فضاءات

في مقر شيوعيي الكرادة .. التجربة الديمقراطية في العراق.. المعوقات والآفاق

حميد المسعودي
ضيّف "المنتدى الثقافي" في الكرادة، مساء السبت الماضي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة د. أياد العنبر، الذي تحدث في ندوة عنوانها "التجربة الديمقراطية في العراق.. المعوقات وآفاق المستقبل".
حضر الندوة التي احتضنتها حديقة مقر منظمة الحزب الشيوعي العراقي في منطقة الكرادة داخل، عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق د. علي مهدي، وجمع من المثقفين والناشطين المدنيين والمعنيين بالشأن السياسي. فيما أدارتها الناشطة دنيا الطائي.
د. العنبر، وفي معرضه حديثه، طرح سؤالا مفاده "هل حقا نحن نعيش تجربة ديمقراطية أم هي فوضى مفاهيمية؟"، مشيرا إلى انه من الضروري تسليط الضوء على التجربة السياسية العراقية بعد 2003، استنادا إلى المقاربات التحولية وخيارات الشعب ووعيه بالذي يريده.
وأوضح الضيف أشكال التحول الديمقراطي ومراحله، بدءا من النموذج الأول المتمثل في التحول الحاصل على يد النخب الحاكمة الراغبة في الإصلاح، والنموذج الثاني الذي يمثل الانتقال من الأسفل عبر انتفاضة أو تحول شعبي، ثم بالنموذج الذي يتم عبر التفاوض أو المساومة ضمن جهد يبذل للتنازل عن الحكم لقوى معارضة، وهو من أقدم النماذج تاريخيا، وانتهاء بالنموذج الذي يتم عبر التدخل العسكري الخارجي، "وهو النموذج الأقرب لما حصل في العراق في 2003. فمن أجل تغيير نظام صدام حسين الدكتاتوري، لم يكن لدينا خيار غير التدخل الخارجي".
وتطرق د. العنبر إلى الإشكاليات التي تواجه التحول الديمقراطي، والتي من بينها التعددية السياسية، وفقدان التماسك الاجتماعي بين الدولة والمجتمع، بالإضافة الى دور و خيارات القوى السياسية المعارضة، التي تعمل بعقليات متنوعة قد لا تمكّن من بناء دولة ديمقراطية.
وتحدث الضيف عن أحزاب الإسلام السياسي وموقفها من نهج المواطنة، ومن الديمقراطية واحتجاجات الشعب المطلبية المتصاعدة، مضيفا ان تعاملها "البراغماتي مع الديمقراطية لا يمكن أن يبني دولة ديمقراطية". كما أكد ان "الديمقراطية لا تبنى إلا بوجود أحزاب وقيادات ديمقراطية فعلا".
وتحدث د. العنبر عن المقاربة الشمولية التنافسية "التي لا تؤدي الى ديمقراطيات حقيقية، وإنما تولد ديمقراطيات هجينة، كونها تمارس أو تختزل الديموقراطية بعملية الانتخاب فقط، حيث تفسح المجال الشكلي لكل قوة معارضة"، مستعرضا النموذج التونسي، حيث كان الرئيس السابق زين العابدين بن علي يفسح المجال لقوى المعارضة لكونه ضامنا الفوز.
كما تطرق إلى الشمولية التسلطية، وذكر نماذج لها، مثل نظام صدام حسين وحزب البعث السوري ونظام معمر القذافي في ليبيا، مبينا ان تلك الأنظمة لا تواجه منافسات كون أحزابها هي الوحيدة في السلطة، وانها تلغي كل هوامش الحرية.
واختتم د. أياد العنبر حديثه قائلا انه "ليس أمامنا سوى النضال من أجل الخروج من مأزق النهج السياسي المقيت، الذي يقيد انطلاق المجتمع صوب الآفاق الرحبة المتمثلة في الحرية والديمقراطية".
وساهم عدد من الحاضرين في تقديم المداخلات التي عقب عليها الضيف بصورة مسهبة.
وفي الختام قدم الرفيق د. علي مهدي، باقة ورد باسم الحزب الشيوعي العراقي إلى د. أياد العنبر.