فضاءات

في مهرجان "أنا أقرأ" قاسم عجام حي في نفوس أطفال بابل

طارق حسين
أقام فرع دار ثقافة الأطفال في محافظة بابل، عصر السبت الماضي، على شارع طه باقر الثقافي وسط مدينة الحلة، مهرجانه السنوي "أنا أقر". وحمل المهرجان اسم شهيد الثقافة العراقية قاسم عبد الأمير عجام، الذي طالته يد الإرهاب وهو في أوج عطائه.
وقد دأب فرع الدار على تنظيم المهرجان سنويا باسم أحد رموز الثقافة البابلية، إذ حمل في دوراته السابقة اسماء رائد الأنشودة المدرسية الشاعر باقر سماكة، والباحث الانثروبولوجي والأديب ناجح المعموري، والشاعر الكبير موفق محمد.
وشهد المهرجان حضور حشد من العائلات والأطفال، والشخصيات الثقافية والأدبية، وافتتح بالوقوف دقيقة صمت إكراما للشهيد قاسم عجام، وغيره من شهداء الثقافة والوطن.
بعد ذلك القى السيد سالم حسين كلمة قصيرة رحب فيها بالحضور، وأثنى على الدور الإيجابي للآباء والأمهات الذين يحثون أطفالهم على المشاركة في الفعاليات التي تنمي قدراتهم الإبداعية وتنتشلهم من الفراغ.
كلمة عائلة الشهيد قاسم عجام ألقاها السيد طه عجام، وقال فيها: "عاش قاسم ومات زاهدا. لم يكن من الذين يشغلهم هاجس الثروة.. كان دائما يقول: لا شيء في هذه الدنيا يستحق منا الاهتمام سوى القيمة العليا للإنسان. وقيمة الإنسان بوعيه وحبه للآخرين، وليس بماله أو نفوذه السلطوي".
وفي سياق المهرجان روت الشابتان زينب مهند وروان سالم بأسلوب حكواتي، حكاية عنوانها "قاسم الأمين"، تتضمن سيرة الشهيد عجام. فيما قدمت "فرقة إشراق البابلية" التي يقودها الفنان عقيل العزاوي، والتي واكب فرع الدار مسيرتها منذ انطلاقتها الأولى، فقرات موسيقية وغنائية، ساهم فيها الفنانان الشابان رأفت المدفعي وحيدر حميد، والطفلتان الموهوبتان زينب وغسق عقيل.
رئيس مجلس محافظة بابل د. رعد حمزة العلوان الذي حضر المهرجان بصفة شخصية وليس رسمية، ألقى كلمة استعرض فيها باختصار، حضارة بابل، وأشاد بمواهب الأطفال المشاركين في المهرجان.
ولم تكن أزمة المناهج المدرسية التي يعاني منها القطاع التربوي بعيدة عن أذهان القائمين على المهرجان. فقد تجسدت بمشهد مسرحي صامت عنوانه "أزمة مناهج"، من تأليف د. فاطمة لطيف وإخراج د. أحمد محمد، وتمثيل الطفل الموهوب محمد أحمد.
وتضمن المهرجان فقرات شعرية شارك فيها كل من الأطفال كوثر رضا، عدنان منقذ (من سوريا)، آية علي، زهراء سالم، وسكينة علي. كما تضمن ورشة للرسم الحر.
وقد ازدان المهرجان بمعرضين تشكيليين شخصيين للفنانتين هنا مزاحم ومريم واثق، وثالث لدار ثقافة الأطفال، فضلا عن معرضين آخرين لـ "مدرسة التطبيقات الابتدائية" للبنات، و"مدرسة بنت الأزور الابتدائية" للبنات.
واختتم المهرجان الذي أداره الشاعر والصحفي طارق حسين، بتكريم عائلة الشهيد قاسم عبد الأمير عجام بوسام الطفولة من قبل فرع الدار، وتوزيع المطبوعات على جميع الأطفال الحاضرين، وشهادات تقدير على الأطفال المشاركين.