فضاءات

استذكار الشهيد عدنان البراك وسيرته الحياتية والنضالية

انتصار الميالي
شهدت قاعة علي الوردي في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي، الجمعة الماضية، جلسة استذكار للشهيد عدنان البراك، حضرتها عائلته وجمع من رفاقه وأصدقائه.
أدار الجلسة السيد عبد العباس عبد الجاسم، وقدم فيها السيد عدنان حسين البياتي سيرة الشهيد البراك، ونبذة عن حياته الاجتماعية والسياسية والمهنية، مشيرا إلى انه ولد عام 1930 في بغداد، وانتقلت عائلته بعدها إلى الحلة لحصول والده على وظيفة حكومية هناك.
وأوضح البياتي ان البراك، ومنذ وقت مبكر، ظهر اهتمامه بالأدب والثقافة وحركات التنوير والحداثة، وقرأ وهو في الصف السادس الابتدائي جميع ما نشر للدكتور طه حسين من مؤلفات، وللكاتب نجيب محفوظ من روايات وقصص، "ما جعله يقترب أكثر من التيارات والتجمعات اليسارية والماركسية التي بدأت تنتشر، والتي دفعته إلى المزيد من المطالعة وقراءة الكتب والأبحاث لتهديه إلى طريق التطور وتحرير البلاد من دوامة التخلف والأفكار الرجعية".
وأضاف قائلا ان البراك كان في المرحلة الثانوية نشطاً في الترويج للأفكار الماركسية بين زملائه الطلبة، وكان احد قادة حملة مكافحة الأمية في الحلة، وعمل على تدريس أصدقائه وزملائه الرياضيات والفيزياء اللتين تفوق فيهما، وحصل على أعلى الدرجات التي جعلته يدخل كلية الطب.
وبيّن البياتي ان البراك وعائلته عادوا بعدها إلى بغداد، واستمر نشاطه في فترة تميزت بانتشار الحركات المطالبة بالحريات والديمقراطية، وانه كان احد ابرز الوجوه الطلابية المشاركة في المؤتمر التأسيسي الأول لاتحاد الطلبة (مؤتمر السباع ) عام 1948، وشارك في صياغة وثائقه، ونظرا لقدراته التنظيمية والإدارية والفكرية اختير مسؤولا عن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في كليات بغداد. لكنه في عام 1948 وقع ضحية الاعتقال هو ورفاقه لمواقفه الأممية والقومية ومشاركاته في التظاهرات المؤيدة للشعب المصري، وحكم عليه بالسجن عشر سنوات.
وأوضح البياتي ان البراك وجد نفسه في الصحافة، وكتب في الصحف والمجلات، وانه نظراً للأحداث التي كان يمر بها العراق، ولانشغاله بالكثير من المهام والمسؤوليات، لم يكمل دراسته الطبية، وانغمر في المهنة التي أحبها، وهي الصحافة، إضافة إلى مهامه الأخرى، وعمل في صحيفة "اتحاد الشعب" ومجلة "14 تموز" وصحيفتي "الرأي العام" و"الحضارة"، وكتب في اغلبها بأسماء مستعارة.
واستذكر المتحدث ليلة 9 - 10 آذار عام 1963، حين قام جلادو قصر النهاية باقتياد 22 شيوعيا من بينهم الشهيد عدنان البراك، وقتلهم بالدفن أحياء في قبور مجهولة خارج بغداد، تم العثور عليها لاحقا في صحراء الحلة في منطقة الحصوة، مبينا انها تعد أول مقبرة جماعية سرية مهدت لمقابر جماعية أخرى للكرد الفيليين ولاعضاء في حزب الدعوة وانتفاضة آذار وصولا إلى المقابر الجماعية التي حفرها تنظيم داعش الإرهابي.
وفي ختام حديثه دعا البياتي قيادة الحزب الشيوعي العراقي، إلى نصب جدارية لشهداء أول مقبرة جماعية في تاريخ العراق السياسي، وهي التي ضمت أجساد مناضلين شيوعيين بينهم الشهيد البراك.