فضاءات

في عيد الحزب .. كلِماتٌ مِنَ القلبِ / نبيل يونس دمان

أيُّ الكلامِ أعظَمُ، أيُّ الأشعارِ أنغَمُ، وأيُّ الافكارِ ألهَمُ، أهديها الى حِزبي في عيدِ ميلادِه المَجيدْ. مِن أينَ أقطِفُ زُهوري، مِن أين أجمَعُ ورودي، حتى أصنَع أكْليلاً، أقدِّمُهُ الى حِزبي في ذكراه الثالثة والثمانين.
يُشَوِّقُني الحَنينُ الى الماضي، يُشَوِّقُني الحنينُ الى الرفاقِ، لَو كان النِضالُ الذي شَرَّفَني سَهلاً لأصابَني المَللُ وتوَقَّفتُ، ولكِنّه كان صَعباً وتضاعَفَت صِعابُه بمرورِ الزمن فيما إزدادَ إصراري على الأسْتِمرارِ.
يا سامِعي: أعطِني جَناحي طائرٍ، أعطني قلبَ واثِبٍ، وأعطني عُمرَ شابٍّ حتى أعودُ كما كُنتُ، لو قدِّرَ لي ذلك لما غيَّرتُ طَريقي رغم طولِه ومَشاقِهِ. آه لو عُدتُ لأرى بجانبي رجال مَهامٍ صَعبةٍ وشباب أمَلٍ، لا يساوِمونَ على شَيء، بل يَفتَدون مُعتقداتِهم بأعزِّ ما يملِكون عندما تَحينُ الساعةِ، هكذا سَقطَ المئاتُ من أجْمَلِ الرِفاقِ وأروَعِهِمْ في سَبيلِ مبادِئِهمْ وعلى خُطى المُؤسِّسِ يوسف سلمان "فهد".
كان الحزبُ مَصفاةً للعديد من سَلبياتي التي حَملتُها من البيئةِ التي نَشأتُ فيها، وكان أيضا مَدرسَتي في الحياةِ. من تلك المَدرسَةْ تعلَّمتُ حُبَّ الناسِ، المطالعةَ، تَذوُّقُ الفنون، وَوَهبني الحزب ما افاخِرُ بهِ في يومِنا هذا، ألا وهو قَلَمي المُتواضِعِ الذي هو بِمَثابَةِ وَسيلَتي التي لا غِنى عَنها لإثراءِ ما أمْكنَنَي في مَيادينِ الثقافةِ والادَبِ والتُراثْ، فكُلّما شَحَّ المِدادُ في قلَمي أستَعينُ بِوجهَةِ الحزب الواقِعية. صارتْ لي جَمهَرةٌ من المُهتَمّين بِكِتاباتي على مَدى العقودِ الثلاثةِ الماضيةْ، قد لا يُدرِكُ أغلبُهم بأنني نِتاجُ الحزبِ ومَدينٌ له في كل ما أنجَزتُه إذا كانَ ذلكَ إنجازَاً، آنَ الاوانُ أن أعترفَ بهذه الحَقيقةِ، وبأنَّني بِدونِ الحِزب لا يَذكُرني أحَدٌ، واشبهُ بِمَن أمْضىى حياتَه دون هَدَفٍ يُرضي الضميرَ والناسَ والوَطنْ.
أكثرُ ما يُفرحُني هو إنجازاتُ الحِزب وأشَدُّ ما يُؤلِمُني ذِكرُ الشهداءِ، الذين كان لي شَرفُ معرفةِ العشرات مِنهم، لقد غادَرَ هؤلاءُ وهم من أحْسنَ الخَلقِ، أجْمَل الناسِ، وأشجَع الرِجالِ، غادروا الحياةَ في عِزّ شبابِهم وقِمَّةِ عَطائِهم، ولولاهم لما وصلَ العراقُ الى مرحلةِ تَجاوزِ الدكتاتورية، الى التعدديةِ والحريةِ النسبيةْ.
الحِزبُ الذي دَعانـــي مُسْتوفِي المَعانــي
أرفَعْ لَهُ التَهانــــــي
أنْشُدْ لَهُ الأغانـــي
انشودةُ النِضَـــــــالِ
تَحْلو على اللِسَانِ
في غايةِ الجَمَـــــالِ
طَرَّبْ لَها كِيانـــي
حِزْبَك فَهَدْ تَصَـــدّى
للمُعْتَدِي الجَبَـــــــانِ
رَغمَ العِدى سَيَبقـى
كالوَردِ في الجَنَانِ
ظُلمٌ تَلاهُ ظُلـــــــــــمُ
مِنْ قَسوَةِ الزَمــانِ
قالَوا عَتَقْ فَقُلْــــــتُ
كالخَمْرِ في الدِنَــانِ
يا صَخْرَةَ البِنــــــاءِ
يا شارَةَ البَنَـــــانِ
يا ناشِرَ السَــــــــلامِ
يا مُنْشِدَ الأَمَـــــانِ
قَلبي مع الرِفـــــــاقِ
في الشعرِ والبَيَانِ
لاشَكَّ في وَلائـــــــي في السِرِّ والعَلاني