فضاءات

نينو ى تتألق في لايدن الهولندية الساعدي يتلمس الطريق إلى نينوى!

مجيد إبراهيم خليل
افتتح يوم 19/10/2017 وعلى قاعات المتحف الوطني للآثار في مدينة لايدن بهولندا، معرضان يقدمان الحضارة العراقية من خلال عمقها الآثاري الاشوري، وأيضاً المعاصر، معرض عن نينوى، ومعرض ثان للفنان التشكيلي قاسم الساعدي، في التفاتة من المتحف، لها مغزاها، وإشارة الى التواصل الحضاري في وادي الرافدين: العراق.
وفي أجواء احتفالية بهيجة، قدم منظمو الفعالية عرضا تاريخيا شيقا، وبعد كلمة ترحيب من السيد ويلاند، مدير المتحف الوطني للآثار، استمع الحضور إلى كلمة بالفيديو للسيدة ايرينا بوكوفا ، سكرتيرة منظمة اليونيسكو، اعقبها كلمة السفير العراقي في هولندا، السيد سيوان بارزاني، ثم كلمة السيدة جت بوسماكر، وزيرة التربية والثقافة والعلوم الهولندية، والتي أعلنت افتتاح المعرضين رسميا.

المعرضان يجيئان للتضامن مع العراق، شعبا وحضارة بالضد من أوباش الظلام، الهمج الدواعش.
المعرض الاول: " نينوى عاصمة العالم" الذي استعار له المتحف قطعا آثارية من خمسة وعشرين متحفا وطنيا وعالميا من بينها المتحف البريطاني، اللوفر والمتحف العراقي.
المعرض الشخصي للفنان قاسم الساعدي هو الحدث الثاني الذي يقدمه المتحف " الطريق الى نينوى"،
الفنان التشكيلي، قاسم الساعدي، سبق له أن أقام معارض عديدة، شخصية ومشتركة، في بلدان عديدة. وهو يشارك للمرة الثالثة بالعرض في المتحف الوطني للآثار بمدينة لايدن، وواحدة من هذه المشاركات في معرض الفخاريات (كيراكوتّا) وأعماله تعرض في الواجهة، مع مجموعة المتحف، المنجزة في أوقات متفاوتة، حيث يستمتع المشاهد بالجمال، بغض النظر عن تاريخ الإبداع. وسُيصدر المتحف كتابين، أحدهما عن نينوى والآخر عن الفنان الساعدي وأعماله.
المعرض بعنوان: الطريق إلى نينوى. وعن سبب اختياره لهذا العنوان أوضح الساعدي لطرق الشعب ، سبب التسمية بالقول ان الموصل تشكل له علامة، تثير الألم والحزن، بسبب سيطرة داعش عليها، وممارساتها الإجرامية، وإشاعتها للخراب في مختلف مفاصل الحياة، وتدمير المتاحف والتماثيل، وعنوان المعرض الذي يقيمه المتحف هو: الطريق إلى نينوى، نينوى عاصمة العالم القديم، وللفنان علاقة وجدانية معها، ففي عام 1974 سافر إليها من بغداد مع زملائه من طلبة أكاديمية الفنون الجميلة، في رحلة أسبوعية للاكتشاف والعمل، حاول وزملاؤه أن يكتشفوا تاريخيتها وآنيتها، فالموصل متحف اثني عظيم، ومازال الاشوريون يقطنون هناك، وهم ورثة حضارة، منجزها هائل على مستوى الفن والعمارة والنحت ، وبعد الاعتقال الذي تعرض له الرفيق إبان عهد الديكتاتورية، رجع إلى الموصل لاستعادة التاريخ الشخصي للمدينة. إن المعرض هو إعادة تلمس الطريق إلى نينوى.
أما الموضوع الذي يشغل الفنان فهو القسوة، الألم والأمل، في أعماله ترى الثقوب والندوب ، مثلا لوحة، مادتها من النحاس تجد فيها كثيرا من الثقوب، قد تكون آثار تعذيب أو آثار إطلاق رصاص. وفي بلاد لم تصل بعد إلى مشارف السلام، وتعيش محطات قسوة متتالية، هناك أمل عظيم أن تضع كل الخراب وراء ظهرها، وتمضي إلى مستقبل جميل، لاتسمع نداءات الحرب وقعقعة السلاح. ان الطريق إلى نينوى كما رأه، ويشعر أنه يعرفه جيدا، بشكل يستطيع تقديمه من خلال الأعمال، المعروضة في المتحف.فقاسم حريص على تطوير مستوى الأداء وتعميق الرؤية، والبحث عن أجوبة تحيل إلى أسئلة جديدة.
وعن الرسالة التي يريد توصيلها المتلقي،أكد الساعدي أنه باحث عن الجمال وصانع له، فهو يبعد نفسه قليلا من دخان الصراعات اليومية، عن القبح والبشاعة ، بحثا عن الجمال، حتى ولو على شكل وردة صغيرة بين طوفان الرماد، يحاول أن يجد الجمال ليوازن به بشاعات الحاضر. الخراب ليس قدرا على اتساع رقعته ، وفي عمله يستخدم النحاس، الذي بعد أكسدته، يتحول إلى اللون الأخضر،والندوب أو آثار المسامير ولّت ومحاها الزمن، إنما آثارها مازالت على راحة اليد أو في القدم. الفنان يريد أن يقول أن هناك املا. ذات يوم مع رفاقه في كردستان ، شاهدوا قرية كردية صغيرة، تحولت إلى رماد بفعل القصف، وأثناء وقوفه شاهد بعض الأوراق الخضراء الصغيرة ووردة صغيرة جدا، بالنسبة له، تلك الوردة كافية لتهزم كل ذلك الرماد. إن عمله هو البحث عن الوردة الصغيرة بين ركام الخراب.
وقد تضمن المعرض 26 لوحة، مختلفة الأحجام والقياسات، وهي تتنوع ما بين لوحات زيتية، ولوحات أخرى معالجة بمواد مختلفة، وأعمال منفذة بالنحاس والبرونز، إضافة إلى 13 قطعة سيراميك، وهو عمل مشترك مع الفنانة الألمانية بريجيتا .
قدمت للرفيق الساعدي باقة ورد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا، وستبقى أبواب المتحف مفتوحة لزيارة المعرضين لغاية 25/3/2017.