للشهيد كاظم الجاسم (أبو قيود )وكان عدوا للاقطاع ساخرا منهم ومن تصرفاتهم وعارفا بمخازيهم. وبعد ثورة 14تموز المجيدة عمل في الجمعيات الفلاحية وتعرض للاعتقال بعد الردة أوائل الستينات. .وشب أبناؤه وغرفوا من هذا النبع، حديثا وعبرا وحكما ومعرفة واتجهوا يسارا وانتظموا في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ولا بد أن ينالوا نصيبهم من مطاردة ومعتقلات وسجون. فبعد الهجمة الشرسة عام 1978 اختفى الرفيق أنور ولحقه كامل ثم ألقي القبض على ماجدة وسجنت أواسط الثمانينات وسجن كامل وخرج من السجن كفيفا وساهمت العائلة في انتفاضة آذار الشعبانية وعند اخمادها ألقي القبض على الأخوين أركان وأنور واستشهد كلاهما والأب صابر يداري حزنه بما يحفظ من أشعار وقصص أما ولده الأوسط أبو وسام فقد تعرض هو الاخر إلى الاعتقال وجرى تعذيبه ورميه في جزيرة النعمانية بعد كسر يده لكن إصراره على الحياة اوصله إلى الشارع العام لتنقذه إحدى السيارات المارة. وجاء التغيير وتعم الفرحة وتظهر إلى الوجود قائمة التحالف المدني الديمقراطي ويكون مردان أحد مرشحيها وفي إحدى جولاته الانتخابية يتعرض إلى حادث دهس ويكون الشهيد الثالث للعائلة. .ويمرض الشيخ ويضعف سمعه لكن ذاكرته حية متوقدة وان ظهر عاجزا. ..لك المجد أيها الصلب المؤمن بغد مشرق سعيد ولشهداء العائلة أركان وأنور ومردان سعود الجبوري، وللعائلة المناضلة أكاليل المحبة والسلام.