فضاءات

الخبير القانوني والقاضي هادي عزيز ومسيرته التنويرية *

احمد ابراهيم
منح مهرجان "طريق الشعب" الخامس ، جائزته لثقافة التنوير، التي تحمل اسم الشهيد كامل شياع الى الباحث القانوني القاضي هادي عزيز تقديراً لجهوده النبيلة في نشر ثقافة فهم القانون من خلال كتاباته ومشاركته في الندوات والمؤتمرات والفعاليات الشعبية والمدنية. وقام بالتعريف بـ السيد القاضي نائب رئيس المجلس العراقي للسلم والتضامن د.احمد علي ابراهيم حيث ألقى كلمته امام المحتفين في الحفل الختامي للمهرجان قائلا:
لست معنيآ بنشأته الاولى لكن ما يعنيني قامته التي عرفناه بها استاذآ قاضيآ اديبآ، مناصرآ للمرأة، عصريآ استوعب من الثقافة ما جعلته احد فرسان الكلمة. تلك الكلمة التي لم يستغنِ عنها قراءة وكتابة فأضفت على حياته رزانة العالم وشفافية الروح الحالمة.
لا تتيسر لدي معلومات عن نشأته لكن اشد ما يعنيني ذلك الانطباق في التسمية الذي يسر له ان يكون هاديآ وهادئآ صافيآ وغزيرآ حالمآ وواقعيآ، ما جعله اهلآ ليكون خبير الفقه والقضاء في استبيان وزراء العدل العرب. وليشغل حاليآ منصب المدير المفوض في محكمة الاستثمار العربية.
لم يحالفني الحظ في التعرف عليه قبل عام 2003 الا انه بعد هذا التاريخ احتل بجدارة مكانه المرموق في هيئة رئاسة المجلس العراقي للسلم والتضامن ولا يزال ناشطآ في صفوفه مدافعآ عن قضية السلام بأعتبارها الحقيقة الكبرى في حياة الشعوب.
قامته في القضاء معروفة فلم يستغنِ عنه مجلس القضاء الاعلى في مراجعة قانون العقوبات وقانون الاحوال الشخصية ولانه محاضر لمادة حقوق الانسان في الاتفاقيات الدولية فقد ساهم في الدراسة التي نظمت في بيروت وفيما بعد في بغداد وكان دوره وحضوره ملفتان.
كذلك اصدر العديد من الكتب في مجال القانون المدني فيما يخص العقار والارث والاحوال الشخصية وبخاصة اصداره كتب سيداو والمرأة في التشريعات العراقية واسئلة واجوبة في قضايا الاحوال الشخصية.
ونظرآ لسطوع فكره واتساع أفق ثقافته القانونية والحياتية كان احد المشاركين المهمين في أنشاء قانون رقم 15 لسنة 2008 الصادر عن اقليم كردستان والذي يضيف بناءآ جديدآ متقدمآ لقانون الاحوال الشخصية 188 لسنة 1959.
انحاز بالكامل الى قضية المرأة ليس فقط لانها قضية انسانية ابتليت فيها المرأة بظلم تأريخي وانما لان ثقافته العميقة واحساسه المرهف بأن حقوق المرأة هي اساس مستقبل البلد المدني وان الرجل لن يكون حرآ مالم تحصل المرأة على حريتها اولآ. تمامآ كما قال لويس اراغون (المرآة مستقبل الرجل). واذا كان التنوير يشمل كل شكل من اشكال الفكر الذي يتجه لازالة الجهل والخرافة والعتمة عن العقول فأن مساهمات القاضي هادي عزيز الفكرية في النقد للكثير من القوانين التي اريد اصدارها في الاحوال الشخصية والعشائرية، تعد مساهمات جادة لاخراج الانسان من مرحلة القصور الفعلي لبلوغ سن النضج او الرشد.
الكتاب في حياة هادي عزيز القاريء النهم يرتقي للقدسية فهو إما اضافة معرفية او متعة جمالية او انكشاف على عالم جديد يدخل في صلب اهتماماته الجوهرية.
هادي عزيز يجعل التنوير لا ينفك عن نظرية العدل، الذي آمن به وعمل سنين حياته لتأصيله وترسيخه , اقدم لكم هادي عزيز القاضي والمدافع عن قيم التنوير والعصرنه، والعدل لاستلام التكريم الذي خصصته "طريق الشعب" لأحد آعلام التنوير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"مقتطفات"