فضاءات

ندوة حول حرية التعبير في "بيتنا الثقافي"

طه رشيد
عقدت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، صباح الجمعة الماضية، ندوة حوارية حول "حرية التعبير"، ساهم فيها عدد من الاختصاصيين في القانون والإعلام، وحضرها جمع من المثقفين والإعلاميين والناشطين المدنيين.
كان أول المتحدثين في الندوة التي عقدت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الاندلس، القانوني عبد الجبار الخزرجي، الذي ألقى ضوءا على مفهوم حرية التعبير كما ورد في الدساتير العراقية منذ العهد الملكي حتى وقتنا الراهن، موضحا ان "حرية التعبير لم تنحصر بالكتابة الصحفية في الجرائد الورقية فقط، بل تتعداها إلى كل أشكال التعبير، بما فيها وسائل الاتصالات الاجتماعية الحديثة".
وساهمت الإعلامية افراح شوقي في تقديم مداخلة ذكرت فيها ان "الحرية التي فرح بها الجميع كانت مخيبة للآمال في الواقع"، مبيّنة ان العديد من الكتاب ما زالوا يكتبون تحت أسماء مستعارة، وانها تلاحظ كثرة الدعاوي القانونية التي ترفع ضد الصحفيين والصحفيات من قبل سياسيين، بالرغم من ان محكمة النشر والاعلام وقفت دائما إلى جانب الصحفيين وانصفتهم.
وتطرقت الإعلامية أفراح إلى محنة الإعلاميين الذين يعملون في دوائر الدولة "اذ ان الضغوطات تكون عليهم مضاعفة".
وكان آخر المتحدثين في الندوة، رئيس النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، الكاتب والإعلامي عبد المنعم الأعسم، الذي قال ان العراق يعيش طورا من الحرب الأهلية وضياع القيم، وهو يستعيد أنماطا متعددة، وهي: نمط دكتاتوري، ونمط العقل الشمولي، ونمط العقل الواحدي، والنمط الظني (نظرية المؤامرة)، ونمط المتطرف، ونمط المنكفئ.
واكد الأعسم ان "كل هذه الأنماط تعيش في العراق الدستوري الذي توجد فيه حرية تعبير واسعة، ولكن هناك قوى غير رسمية داخل السلطة وخارجها هي التي تنظم "محاكم شارع" ولا نعرف من اين صدر الحكم على هذا الصحفي او ذاك. وهذا لا يعني اننا نقبل بالتضييق على حرية التعبير تحت اية حجة".
بعد ذلك فسح المجال لمداخلات الحاضرين، الذين اغنوا موضوعة الندوة، مشددين على اهمية تمتع الصحفي بالحرية لكي يكتب بشكل صادق من أجل اصلاح ما يتوجب إصلاحه، وبناء عراق يليق باسمه وتاريخه وحضارته.
يشار إلى انه كان مقررا أن يساهم في الندوة الكاتب والصحفي علي حسين الذي يتعرض في الوقت الحالي إلى شكاوى وضغوطات من بعض السياسيين، إلا انه لم يستطع الحضور لظرف ما.
وقد أعلن الحاضرون تضامنهم معه.