فضاءات

في ملتقى د. علي إبراهيم.. "التاريخ فكر نهضوي"

زيد عبد الكريم
ضيّف "ملتقى الدكتور علي إبراهيم" الثقافي في محافظة بابل، أخيرا، التدريسي في كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة بابل، د. حامد عبد الحمزة العلي، الذي قدم محاضرة بعنوان "التاريخ فكر نهضوي" بحضور جمع من الأكاديميين والمعنيين بالثقافة والفكر.
أدار المحاضرة أستاذ علم التاريخ ورئيس قسم التاريخ السابق في الكلية المذكورة، أ.د. كريم حمزة مطر الزبيدي. وقد سلط فيها د. العلي الضوء على أثر التاريخ في بناء الحضارة, عبر تطرقه لمراحل التدوين التاريخي ومن ثم نشوء فكرة التاريخ الحديث في عصر النهضة, ومدى التلاقح المعرفي بين التاريخ والفلسفة لإيجاد مساحة للخطاب العقلاني في النص التاريخي, وما أفضت إليه نظريات تفسير التاريخ في تاريخنا المعاصر.
وتناول المحاضر ابرز النظريات في تفسير التاريخ في عصر النهضة، ومنها نظرية
"الوعي التاريخي" عند هيغل, التي استطاع من خلالها أن يثبت أن العقل هو الذي يحكم التاريخ بعد أن كان شائعًا منذ أرسطو أن التاريخ يحكم العقل. كما تناول نظرية "النكوص التاريخي" عند جان باتيستا فيكو التي حذر فيها من الرجوع بالتاريخ للوراء عبر تبني أفكار رجعية.
وتحدث د. العلي عن نظرية مكيافيلي الشهيرة "الغاية تبرر الوسيلة", ونظرية "التحدي والاستجابة" لارنولد توينبي، ونظرية "نهاية التاريخ" لفوكوياما، وأشار إلى ان احدث النظريات هي نظرية "صناعة المستقبل" لنعوم تشومسكي التي تؤكد ضرورة الحوار الحضاري وتجنب الحروب بغية تفادي الصدامات العسكرية "لأن الدبلوماسية السياسية هي أنجع الحلول. فالحرب تؤدي إلى انهيار المعالم الحضارية للتاريخ".
وبعد انتهاء المحاضرة فتح باب النقاش، وقدم عدد من الحاضرين مداخلات وأسئلة، بينهم الشاعر جبار الكواز الذي تساءل عن دور المؤرخين العراقيين في الكشف عن عيوب المرحلة التاريخية التي نعيشها في الوقت الحاضر. أعقبه السيد سعد الشلاه الذي تساءل عن إمكانية أن نجعل بيننا وبين تاريخنا الماضي قطيعة، وعن التفسيرات الحديثة للتاريخ بعد ماركس.
فيما تساءل السيد سيف حيدر عن المنهج المتبع في كتابة التاريخ في المرحلة الماضية، وعن إشكالية المؤرخ مع الراوي، ود. حمزة خضير طرح سؤالا عن النظرية الإسلامية في بناء فكرة التاريخ، وغيرها من الأسئلة التي طرحها السادة ميثم جهاد عيسى وظافر نادر وفاضل منيف. وقد أجاب المحاضر عن كل تلك الأسئلة معززا إجابته بتوضيحات وافية