فضاءات

ندوة في جنوب السويد عن الحراك الشعبي في محافظة بابل

الجمعة / 10 – 02 – 2017
السويد – مالمو – فاضل زيارة
بدعوة من التيار الديمقراطي في جنوب السويد وبالتنسيق مع الجمعية الثقافية العراقية في مالمو، حضر الدكتور عدي الاسدي لالقاء محاضرته الموسومة بالحراك الشعبي في محافظة بابل والذي قدم له الاستاذ الشاعر حسن الخرساني، معرفا بمهامه المهنية وبنشاطاته المدنية المتعددة. وبعد الانتهاء من التقديم طلب من الحضور الوقوف دقيقة حداد على ارواح شهداء ثورة الرابع عشر من تموز وشهداء الحركة الوطنية.
تحدث الدكتور عدي عن الحراك الجماهيري من خلال المشاركات و المشاهدات ، وبدأ بتحليل هذا الحراك شارحا العوامل الذاتية والموضوعية المرافقة لهذا الحراك ودليل وبرنامج عمل لما سيفضي اليه، ومشيرا الى ان كل عمل مطلبي لابد وان يرتبط بازمات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية، وان ما يحصل في بابل لا يختلف عن اخواتها في بقية المحافظات لوجود ازمة خانقة في كل شئ والسبب الرئيسي في تجذر هذه الازمة هو نظام المحاصصة الذي هو اس بلاء العراق وابتعاد الدولة من دولة الى فوضى.
بدأ الحراك الشعبي في بابل عام 2011 من خلال ازمة الكهرباء وكانت التظاهرات بسيطة وذلك لتخوف الجماهير من الاشتراك بها ثم تطورت في عام 2015 و 2016 وساهم فيها من جميع الاتجاهات وتم تشكيل تنسيقيات عديدة لادارة وتنظيم هذا الحراك حيث يوجد خمسة عشر تنسيقية تقوم بعملها على اكمل وجه. ومن الجدير بالذكر ان شعارات هذا الحراك تمثل المطالب الجماهيرية لسكان المحافظة، وهي غير مرتبطة باتجاهات سياسية بل كانت شعارات مدنية ووطنية، ولجانها التنسيقية تتكون من اساتذة – طلاب – شباب – ادباء – عمال وكافة فئات الشعب الاخرى، وهذا ما يشير الى تنامي الوعي الطبقي والذي سيضع الحد لماسي المحافظة ان شاع وعم. وحسب القاعدة المعروفة ان لكل فعل ردة فعل، بدا النظام بوضع خطط لاستيعاب هذا المد الجماهيري من اجل امتصاص النقمة، وقد نجح النظام بعض الشئ في ذلك، الا ان المظاهرات زاد سعيرها وتوجت في العام الماضي بالمطالبة باقالة المحافظ والهجوم على المحافظة واعلان العصيان امامها، حيث تم مواجهتها من خلال قوة مكافحة الشغب الذي كان عنيفا وقويا ضد المتظاهرين، واعتقل العديد منهم، الا ان دور التنسيقيات كان فعالا وحازما حيث تمت المصالحة بين شرطة المحافظة والشباب المعتقلين في ظاهرة حضارية فريدة من نوعها ويعود الفضل في ذلك لمدير شرطة المحافظة والذي كان داعما لهذا الحراك. واستمرت التظاهرات في الشارع الرئيسي من باب الحسين الى شارع اربعين، كما تضامنت التنسيقيات في المحافظة مع بقية المحافظات كما حصل في كربلاء لإطلاق سراح بعض المعتقلين، وكذلك في النجف للمساهمة في موكب العباسية الذي رفعت فيه شعارات معادية لحكومة المحاصصة والطائفية وضد الفساد الاداري والمالي.
وكان للتحالف المدني والتيار الديمقراطي دورمهم في خلق جو مهيب من خلال مساندة المظاهرات داخل المدينة ومثال ذلك ما حصل في معمل النسيج الناعم حيث دفعت الرواتب المتاخرة للعمال البالغة اربعة اشهر، وكذلك المنحة المالية لطلبة جامعة بابل والبالغة 100الف دينار عراقي ، وهذا يعتبر من الانجازات المهمه التي حققتها التظاهرات.
ثم تطرق الى الازمات التي تعاني منها المحافظة
1 – الخدمات السيئة وعلى جميع الاصعدة البلدية والصحية والتعليمية حيث يطلق على بابل بانها عاصمة النفايات.
2 – تدني الجانب الامني رغم الانتصار الكبير في جرف الصخر الا ان حوادث كبيرة ونوعية حصلت في المحافظة ومنها تفجير مفرزة الاثار وما حصل في مدينة الشوملي. لكن التفجيرات قلت بشكل عام.
3 – نظام المحاصصة المقيت في مجلس المحافظة والذي يؤدي الى ارباك الانجاز.
4 – انحسار دولة المواطنة امام دولة المكونات والطوائف.
5 – كثرة النازحين وعددهم يربو على العشرين الف واغلبهم من الموصل وتلعفر ورفضهم الرجوع الى مناطقهم وهذا يشكل عبء كبير على المحافظة في كافة المجالات.
6 – نسبة البطالة العالية جدا وما تفرزه من مساوئ وتعد المحافظة هي الاولى في العراق في هذا المجال.
وتطرق الاستاذ الى النتائج التي حققتها التظاهرات
1 – اشاعة مفهوم الدولة المدنية.
2 – كسر حاجز الخوف عند المواطنين.
3 – اهتزاز اسس نظام المحاصصة في مجلس المحافظة.
4 – بدا شعبية المطالبة بالاصلاح بين الجماهير.
5 – تحفيز المرجعية الدينية في النجف للمطالبة بالاصلاح من خلال خطب الجمعة.
6 – كثرة الحوار وانتشاره حول تخفيض رواتب المسؤولين .
7 – المطالبه المستمرة بتشريع قانون احزاب عادل وليس مفصلا على مقاسات الاحزاب المتنفذة وهي اساس الخراب في العراق.
كما وضح المحاضر الموقف من التيار الصدري حيث ان التحالف المدني والتيار الديمقراطي غير متحالفين معه لكن توجد علاقة تنسيقية معهم، وان التيار المدني يعمل ضمن برنامج مدروس ووفق خطط مدروسة ايضا وهذه عملية غير سهلة بالمرة.
وبعد ان انهى الدكتور عدي محاضرته فتح باب الاسئلة والنقاش للجمهور وقد اجاب الدكتور عليه وخاصة فيما يتعلق بفائدة التظاهرات على صعيد حصد النتائج فاكد ووفق البيت الشعري التالي –
ارى تحت الرماد وميض جمر ويوشك ان يكون له ضرام
واشار الى ان التغيير قادم لا محال وضرب مثلا على ذلك ما حدث في الثورة الشعبية المصرية التي دكت حصون الطغاة واسفرت عن فرض ارادة الشعب ،وان كل هذا ليس بعيدا عن الشعب العراقي، فحين يمتلك الوعي سيعلن ثورته الشعبية على ازلام المحاصصة والطائفية والفساد.
وفي جانب اخر من المحاضرة تطرق الاستاذ عدي الى الايجابيات في التعليم العالي في المحافظة ومنها:
1 – تحقيق التؤمة مع الجامعات البريطانية ( جامعة ليفربول) في مجالات الطب والهندسة وتكنلوجيا المعلومات ، وقد استطاع طلاب محافظتنا ان يحصدوا المراتب المتقدمة في الدراسات التي شاركوا بها في الجامعات البريطانية.
2 – استيعاب جامعة بابل لكل الطلبة خريجي الثانوية في المحافظة لهذا العام.
3 – امتلاك الجامعة لمختبرات راقية جدا على كافة الاصعدة . ولكن العامل المادي وضعف التخصيصات حال دون المزيد في ذلك ، ولا نعدم وجود مبادرات شخصية كثيره قامت بمهامها في اكمال بعض النواقص.
وفي ختام المحاضرة قدمت للضيف باقة ورد وتأكيد الشكر له و للتيار الديمقراطي في جنوب السويد وللجمعية الثقافية العراقية على هذه الندوة المهمة.