فضاءات

موكب طرف العباسية يندد بالفساد ويطالب بالإصلاح

سلام القريني
انطلقت الجمعة الماضية، الأول من محرم في شوارع مدينة كربلاء، كراديس موكب عزاء طرف العباسية، ملفعة بحزنها لذكرى استشهاد الإمام الحسين.
موكب طرف العباسية، الذي انضم إليه هذه السنة جمهور كبير من المواطنين، عرف منذ تأسيسه قبل عقود، بوقوفه في وجه السلطات المستبدة التي توالت على حكم العراق، منحازا لهموم أبناء الشعب والكادحين، وحاملا تطلعاتهم وآمالهم في الغد المشرق والحياة الحرة الكريمة، وهو يستلهم قوته وشجاعته من قضية "سيد الشهداء"، الإمام الحسين، في الدعوة إلى العدالة ونصرة الحق.
وحرص شعراء الموكب المهيب، عاما بعد عام، على مواكبة الأحداث التي تعصف بالوطن، وهموم أبناء الشعب الذين كانوا قد استبشروا خيرا بعد التغيير وسقوط النظام المباد 2003، آملين ببناء دولة المواطنة، ونشر المفاهيم الديمقراطية، وتوفير الأمن والاستقرار، وإعمار البلد. إلا ان آمالهم تبددت بعد أن سلك دعاة المحاصصة الطائفية، طريق التظليل والتزييف وتأبيد القيم البالية، والاستحواذ على المال العام، ونهب خيرات البلد.
وضمّن شاعر الموكب هذا العام، رداته الهم الشعبي والاضطرابات السياسية والاقتصادية في البلد. حيث صدحت حناجر الجمهور بهتافات تطالب بالتغيير الحقيقي، وإصلاح مسار العملية السياسية، وتطهير البلد من الفاسدين والمارقين والقتلة. ومن بين الهتافات واحدة موجهة إلى رئيس الوزراء:
واعدت الناس وين الاصلاح
وبلا تغيير كل ذاك الراح
بالك تتغافل ضد شعبك
يالحاكم مينفعك حزبك
شعبك ناداك.. يبن الكرار
ومن وحي الاحتجاجات التي دخلت عامها الثالث، والتي يحاول دعاة المحاصصة المذهبية والاثنية والقومية اسكات صوتها الهادر، ردد جمهور الموكب:
لا منريد كتم الاصوات
ونرد اردود للظلم الفات
تغيير الفاسد غايتنه
والمحسوبية علتنه
شعبك ناداك.. يبن الكرار
ورفعت كراديس موكب طرف العباسية، الذي سيخرج مساء طيلة الأيام العشرة الأولى من محرم، الأعلام العراقية، وواصلت رداتها وهتافاتها، ومن بينها "حسين أبد ما مات ما طول الشعب حي"، ثم استقرت في شارع بين الحرمين.