فضاءات

في مناسبة يوم السلام العالمي ندوة حوارية حول ترسيخ السلم الأهلي

عامر عبود الشيخ علي
عقد المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الانسان في بغداد، ندوة حوارية في مناسبة يوم السلام العالمي 21 أيلول، حول "ترسيخ السلم الأهلي".
الندوة التي التأمت على قاعة "جمعية الثقافة للجميع" وسط بغداد، وحضرها جمع من الناشطين والحقوقيين، تضمنت قراءة ومناقشة ورقتين، احداهما عن "التنوع في اطار الوحدة" قدمها د. مزهر الخفاجي، وثانيهما حول "مناصرة الاقليات"، قدمها رئيس "تحالف الأقليات العراقية" ومسؤول العلاقات في "منظمة حمورابي لحقوق الإنسان" وليم وردة.
رئيس "جمعية المواطنة لحقوق الإنسان" الناشط الحقوقي محمد السلامي، أدار الندوة وافتتحها متحدثا عن مفهوم السلم الأهلي، مشددا على أهمية تغليب لغة الحوار واحترام جميع مكونات الشعب، وعدم الانجرار وراء الاحاديث التي تدفع نحو التفرقة، والتي يحاول البعض استغلالها في شق وحدة المجتمع وتهديد السلم الاهلي.
بعد ذلك قدم د. الخفاجي ورقته التي تطرق فيها إلى وحدة المجتمع العراقي عبر التاريخ، منذ الحضارات السومرية والبابلية والاكدية ذات التنوع الذي امتد إلى الوقت الحاضر.
وأضاف قائلا ان "العراق هو بلد التنوع عبر التاريخ، وان التنوع حتى الالف الثاني قبل الميلاد، لم يكن قائما على فكرة القهر ولا الصراع ولا التمدد ولا الحق الجغرافي ولا الحق في التاريخ، وانما قام على فكرة ان المعرفة والحياة والسلام كلها تزيح البغض والمكر والموت".
بعدها قرأ السيد وليم وردة ورقته التي أشار فيها إلى ان هناك ثلاث قضايا مطروحة تتعلق بالأقليات. أولاها وجود من يدعوها إلى عدم قبول توصيفها بـ "الاقليات"، والنقطة الاخرى هي ان على الاقليات ان لا تهاجر وتترك وطنها فيما هي الاصل والجذر، والقضية الثالثة هي ان الكثيرين يقولون: "اذا تحقق مبدءا المواطنة وحقوق الإنسان في العراق، فليس هناك داع للمطالبة بحقوق الاقليات".
وتابع قائلا ان هذه النقاط مهمة جدا، ونحن نقول "امنح الاقليات حقوقها وسمها ما شئت!"، مضيفا قوله ان "الاقلية لها معايير في القانون الدولي، ومنها المعيار العددي، وان هناك جماعات اكثرية ولكنها تقاس بمقياس الاقلية، وهي لم تنل حقوقها. فهذا المعيار العددي احيانا لا يلبي الحاجة، والمعيار الآخر هو المعيار الموضوعي".
وأشار السيد وردة في ورقته إلى ان "الاقلية تدرك بأنها متمايزة عن الآخرين ومتضامنة معهم، وان هناك تمايزا على اساس معين، اي على اساس لغة او دين او قومية، وهذه المعايير وضعتها الامم المتحدة للتعريف بالاقلية".
من جهته قدم المحامي حاتم السعدي، مداخلة أشاد فيها بما طرح من أفكار ورؤى في الندوة، وأوضح ان "نشر ثقافة السلم الأهلي يتطلب تغليب لغة الحوار واحترام التعددية بأنواعها، واحترام حقوق الإنسان بالمفهوم العام، والإقرار بالخصوصية لبقية الاقليات، والاعتراف بالتنوع والتعامل السلمي والحضاري، وبالمساواة والعدالة، فضلا عن نبذ العنف والإكراه".
ثم قرأ السعدي بيان المنتدى في مناسبة اليوم العالمي للسلام.
وشهدت الندوة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، أغنت موضوعها.