فضاءات

عيد الحزب بعين رفيق

طريق الشعب
نحتفل بالذكرى الثالثة والثمانين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي، ونستذكر التاريخ المجيد والطريق الطويل المعبد ببطولات ونضالات وتضحيات الرفيقات والرفاق ولا يزال، من أجل الحرية والتقدم والعيش الكريم والسلام والمحبة في وطن تسود فيه العدالة الإجتماعية الحقيقية، لخوض تجربة الخطوات الأولى في البناء الإشتراكي المنشود ومن أجل وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيدْ. ولكل رفيقة ورفيق قصة بداية وتاريخ من النضال يشكل بمجموعه حكاية الحزب الشيوعي العراقي منذ التأسيس في 31 آذار 1934، وما قبلها من الخلايا الماركسية الأولى وليومنا هذا ونحن نستقبل الذكرى 83 لآذار الفرح.
أسرة "طريق الشعب" تهنئ الرفيق أبو ساطع -عاكف ذياب سرحان- بعيد تأسيس الحزب وتدعوه ليحدثنا عن مشاعره وحكايته عبر الرد على أسئلتنا:
سؤال تقليدي: كيف كانت البداية؟
قبل الحديث لابد من تقديم التهنئة إلى أعضاء حزبنا وقيادته وأصدقائهم ومحبيهم بمناسبة الذكرى 83 لتأسيس الحزب الذي انبثق كضرورة تاريخية، وتهان بنجاح أعمال المؤتمر الوطني العاشر للحزب الشيوعي العراقي، وسط الحضور الشعبي والرسمي الكبير.
كان التمرين الأول للتقرب من الحزب وأفكاره وسياسته، هو الإنتماء إلى إتحاد الطلبة العام الذي حمل هموم الطلبة والوطن معاً وظل مدافعا عن مصالحهما، وذلك في الدراسة المتوسطة والإعدادية في مدينتي الناصرية، ثم في صرح كلية الهندسة التكنولوجيا عام 1973، التي أصبحت الجامعة التكنولوجية عام 1975، وحتى القرار الخاطئ للحزب بتجميد المنظمات المهنية نتيجة الضغوط الكبيرة التي مارسها النظام الدموي ضده، لأجل الحفاظ على الجبهة الوطنية. فمن الصداقة التنظيمية إلى الترشيح والحصول على شرف العضوية عام 1976.
ما هي أهم محطاتك وذكرياتك للإحتفال بعيد الحزب؟
كانت المحطات متنوعة وفي ظروف غير متجانسة، وكباقي الشيوعيين وأصدقائهم، كانت لذكرى تأسيس الحزب تحضيراتها وقدسيتها، ففي الظروف السرية كنا نحتفل في بيوتنا مع بعض الرفاق والأصدقاء ويُعد برنامج ترفيهي تتخلله الأحاديث والأسئلة السياسية. كذلك ما زالت الصورة حية في ذهني من عام 1974، حينها لم يسعفني الحظ في حضور الإحتفال الرسمي بالذكرى الأربعين في قاعة الخلد ببغداد في ظروف الإنفتاح النسبي، حيث لم نكن مدعوين، ولكن تجمهرنا خارج القاعة فكان مشهد حضور فنانة الشعب الفقيدة زينب وبكوستمها الأحمر أدخل الفرحة فينا. وبقينا إلى آخر الحفل نسمع بصوت خافت صوت الفنان جعفر حسن بأغانيه الثورية المبدعة. وتقفز في بالي صورة الاحتفال بأحلك الظروف العصيبة التي مررت بها، حيث كنت محكوما بالإعدام مع مجموعة من الرفيقات والرفاق بتاريخ 8/1/1987 من قبل محكمة الثورة الصورية ورئيسها المجرم عواد البندر، الذي نال جزاءه العادل، وفي زنزانة الإعدام في سجن أبو غريب وفي القسم المغلق المكتوب على بابه "مخزن رقم 2"، للتمويه، بالقرب من بناية تنفيذ أحكام الإعدام، كان للذكرى 53 وقع بيننا فغنينا للحزب في إحتفالية مصغرة شاركنا فيها من كان معنا من الإتحاد الوطني الكردستاني (الشهيدين كمال المهندس، وكاكه حمه "أبو كاروان" من أهالي سليمانية)، ومن الحزب الديمقراطي الكردستاني أحد زملاء الزنزانة نسيت اسمه، وزفت التهاني لنا من بقية المحكومين في الزنزانات الأخرى بعيد تأسيس حزبنا الشيوعي العراقي في 31 آذار.
وبعد الإحتلال الأمريكي- الإنكليزي للعراق في 2003 وإنهاء دكتاتورية البعث، وبحكم وجودي في ستوكهولم شاركت في أغلب احتفالات الحزب بذكرى التأسيس، الخطابية والفنية، إعداداً من خلال عضويتي في أغلب لجان الإحتفالات الحزبية، والمشاركات الفنية أيضاً.
ما هو السر في بقاء الحزب الشيوعي العراقي وتأثيره على الواقع السياسي والإجتماعي، رغم مرور 83 سنةعلى تأسيسه؟ وماهي أمنياتك؟
انبثق الحزب الشيوعي العراقي كضرورة أملتها ظروف موضوعية بإنتشار الفكر الماركسي وتأثير ثورة إكتوبر الإشتراكية المدافعة عن مصالح العمال والفلاحين وسائر شغيلة اليد والفكر، وتلقفته جماهير الكادحين والمثقفين الثوريين وتبنت أفكاره ودافعت عنه وضحت من أجله بإعتباره المعبر الحقيقي عن مصالحهما الطبقية، ولا يزال الحزب يسير على نفس المنهج رغم تغير وتطور أساليب النضال والظروف الموضوعية والذاتية والمراحل التاريخية، في ظل إشتداد الصراع الطبقي بين مصالح الرأسمالية، وسياستها الليبرالية الجديدة التي أشعلت الحروب بمستويات مختلفة في الدول الريعية والإستراتيجية من أجل إدامة ماكنة العجلة الرأسمالية العسكرية وتوابعها، وبين الطبقات والشرائح من العمال والفلاحين والكادحين والطبقة الوسطى والبرجوازية الوطنية الصناعية والحرفية وغيرها.
وفي ظل الظروف الراهنة الصعبة التي نواجه فيها قوى داعش الإرهابية المتخلفة ومن يسندها من ناحية، والقوى والأحزاب والفئات التي ترعرعت وطغت في ظل سياسة المحاصصة والفساد التي أوجدها المحتل بعد 2003 من ناحية أخرى، يبقى الحزب الشيوعي العراقي ذو الأيادي النظيفة، ومعه كل القوى الوطنية الحقيقية الخيرة، المعبر الحقيقي عن مصالح الشعب والوطن بكل صدق وأمانة. ولا تتحقق حرية الوطن وسعادة الشعب، بدون وجود الحزب في مركز القرار المسنود من الجماهير الشعبية الواسعة.
وليكن شعار المؤتمر العاشر لحزبنا (التغيير..دولة مدنية ديمقراطية اتحادية وعدالة إجتماعية)، حافزاً للنشاط الدؤوب لجسم الحزب لتوسيع جماهيره وبناء تحالفات قادرة على تغيير اللوحة السياسية، رغم المعوقات والتحديات الكبيرة، من أجل تخليص شعبنا من ديناصورات الفساد وأزماته المختلفة.
وأمنياتي على صعيد الحزب: تهيئة الرفيقات والرفاق الشباب القياديين لإحتلال المواقع الحساسة في القيادة، وبإستحقاق، لأن العمر له أحكام. ويبقى هدف فضائية الحزب الشيوعي العراقي وتميزها، أمنية نرددها ويجب تكثيف الجهود والإمكانيات لتحقيقها. شكراً لجريدتنا الغراء الحبيبة "طريق الشعب" لهذا اللقاء، وكل عام وأنتم والحزب بتقدم وازدهار واﻹنتصار لشعبنا العراقي على الإرهاب والفساد والمحاصصة.