فضاءات

أم الربيعين تزدان برصيفها الثقافي

هند أحمد
يشهد الرصيف الثقافي الاسبوعي في مدينة الموصل، الذي كانت مجموعة من الشباب الناشطين قد أطلقت مشروعه في آب الماضي، العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المنوعة، مثل عرض الكتب وبيعها، وإقامة المعارض التشكيلية والفوتوغرافية والنشاطات الموسيقية والأدبية وغيرها.
وتستقطب فعاليات الرصيف الاسبوعية التي تنظم كل يوم جمعة على غرار ما يحصل في شارع المتنبي ببغداد، الكثير من أهالي الموصل، مثقفين وأدباء وفنانين وناشطين ومواطنين آخرين.
ويعرب الموصليون عن سعادتهم بفعاليات الرصيف الثقافي، التي تقام على الرصيف المحاذي لمبنى جامعة الموصل، بعد أن كانوا قد حزنوا كثيرا على ما آل إليه وضع "الشارع النجفي" في المدينة، الذي كان سابقا يعج بالمكتبات، وتحول اليوم إلى ركام من الحجارة. إذ بات الرصيف الثقافي أهم متنفس للموصليين، بعد الخراب الذي خلفته عصابات داعش الإرهابية في أم الربيعين.
مراسلة "طريق الشعب" تجولت، الجمعة الماضية، في اروقة الرصيف الثقافي، والتقت الكاتب محمود فائز كداوي، وهو أحد منظمي الرصيف. وقد أشار في حديثه لها إلى انهم يسعون إلى ان يستمر هذا النشاط أسبوعيا على غرار شارع المتنبي، وان يكون الجانب الابرز فيه عرض الكتب والأعمال التشكيلية، مضيفا قوله "اننا نسعى أيضا إلى ان يكون الرصيف الثقافي مكانا لتجمع الشعراء والأدباء، ولتوقيع إصدارات الكتب الجديدة".
ولفت كداوي إلى انهم ركزا على التلقائية والعفوية في عرض الكتب والأعمال والفنية، مبينا ان هذا المكان أصبح بمثابة محفل ثقافي اسبوعي يفتتح عصر كل جمعة، ويجتمع فيه أصحاب المكتبات ودور النشر، وكل من لديه كتب يود بيعها، وان الهدف من ذلك كله هو خلق ظاهرة ثقافية شبيهة بظاهرة شارع المتنبي.
من جانبه قال عبد الله الطائي، وهو أيضا أحد منظمي الرصيف الثقافي، انهم كانوا قد طرحوا فكرة افتتاح الرصيف قبل ثلاثة شهور، حتى خرجوا بهذه المحصلة، مبينا انهم عانوا كثيرا في الحصول على الموافقات الأمنية وتنظيف المكان.
وأضاف قائلا ان مشروعهم يهدف إلى خلق فسحة ثقافية في المدينة، بعد الخراب الذي طال "الشارع النجفي" والمكتبة المركزية، لذلك سعوا إلى جمع القارئ بالكتاب مجددا.
وكان بين حضور فعاليات الرصيف الثقافي، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في الموصل الشاعر د. عبد المنعم الأمير، والشاعر د. جاسم محمد جاسم الذي قال لـ "طريق الشعب"، انه "يوم بعد آخر تثبت مدينة الموصل انها مدينة الثقافة والعلم"، مشيرا إلى ان الرصيف الثقافي أصبح تقليدا موجودا في الكثير من المدن والمحافظات، لكن الموصل، ونظرا للظروف التي مرت بها، تأخرت في إطلاق مشروعها.
ولم تكن الموسيقى غائبة الفعاليات الفنية والثقافية، إذ حضر العازفون حاملين آلاتهم الموسيقية ليغمروا المكان بألحانهم التي اضفت البهجة وزرعت الأمل بوجود غد مشرق تخط معالمه همة الشباب الموصلي وأفكاره الخلاقة.