فضاءات

في غوتنبيرغ السويدية... الأنصار الشيوعيون يستذكرون شهداءهم الأبرار

كتابة وتصوير / اديسون هيدو
يوم الأحد التاسع عشر من فبراير / شباط 2017 ، وعلى قاعة البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية في مدينة كَوتنبيرغ السويدية ، شارك العشرات من العراقيين ومن مختلف انتماءاتهم في الحفل الذي أقامته منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المدينة ، أحياءَ لذكرى يوم الشهيد الشيوعي الذي يصادف في الرابع عشر من شباط من كل عام ، حضره ممثلو الأحزاب الوطنية ، والأندية والمؤسسات الأجتماعية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني ، وجمهور كبير من أبناء الجالية العراقية وعوائل الشهداء وأقاربهم ورفاق وأصدقاء الحزب وفاءَ لذكراهم في يومهم الأغر .
ففي الرابع عشر من فبراير عام 1949 أعتلى حبل المشنقة مؤسس الحزب الشيوعي العراقي الرفيق الخالد الشهيد يوسف سلمان يوسف ( فهد ) مع رفاقه قادة الحزب حازم وصارم ، وأطلق صرخته المدوية في وجه من حكموا عليهم بألأعدام وهتف ( الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق ) ، الهتاف الذي جسد المعدن الأصيل للشيوعيين العراقيين الذين أرادوا الكرامة للناس والعدالة للجميع والخبز للفقير ، فأختار الحزب هذا اليوم تأريخا لأستذكار بطولة وبسالة و تضحيات شهدائه وأعتبر يوما للشهيد الشيوعي العراقي .
ابتدأ الحفل بكلمة قصيرة القتها الرفيقة هناء ياسين عريفة الحفل ، رحبت فيها بالحضور الكريم الذين غصت القاعة بهم ، وزينت جنباتها بالورود الحمراء وصور المئات من شهداء الحزب الأبرار ، مقدمةَ نبذة موجزة عن يوم الشهيد الشيوعي وعن التاريخ النضالي للحزب ، دعت بعدها جموع الحاضرين بالوقوف دقيقة صمت اجلالاَ على ارواح شهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية ، ومن ثم ترديد النشيد الأممي ، ليعتلي المنبر من بعدها الرفيق عبد العزيز ججو ( ابو بافل ) والقى كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في كَوتنبيرغ أستعرض فيها الصعاب والنكسات التي جابهها الحزب ، والأساليب الوحشية التي مورست ضد مناضليه من قبل الأنظمة الرجعية ، وما قدمه من تضحيات فذة ومئات الشهداء من اجل وطن حر وشعب سعيد نقتطف منها ... ( صار الرابع من شباط يوما نفخر به ونفخر كوننا حزباّ للشهداء لا حبا بالموت او ندبا بالماضي او سذاجة راحلين لوهم مدنِ فاضلة كما يقول البعض لحسن نية او سواها ، بل ادراكاَ واعياَ منا نحن الأكثر عشقا للحياة بضرورة ان نسترخص الأرواح كي يعيش البشر بحرية وكرامة وعدل وكي تعود للأنسان أدميته المستلبة ) .
( يكتسب الاحتفال هذا العام بنكهة أخرى حين يقترن بالمؤتمر العاشر لحزبنا الشيوعي العراقي ، والذي تصدر شعار التغيير .. دولة مدنية ديمقراطية أتحادية وعدالة أجتماعية ، والمؤتمر يعتبر محطة نضالية هامة في مسيرة حزبنا من أجل وطن حر وشعب سعيد والذي انعقد في ظروف صعبة ومعقدة ، كما يأتي يوم الشهيد وبلادنا الحبيبة تشهد أنتصارات تحققها قواتنا المسلحة بكافة تشكيلاتها ضد القوى الظلامية وعصابات الارهاب في الموصل الحدباء ، فلا يسعنا الا أن نحيي هذه الأنتصارات ، ونطالب الحكومة العراقية برعاية عوائل الشهداء الذين قدموا ارواحهم من أجل تطهير بلادنا من رجس قوى الأرهاب ولكن مع الاسف ورغم المخاطر التي نهدد بلادنا فأن القوى المتنفذة في حكم البلاد مستمرة بألانشغال بالصراعات السياسية على المصالح و ألنفوذ والثروة ، مما يشدد من أحتقان الازمة العاصفة التي تعيشها العملية السياسية ، ويفتقد الناس فيها ليس للأمن فحسب بل لأبسط الخدمات الضرورية ، ويشتد ألتباين الطبقي ، وتنمو بشكل مخيف الفئات المسحوقة والتي تعيش دون مستوى الفقر وتقتات على نفايات ناهبي قوت الشعب ، فيما يشتد الأستقطاب الطائفي وينذر بحرب أهلية أو بتمزيق وحدة البلد ) .
بعدها ردد الحاضرون انشودة اذكروا الحزب يا رفاق ، ومن ثم تمت قراءة العديد من برقيات الأحزاب الشيوعية ومنظمات المجتمع المدني بهذه المناسبة الوطنية من قبل الرفيقة هناء ياسين، ليعتلي من بعدها المنبر ممثل الحزب الشيوعي الكردستاني الرفيق سامال وقرأ كلمة الحزب ، تبعتها قراءات شعرية شعبية ، مع مشاركة جماعية من قبل الحضور في القاء نشيد ( أذكروا الحزب يا رفاق ) ، بعدها قدم الشاعر آشتي وبألقاء جميل وبمسحة من الحزن قصيدة ( زيارة أم الى بشتاشان ) ، ومن ثم حديث لعائلة شهداء قدمها السيد دلشاد خالد عمادي .
عرض بعدها فلم وثائقي قصير عن الشهداء الشيوعيين بعنوان ( الشهداء حاضرون أبداَ ) من أعداد السيد واثق خليل شوقي وهو أعادة لخزين الذاكرة المثيرة للشجن ، وسرد طافح بالحزن والمحبة للشهداء الشيوعيين ، وحبهم للحياة وهمهم الأنساني المشترك وتفانيهم في خدمة الناس ، لتحقيق حلمهم بصنع الفرح وخلق السعادة للآخرين .
ومن ثم توالت فقرات الحفل حيث وزعت الهدايا التكريمية لعوائل الشهداء من الحاضرين ، وألقاء مقاطع من شعر للرفيق ابو حازم التورنجي ، وحديث السيدة هناء عن الشهيدة عايدة ياسين ، ومساهمة مشتركة للرفيقين ابو حازم واحسان البيروتي بعنوان ( عودة الشهداء ) ، وحديث للرفيقة أم سنان عن أقاربها الشهداء ، وشعر شعبي للسيدة أمل ألماس رئيسة الهيئة الادارية لجمعية المرأة العراقية ، ليتم بعدها دعوة الحاضرين الى وجبة غداء أقيمت على شرفهم والأعلان عن نهاية الأحتفال .
تحية لكل من ساهم في التهيئة والتحضير والعمل على احياء ذكرى شهداء الحزب الابرار من الزملاء والزميلات في البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية ، والرفاق والرفيقات في منظمة الحزب الشيوعي في كَوتنبيرغ ، ورابطة الانصار الشيوعين ، ورابط المرأة العراقية في كوتنبيرغ ، والتيار الديمقراطي العراقي ، وجمعية تموز ، وغيرهم من الذين لم يبخلوا جهدا في تقديمه ، لاظهار الاحتفال بالشكل الجميل الذي شاهدناه ، وهم الجنود المجهولين الذين يحملون في قلوبهم محبة للوطن العراق وللحزب الشيوعي العراقي حزب العمال والكادحين . شكرا لكم جميعاَ .
في يوم الشهيد الشيوعي ... ننحني اِجلالا لشهداء الحزب وتحية وفاء لهم ولذكراهم ، والمجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية العراقية وشهداء الحرية في العالم .