فضاءات

حمودي عبد محسن وحوار عن روايته" حب في ظلال طاووس ملك " / نجم خطاوي

في مدينة ستوكهولم السويدية/منطقة سلوسن, وفي مساء 6 تشرين الأول 2017, احتفت رابطة الأنصار في ستوكهولم بالكاتب والروائي النصير حمودي عبد محسن( أبو كاظم ) متحدثاً عن روايته الجديدة "حب في ظلال طاووس ملك" الصادرة في بغداد 2017.
الأمسية نظمت بالتعاون مع مؤسسة سينسوس السويديةSensus وحضرها جمهور كبير من الجالية العراقية ومن المهتمين بالشأن الثقافي من كتاب وإعلاميين ومثقفين.
ابتدأت الأمسية بوقوف الحاضرين صمتاً واحتراماً مستذكرين شهداء وضحايا الأيزيديين وكل شهداء الحرية.
أدار الأمسية والحوار الأستاذ نجم خطاوي مرحباً بالحاضرين وبالضيف الكاتب حمودي عبد محسن, شاكراً له حضوره ومساهمته في برنامج رابطة الأنصار الثقافي, معرفاً به وبروايته الأخيرة "حب في ظلال طاووس ملك":

حمودي عبد محسن, أو (أبو كويظم) كما كان يحلو لرفاقه في الجبل أن يكنوه, لم يأت الينا في ستوكهولم ليحدثنا عن أجواء النجف ومقبرة وادي السلام, ولا عن حورية مدينته السويدية أكشو, ولا عن مزماره وأجواء مدينة هيت, ولا عن الآله تموز.. حمودي سيقص علينا اليوم حكاية العشق الانساني النقي للفتى الراعي الأيزيدي ميرزا وحبيبته هنار. في كتابة هذه الرواية استعان حمودي بكل مخزونه الثقافي وتجربته الحياتية والإبداعية ومخيلته ومعايشته والإلمام بكل تفاصيل حياة ومعاناة أهل قرية بحزاني, وبعيداً عن تأثير وضغط السياسة والايدولوجيا وعبر مضامين رمزية استوحت ثقافة وتاريخ وتراث وميثولوجية سكان بحزاني وبعشيقة, وبقدرة واضحة على توظيف اللغة ومع كثير من الدلالات المكانية الموحية وتقلبات الزمن والأهواء.
في حديثه شكر الكاتب الروائي حمودي(أبو كاظم) الجميع لحضورهم الأمسية ولاهتمامهم, مع التعبير عن اعتزازه وامتنانه لرابطة الأنصار في ستوكهولم على دعوته للمشاركة في برنامجها الثقافي, متحدثاً عن تاريخية معاناة الأيزيديين والفرمانات, وأشكال الاضطهاد المتنوع الذي اقترف يحقهم, وقلة المصادر والكتب التي تتحدث عن قضية وحياة وثقافة وتاريخ المكون الأيزيدي, خصوصاً مع وجود بعض المصادر والكتابات التي تصف ديانة وتقاليد الأيزيديين بشكل مشين ومشوه. ثم تحدث عن ظروف نشأة وتكون ومناطق سكن الأيزيديين , وارتباطهم بالناس والأقوام الذين جاوروهم, والصلة التاريخية في نشأتهم ارتباطاً مع حضارات بابل, وعن العمق الانساني المسالم والمتسامح في طقوسهم وممارساتهم وبعيداً عن صور العنف, وعن حبهم للأرض والعمل والكدح في الزراعة والرعي وتمسكهم وتعلقهم بتاريخهم وثقافتهم وطقوسهم.
عن روايته" حب في ظلال طاووس ملك " تحدث حمودي عن استغراقه مدة خمس سنوات في كتابتها, قضاها في البحث والدراسة والقراءة عن تاريخ الأيزيدية وجذورها الأولى, ووجهات نظر الكتاب والمؤلفين, مع معايشة حقيقية وعبر زيارات مستمرة للقرى والوديان والمدن والهضاب التي تدور في أرجائها تفاصيل الرواية, ومستعيناً بفترة معايشته الطويلة لرفاقه الأنصار من المكون الأيزيدي والذين رافقهم فترة الكفاح الأنصاري ضمن قوات الأنصار الشيوعيين في كوردستان العراق. كما استفاد من خزين تنقله بين مدن العراق والعالم, وإطلاعه على ثقافة وأدب الشعوب, وكذلك دراسته لعلم المنطق والتصوف يوم كان طالباً في الفقه في مدينة النجف.
في كتابته للرواية استفاد من تجربته السابقة في كتابة القصة والرواية والشعر ومن اطلاعه على تاريخ وطقوس وعادات وتقاليد سكان وادي بحزاني وتأثير ذلك على ممارساتهم وشعائرهم الحياتية اليومية, وعبر حكاية حب بسيط كان البطلان فيها الراعي ميرزا والصبية هنار وسوية مع حكايات الجد كنجي كصندوق لذاكرة الوادي وهموم ساكنيه.
الأستاذ النصير فيصل الفؤادي قدم عرضاً عن مجمل تجربة الكاتب حمودي عبد محسن, والتي تناولت مواضيع مختلفة, وعن تجربته في كتابة روايته الأخيرة والتي وظف في كتابتها تجربته ومعايشته لأجواء النجف وطقوسها, وعبر نص روائي وجميل.
الحضور الكريم ضمنوا حواراتهم مع الكاتب الضيف, مطالعات أشادت بالرواية وبطريقة كتابتها وجمال صورها ولغتها الأدبية الرصينة وقدرتها على توظيف الميثولوجيا الشعبية وبشكل حكوائي ممتع, وعن معاناة ومأساة الأيزيديين وحلمهم الدائم بالسلام والحرية, ومع عدد من الاستفسارات عن نوع الجنس الأدبي الذي يمكن تصنيف الرواية حسبه, وعن القدرة في الكتابة بلغة روائية نقية بعيداً عن تأثير المعرفة والسياسة والايدولوجيا والإطلاع على تفاصيل ومعلومات موضوع الرواية, وعن الدوافع التي حفزت الكاتب على شروعه في كتابة عمله الأدبي "حب في ظلال طاووس ملك", وعن الدلالات الرمزية لأسماء أبطال الرواية, وكذلك امكانية ترجمة الرواية الى لغات أخرى وإمكانية اشتراكها في مسابقات أدبية عربية وعالمية.
في نص من الرواية:
(( تمد ذراعيها تحت أوراق شجرة البلوط, جاعلة من كفيها أشبه بزورق أبيض في فراغ ليقطر فيه الندى قطرات بيضاء صافية متلألئة باردة .. لم تملأ قطرات الندى كفيها مع بعضهما, هذه اللحظة كانت تتكرر كل ربيع لأن فيها تحس أن قلبها دافئ خالص مثل هذه القطرات الناصعة كأن في القلب بدأت دقات خفيفة أشبه بنقرات قيثارة.. القلب يحب في الربيع! لم تمض برهة, فرفعت كفيها, ومسحت بما تبقى من قطرات الندى بها وجهها, وهذه عادة بحزانية أن يبقى الوجه مشرقاً دائماً)).
من السهولة اضطهاد الناس وقهرهم وتسبب الأذى لهم, ولكن من العسير جدا قهر مقاومة البشر وتطلعهم للنور والحرية, وقد صدقت الأم في وصيتها لابنتها هنار في أحد مقاطع الرواية:
- لا أحد يهلك الشمس يا ابنتي !!
رابطة الأنصار في ستوكهولم شكرت الحضور والضيف, وقدم الاستاذ النصير سعد شاهين شدة ورد للكاتب حمودي باسم رابطة الأنصار في ستوكهولم. الشاب كفاح وضاح قدم الورود للضيف الكاتب حمودي(أبو كاظم) باسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ستوكهولم.
صور:
علي البعاج - عاكف سرحان