فضاءات

في عيدك يا زاهد الاجيال ويا معلمي الاول / عبد الكريم جعفر الكشفي*

اليك يا من كنت بيننا وستبقى نمد اليك اشرعة التواصل لتحيا نورا وهاجاً
تبعثرت الكلمات حينما حاولت أن أسطر لك عبارات الثناء والامتنان في عيدك الميمون.. وتعثر القلم،وتأججت المشاعر،وطافت بي الذكريات وأنا أريد خطابك،وأحجم قلمي عن الكتابة , ومشاعري عن التدفق والسيلان فأقسمت على قلمي أن يمتطي صهوة جواده وعلى مشاعري أن تتدفق سيالة لأرد لك الجميل والفضل، ففي حضرة العظماء تهرب الكلمات ويتلعثم اللسان وترتجف اليد ويصمت القلم، يا معلمي الاول.كم كنت أود أن أبث لك كل ما في جعبتي من محبة، ولكن مع الاسف هرب الكلم،
سيدي،كم لك علي من الجمائل والأفضال وكم كسوتني من كريم السجايا والخصال غمرتني بحنانك وعطفك،وشملتني بحبك وكرمك. لقد علمتنا القيم والسجايا والاخلاق. كنا في عتمة الجهل فنورت عقولنا وابصرت عيوننا،.كنا فقراء من معاني المحبة والإخاء فاسقيتنا طيب الحنان والود وربيتنا علي جميل الشمائل،.وعلمتنا ان الاخر مهم ولا يمكن تجاهله وان التسامح امل الشعوب المتطلعة لغد افضل.
ايها المربي الكبير، تعجبني فيك مطابقة قولك لفعلك وعلانيتك لسرك , تحث على التفوق والامانة والاخلاص وانت الأول وأنت اهلها , وتحث على البذل لهذا الوطن المعطاء وأنت في المقدمة والعلا، رماك الحاسدون حسدا بسيئ الألفاظ وجارحها، واتهمك المثبطون بالقيل والقال ولسان حالك يقول : إن في أذني وقرا مما تقولون , فازددت في نظري رفعة ومكانة.
معلمي الدائم، مهما كبرت ففي القلب مكانك ومهما بعدت فكلي شوق للقائك، ودارك ومسكنك في محاجر العيون وشغاف القلوب. لك منا كل الثناء والتقدير، بعدد قطرات المطر، وألوان الزهر، وشذى العطر،.يا معلمي نرسل لك أشعة من النور، لتخترق جدار التميز والإبداع،أشعة لامعة، نرسلها لصاحب التميز والعطاء،لك منا كل معاني الحب والتقدير، والذي حتما لا يساوي حجم عطائك اللامحدود.
استاذي المبجل، اليك يا من اعطيت وأجزلت العطاء ،.إليك يا من سقيت ورويّت مروجنا ومرابعنا ومدارسنا علما وثقافة، إليك يا من ضحيت بوقتك وجهدك ورجالاتك، وجاءت في اخر المطاف ثمار تعبك وجهودك القيّمة،.ومنك تعلمنا كيف يكون التفاني والإخلاص في العمل. ومنك تعلمنا ان الحب الاول هو الوطن والشعب، ومعك آمنا أن لا مستحيل في سبيل الإبداع والرقي. لذا فرضت علينا تكريمك بأكاليل زهور الجوري والغار الندية، لقد أعطيت فتسامى عطاؤك عالياً كالأعلام حتى اصطفت عبارات الشكر امام ذلك النهر المتدفق من العطاء فلا نملك إلا ان نقول: لك أجمل باقات الشكر والعرفان ولك أنهار من الثناء والامتنان في عيدك الميمون. وكما تهاجر الطيور في آخر كل فصل من فصول السنة ها ان 83 عاما من العطاء بأكملها تنقضي وانت تهاجر الى عش آخر يزيدك ألقا ورفعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* مدير تربية ديالى السابق