فضاءات

في بيتنا الثقافي : باسم انطون عن محنة النازحين واعمار المدن المدمرة

طريق الشعب
تحت شعار "اعمار المدن المدمرة من قبل داعش والمحررة من قبل قواتنا الباسلة"، عقد منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، السبت الماضي، ندوة حوارية ضيّف فيها الخبير الاقتصادي باسم جميل انطون، الذي تحدث عن محنة النازحين وأحوال المواطنين في مدينة الموصل.
حضر الندوة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وجمع من الشيوعيين والناشطين المدنيين والمهتمين بالشأن السياسي والاقتصادي، وأدارها الرفيق إبراهيم المشهداني. فيما افتتحها الضيف انطون بالحديث عن أوضاع المواطنين في مدينة الموصل، ومحنة النازحين الذين تركوا مساكنهم بعد احتلال مدنهم من قبل عصابات داعش الإرهابية، وتطرق إلى الظروف والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية التي عاشها ويعيشها الموصليون منذ احتلال المحافظة من قبل الدواعش، وذكر العوامل والأسباب التي وفرت لهذه القوى الظلامية إمكانية احتلال المحافظة وفرض هيمنتها على الأهالي "في سابقة لم يألفها تاريخ هذه المدينة منذ قرون".
وأشار الخبير الاقتصادي إلى ان تمزق الجبهة الداخلية ونظام المحاصصة الطائفية الاثنية والفساد واحتكار السلطة، كل تلك الأمور هيّأت بمجملها الظروف المناسبة لتنظيم داعش في السيطرة على الموصل، مبينا ان هذه العملية شكلت محطة جديدة لتبرير إطماع الدواعش ومن يقف وراءهم من دول الجوار، بهدف إيقاف التنمية الاقتصادية والسيطرة على النفط في محافظة نينوى، وبيعه في الأسواق العالمية بمعونة دولية.
واوضح انطون ان "الخسائر التي تعرضت لها المحافظة كانت اكبر بكثير من المتصور، إذا أخذنا في الاعتبار سرقة ممتلكات المواطنين ومقتنياتهم، بالإضافة إلى تكاليف النازحين خلال سنتين من النزوح، وتهريب الآثار وبيعها في الأسواق العالمية، زد على ذلك توقف النشاط الاقتصادي في هذه المدينة في مجال الصناعة والزراعة. اذ تعد الموصل المنتج الأول للسلة الغذائية للعراقيين، خاصة الحنطة. فهي تنتج لوحدها ربع إنتاج العراق".
وتحدث الخبير الاقتصادي عما طال الآثار التاريخية في الموصل من تخريب، وعن تدمير الكنائس وتشويه ثقافة المدينة، فضلا عن الإجراءات التي اتخذها الدواعش في تخريب نظام التعليم الذي كان سائدا، متابعا قوله: "على سبيل المثال عمل تنظيم داعش على تقليص مدة الدراسة في كلية الطب إلى أربع سنوات، والكليات إلى سنتين، والمرحلة الابتدائية والثانوية إلى 9 سنوات بدلا من 12سنة، كل ذلك كان عملية ممنهجة لتدمير التعليم وتفتيت مستوى الطاقات البشرية في هذه المحافظة ضمن مشروع لتخريب الحياة في العراق بشكل عام".
وتوقف انطون عند الإجراءات التي ينبغي ان تتخذها الدولة في التحضير للاستعانة بالمجهود الدولي، وخاصة دول التحالف، في إعادة بناء القاعدة التحتية التي تم تخريبها، وإعادة المواطنين إلى مساكنهم، وتطبيع الحياة الاجتماعية وحل المسائل العقدية التي خلفها الإرهاب بين المواطنين.
وفي سياق الندوة قدم عدد من الحاضرين مداخلات، بينهم كل من هادي الطائي، فائق الدباس، محمد صادق الصفار، وآخرين، وقد دعا الجميع الدولة إلى بذل مزيد من الاهتمام بالصناعة والزراعة والمشاريع الإنتاجية من اجل تشغيل الطاقات البشرية النازحة، وإلى بناء المدن المحررة، وإعادة العائلات النازحة إليها.
وقبيل الختام قدم الرفيق رائد فهمي مداخلة أشار فيها إلى أهمية بلورة إجراءات إدارية فاعلة، في التحضير لإجراء مفاوضات مع الدول الداعمة للعراق، مبينا ان الاهم في كل ذلك هو تحقيق الموثوقية في الإجراءات الوطنية لتوظيف المساعدات المالية والمادية في إعادة بناء المدن المخربة، وتبديد المخاوف من إمكانية عودة الفساد في الالتفاف على المساعدات الدولية وتوظيفها في مشاريع لا قيمة لها.