فضاءات

ملف " طريق الشعب" عن تشييع الرفيقة المناضلة بشرى برتو

في لندن .. تشييع مهيب للرفيقة الراحلة بشرى برتو
"طريق الشعب"
شهدت لندن يوم أمس الأول السبت، تشييعاً مهيباً للرفيقة الراحلة بشرى برتو، التي فارقت الحياة في 13 من الشهر الجاري عن 84 عاماً بعد صراعٍ مع المرض، وذلك بحضور افراد عائلتها وحشد كبير من رفاقها وأصدقائها ومحبيها الذين توافدوا قبل وصول موكب الجنازة للتعبير عن مشاعر الحب والوفاء لفقيدتهم الغالية.
وبعد أن ووري جثمان الفقيدة الثرى في مقبرة غرينفورد غربي لندن، نثر المشيعون وروداً على ضريحها وزينوه بباقات زهور، ومن بينها اكليل ورد بإسم قيادة الحزب الشيوعي العراقي.
وقال الرفيق سلم علي، عضو اللجنة المركزية، مخاطباً جمهور المشيعين "نودع اليوم بطلة من حزبنا"، كما قال الرفيق العزيز ابو داود صباحاليوم نفسه في مقر الاندلس في بغداد امام جمهرة كبيرة من الرفاق والاصدقاء قبل ان يدعوهم الى الوقوف دقيقة حداد" إجلالاً للرفيقة الراحلة.
بعدها ألقى بيان المكتب السياسي للحزب الذي نعى فيه الفقيدة، وجاء فيه "غادرتنا في رحلتها الأبدية العزيزة الغالية بشرى، الشخصية الوطنية والنسائية والاجتماعية البارزة، تاركة لنا سيرة نضالية حافلة، نفخر ونعتز بها نحن رفاقها ورفيقاتها. فقد التصقت في سن مبكرة بهموم الشعب والوطن، ودافعت بحماس منقطع النظير عن حقوق المرأة، واستحقت بجدارة موقعها بين الرائدات في الحركة النسائية العراقية والعربية والعالمية. وعملت الرفيقة بشرى في صفوف الحزب، وارتقت في مواقع المسؤولية، ولسنوات كانت عضواً في اللجنة المركزية، ونشطت في لجان الاختصاص المركزية المختلفة، وناضلت في ظروف العمل السري والعلني للحزب، كما كانت لها مشاركتها في حركة الانصار الشيوعيين في كردستان. ويذكر للفقيدة بشرى دورها البارز في حركة التضامن مع شعبنا وحزبنا في العقود السابقة، ونضالها ضد الدكتاتورية والحرب، ومن اجل السلام والديمقراطية وقيم العدالة والانسانية والاشتراكية."
ونقل الرفيق تعازي قيادة الحزب ومواساتها في مناسبة هذه الخسارة المؤلمة الى شقيقي الفقيدة، د. فاروق وعماد، وسائر العائلة الكريمة، والى رفاقها ورفيقاتها، وتمنياتها للجميع بالصبر والسلوان.
وألقت السيدة ساجدة العطية كلمة رابطة المرأة العراقية في بريطانيا، أشادت فيها بالمسيرة الملهمة للرفيقة بشرى برتو في الحركة النسائية وسوح النضال في الوطن والمنافي. وقالت "فقداننا لك ايتها المربية الفاضلة والرابطية المقدامة خسارة كبيرة في وقت نحن فيه بأمس الحاجة الى تشجيعك ودعمك وخبرتك التي لا تنضب. سيكون لك الذكر الطيب لأجيال متتالية لطالما حلمت بلقائك".
وقدمت كلمة رابطة الأنصار الشيوعيين ألقاها الرفيق زهير الجزائري. وجاء فيها "رحلت رفيقتنا النصيرة بشرى برتو وتركت لنا، رفيقاتها ورفاقها الذين شاركوها التجربة، ذكرى لن تمحي. فقد عرفناها مناضلة صبورة لم تفارق دورها وخبرتها العميقة. كانت تتجول في قرى كردستان تعلّم النساء الكرديات القراءة والكتابة والأعمال التي تعزز دور المرأة الاقتصادي في الأسرة.. وكانت مثالاً في الطيبة والتواضع، تساعد الجميع حيثما كانت هناك حاجة الى المساعدة. ومع رفيق عمرها الدكتور رحيم عجينة كانا نموذجاً للجميع".
وألقت السيدة فوزية العلوجي كلمة الهيئة الادارية للمنتدى العراقي. وقالت ان الفقيدة كانت "عند وصولها الى بريطانيا قريبة من المنتدى وإحدى شخصيات الجالية العراقية. وشاركت في العديد من مؤتمرات المنتدى وفعالياته الثقافية والأكاديمية، وكانت عضو هيئة إدارية وسكرتيرة لها، وشاركت في مجلسه الاستشاري لسنين عديدة، تقدم النصح والمشورة لتحسين إداء المنتدى. وكان حضورها متميزا بين اصدقائه ومنتسبيه حتى أقعدها المرض".
وقال الاستاذ علي شوكت في كلمة القاها باسم تنسيقية التيار الديمقراطي في المملكة المتحدة "كانت الفقيدة ولعقود علماً من أعلام الحركة الوطنية والنسوية في العراق عبر نضالها المشرف والريادي في الحزب الشيوعي العراقي وفي رابطة المرأة العراقية. وكانت العزيزة بشرى من اوائل مناصري التيار الديمقراطي وتنسيقيتنا بالذات، حيث كانت عضواً في لجنة التيار في سنة تأسيسه الأولى. بعدها كانت دائمة التواجد والتفاعل مع نشاطاتنا. ولطالما أسعدتنا بدفء شخصيتها وكرم مشاعرها. وكانت رافداً لا ينضب في حكمتها ورصانة أفكارها".
وألقى الرفيق معن كدوم كلمة باسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا، جاء فيها " لم تتردد الرفيقة بشرى عن دعم منظمتنا ورفدها بعطاء لا ينضب طيلة فترة تواجدها في بريطانيا وحتى مرضها ورحيلها المؤلم. فواصلت دون كلل مسيرتها النضالية تحت راية حزبنا الشيوعي الذي انتمت الى صفوفه منذ بواكير حياتها. وكانت مثالاً ملهماً في الدفاع بثبات عن حقوق المرأة من خلال نشاطها في رابطة المرأة العراقية، فضلاً عن دورها المميز في التيار الديمقراطي وحضورها الدائم في النشاطات التضامنية. وقد فقد حزبنا برحيلها مناضلة شيوعية بارزة ورائدة نسوية متميزة ومشاركة في حركة الانصار الشيوعيين".
وفي كلمة مؤثرة باسم عائلة الرفيقة الراحلة، قال شقيقها د. فاروق برتو مخاطباً "أحباء بشرى ورفاقها واصدقاءها": "تحية إجلال وتقدير عميقين لجمعكم الكريم، فباسمي واسم أخي عماد وافراد عائلتنا جميعاً، الموزعين بين عراقنا الجريح وانحاء العالم، اود التعبير عن مشاعر الاعتزاز بجمعكم هذا الذي شدّ من أزرنا وواسانا أجمل مواساة بمصابنا الأليم، وانتم الجديرون بالمواساة لفقدها وغيابها. وأخص بالذكر وبالشكر والامتنان من اقرب النساء والسيدات اليها من سيدات الحركة النسائية العراقية اللواتي صاحبنها ليلاً ونهاراً وهي على فراش المرض وحتى الرمق الأخير. فكن لنا مثلاً في الحب والتضحية والصبر. كذلك أعبّر عن فخرنا واعتزازنا بسيرة بشرى الأمينة الصادقة في حياتها وبحبها لوطنها العراق، ولأبناء وبنات شعبها. أشكركم جزيل الشكر على عطفكم ومحبتكم ومؤازرتكم، واشاطركم العزاء جميعاً برحيل فقيدتنا الغالية".

وفي الختام، قال الرفيق سلم علي "اذ نودع الرفيقة العزيزة بشرى، نشدّ على أيدي شقيقيها العزيز د. فاروق وعماد والعائلة الكريمة في مصابهم الأليم، ونقف الى جانبهم بكل مشاعرنا وقلوبنا". وعبّر عن الشكر والامتنان العميق للمشاعر الصادقة والنبيلة التي عبّر عنها جمهور المشيعين، من رفاق الفقيدة بشرى برتو واصدقائها ومحبيها، وتجشم عناء الحضور برغم رداءة الطقس. وأشار الى انه سيقام حفل تأبيني للرفيقة الراحلة في لندن يوم الأحد 3 كانون الأول القادم.
*********
رحيل نخلة عراقية
بمزيد من الحزن والألم تنعى سكرتارية رابطة المرأة العراقية المناضلة القديرة بشرى برتو بعد صراع مرير مع المرض في بريطانيا، ليبقى تاريخ نضالها المطرز بالتضحيات والبطولات والعطاء والمواقف الوطنية شاهدا لها ولعصرها على ما قدمته طيلة عمرها، الذي تجاوز الرابعة والثمانين، من اجل قضية المرأة العادلة ومن اجل شعب سعيد ووطن يرفل بالنعيم والحرية والديمقراطية.
بشرى برتو ابنة الشخصية الوطنية القاضي عبد الجليل برتو، وزوجة المناضل الدكتور رحيم عجينة، بدأت نضالها الوطني بمشاركتها في وثبة كانون ١٩٤٨ وشاركت الدكتورة الراحلة نزيهة الدليمي في تأسيس رابطة المرأة العراقية مع مجموعة من النساء الرائدات والمدافعات عن حقوق ، وانتُخبت في قيادة الرابطة في أول مؤتمر بعد ثورة 14 تموز المجيدة. شاركت زميلاتها وأخواتها ورفيقاتها المناضلات في تقديم قانون الأحوال الشخصية رقم ١٨٨ لسنة ١٩٥٩ لحكومة عبدالكريم قاسم، والمطالبة بتشريعه ليحمي حقوق المرأة والطفل ونسيج الأسر العراقية، ويساهم في استقرار العائلة والمجتمع العراقي، وصدر ليكون القانون الأمثل في منطقة الشرق الأوسط آنذاك، واكبت الكثير من القضايا التي تخص المرأة وشؤون البلد وهي خارج العراق، وعادت إلى ارض العراق لتتابع عن كثب الكثير من الأمور. فارقتنا بالأمس لتترك رصيداً زاخراً بالمواقف الوطنية العظيمة في نفوس كل الشرفاء والوطنيين ممن واكبوا مسيرتها النضالية.
لترقد روحك بسلام ونعدك بمواصلة النضال لإكمال مسيرتك.
سكرتارية
رابطة المرأة العراقية
***********
من تعازي الأحزاب والمنظمات الشقيقة
تركت الفقيدة الغالية الرفيقة بشرى برتو أطيب الذكريات لدى رفاقنا البحرينيين الذين عرفوها، سواء في وطنها العراق أو في اليمن وبلدان المهجر الأخرى مع رفيق حياتها الفقيد الرفيق د. رحيم عجينة. فقد وجدوا فيها مثالا ملهما للمناضلة الحزبية والنسوية العراقية. كما كانت نصيرا لنضالات شعبنا وقريبة من قضايانا على مدى سنين. لتظل سيرتها الكفاحية الحافلة نبراسا للمناضلين. لها عطر الذكرى ولكم الصبر والسلوان.
خليل يوسف رضي
الأمين العام المنبر التقدمي البحريني
تعازينا الحارة للرفيقات العراقيات الصبر والسلوان لمحبيها.. فلترقد روحها بسلام.
نوال حدادين
رابطة المرأة الاردنية
لذكراهم الطيبة الخلود ولافكارهم النيرة وسيرتهم الطيبة الاستمرار حتى انجاز مجتمعات تنعم بالسلام والامان والعدالة الاجتماعية خالية من اي تمييز ولكم رفيقاتنا المناضلات السائرين على الدرب احر التعازي. ..ودمتم مع الامل وطول البقاء .
انعام المصري
رابطة المرأة السوريات
يتقدم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية باحر التعازي الرفيقات العراقيات بوفاة الرفيقة بشرى برتو اسكنها الله فسيح جناته.
انتصار الوزير
يتقدم الاتحاد النسائي السوداني باحر التعازي في وفاة الرفيقة بشري برتو .. ونستلهم من روحها الثبات واليقين.
الاتحاد النسائي السوداني
*********
كتبوا عن بشرى برتو...
رحلت عنا.. الرفيقة بشرى برتو بعد صراع مع المرض دام عدة أشهر.
نتوجه باحر التعازي إلى أشقائها الأعزاء د. فاروق وعماد وكل العائلة. فقدنا بغياب الرفيقة بشرى مناضلة شيوعية ونسوية رائدة ومتميزة، كما فقد العراق واحدة من أبرز نسائه ذات السجل النضالي المفعم بالعطاء. الصبر والسلوان لذويها ورفاقها ورفيقاتها ولكل محبيها والذكر العطر الدائم لفقيدتنا العزيزة التي ستظل ذكراها حاضرة لدى الشيوعيين والديمقراطيين والناشطات النسويات.
رائد فهمي
انطفاء شمعة جديدة من شموع الثقافة والحداثة والتنوير، ونصيرة أصيلة من أنصار السلم وفقراء العراق وكادحيه... رحيل الصيدلانية النقابية والناشطة النسوية الشيوعية رفيقتي في الحركة الانصارية بشرى برتو.
وداعاً "مرام"، سيبقى ذكرك عطراً ولروحك السلام.
حسان عاكف
وداعاً بشرى برتو. ستبقين في ضمير كل عراقية وعراقي من أبناء وطنك ممن عرفوكِ وعملوا معك، وستبقى المبادئ التي قدمتِ كل غالٍ ونفيس من أجلها شاخصة امام ناظريهم. كنتِ ابنة بارةً لوطنك وشعبك وحزبك المقدام.
سلم علي
لم تتردد الرفيقة بشرى في دعم منظمتنا ورفدها بعطاء لا ينضب طيلة فترة تواجدها في بريطانيا وحتى مرضها ورحيلها المؤلم. فواصلت دون كلل مسيرتها النضالية تحت راية حزبنا الشيوعي الذي انتمت الى صفوفه منذ بواكير حياتها. وكانت مثالاً ملهماً في الدفاع بثبات عن حقوق المرأة من خلال نشاطها في رابطة المرأة العراقية، فضلاً عن دورها المميز في التيار الديمقراطي وحضورها الدائم في النشاطات التضامنية. وقد فقد حزبنا برحيلها مناضلة شيوعية بارزة ورائدة نسوية متميزة ومشاركة في حركة الانصار الشيوعيين.
منظمة الحزب الشيوعي العراقي
في بريطانيا