فضاءات

في نادي السرد بإتحاد الأدباء .. الناقد ياسين النصير عن "الثقافة والمعرفة والسلطة"

متابعة "طريق الشعب"

ضيّف نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، الناقد ياسين النصير الذي تحدث حول "الثقافة والمعرفة والسلطة" في جلسة حضرها جمع من الأدباء والمثقفين والمعنيين بالشأن الثقافي.
الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد، أدارتها رئيسة نادي السرد الكاتبة عالية طالب، واستهلتها معرفة بموضوعها. وتساءلت: ما علاقة المثقف بالسلطة؟ ولماذا يتواصل المثقف مع السلطة عندما يحاول أن يكون مستفيداً، ويكون معارضاً لها عندما لا يفكر بفائدتها، بل يبقى معارضا لكل ما تنتجه السلطة من استلابات لمفهوم الإنسانية في المجتمع والمثقف بالذات؟ وهل هناك علاقة عكسية بين الاثنين؟ وهل المعرفة لها اشكالات مع السلطة؟ ومن هو المثقف العضوي؟.
الناقد ياسين النصير، وفي معرض حديثه، تطرق إلى العلاقة التي تتشكل بين المثقف والثقافة, والتي تظهر على شكل حقول منفصلة على الرغم من كونها شبكة اجتماعية متكاملة تحمل في ثناياها صراعا حقيقيا بين المثقف والسلطة والثقافة، مضيفا ان "المثقف والثقافة مرتبطان معا، أحدهما يكمل الآخر".
وتابع النصير قائلا ان "المثقفين ليسوا القراء والكتاب فقط، وإنما هم أصحاب الموقف الحقيقي في التعامل مع القضايا الإنسانية، كما انهم يعدون شريحة توجد ضمن الطبقات الاجتماعية المتعددة, وهنا تكمن الخلخلة الأساسية في تركيبتهم الفكرية, ومن هنا أيضا نجد الفاصل الحقيقي بين أفكار حديثة وقديمة تعيدهم الى تشكيلهم المعرفي، وتعيد قسما منهم الى التشكيل الطبقي الاجتماعي, حتى تتدخل السلطة في عزل هذا التقسيم".
وتحدث الضيف عن المقولات التي اطلقت حول تشكيل المثقف أو التي تعنى به، مبينا ان مقولة سقراط في حق السفسطائيين "اعرف نفسك"، تمثل أول تشكيل للمثقفين، ومضيفا ان مفردة "مثقف" ظهرت كذلك عام 1821 على يد الفرنسي سان سيمون, الذي وضع الأساس الحقيقي لتحويل المثقف من الصفة الى الاسم.
وألقى النصير في حديثه الضوء على بداية اتساع الطبقات وظهور مسألة الأقاليم وتشكيلها، كما تطرق إلى تعريفات "المثقف" العديدة، موضحا ان الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر استخدم مصطلح "المثقف الكلي"، والفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو استخدم مصطلح "المثقف الخصوصي"، فيما استخدم الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي، مفهومي "النخبة الثقافية" و"المثقفين العضويين".
وأشار النصير إلى ان القرن التاسع عشر شهد توسعا في المثقفين، الذين أطلق عليهم في ذلك الوقت اسم تقنيي المعرفة "التكنوقراط".
ثم تحدث عن مفهومي الثقافة والسلطة ووقعهما في المجتمع، وعن الجماعات الثقافية التي تجيد الحوار وطرح الرأي وتنشيط التأثير الاجتماعي، وغيرها من المفاهيم التي تتعلق بثقافة المدن.
وشهدت الجلسة مداخلات حول موضوعها، قدمها العديد من الحاضرين بينهم رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب الباحث ناجح المعموري، والرئيس السابق للاتحاد الناقد فاضل ثامر، والناقد بشير حاجم، والشاعر محمد حسين آل ياسين.