فضاءات

إشراقة مع ماجد فيادي / حاورته: وفاء الربيعي

ماجد فيادي، مهندس زراعي مقيم في ألمانيا، وناشط متميز في النشاط الطلابي والشبابي وفي منظمات المجتمع المدني، إضافة الى رفده المتواصل العديد من المواقع الالكترونية والصحف بكتابات تتعلق بهموم الشبيبة والوطن. في مدينة كولون الإلمانية، كان لـ "طريق الشعب" معه هذا اللقاء السريع:

 ما هو آخر منجز تهتم به اليوم؟

اخر نشاط اقوم به ضمن الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون، مهرجان الزهاوي عن مضار استخدام اسلحة اليورانيوم المشع على البيئة والانسان، لتعريف العالم بمعاناة الشعب العراقي جراء الحروب التي حصلت على ارضه خلال الاربعين عاما الماضية.

 ماذا تعلمت من هذه الغربة القسرية؟

قبل ان اهاجر الى المانيا كانت المفاهيم التي تحكمني متأثرة كثيرا بواقعنا الاجتماعي والثقافي، وقد كان يشوبها الكثير من الاخطاء، دون ان أعلم ذلك، خاصة التفرقة بين المفهوم والآلية والتطبيق، لكن بحكم اختلاطي بالمجتمع الالماني ومناقشتي للكثير من المفاهيم التي كانت من المسلمات، اكتشفت حجم التشوهات التي احملها في افكاري، فتوفر المعلومة وسهولة تناولها وحرية النقاش وتقليل حجم الممنوعات، كان العامل الحاسم للتغيير، لكن هذا لم يأت بدون مساعدة عدد كبير من رفاقي ، الذين فتحوا لي الابواب وساعدوني على الاندماج في المجتمع الالماني.

 كيف تنظر الى ما يعيشه الوطن من عتمة وصعاب؟

في البداية أريد أن أقول بأني تعلمت ان الانسان بدون أمل يصبح كائنا ميتا، لهذا كلما تزداد الظروف سوءً في العراق ابحث عن نقطة ضوء تجعلني اتمسك بأمل التغيير، انها الشبيبة التي تعمل من اجل العراق، فهي تدفعني دائما الى الاستمرار والتواصل، اننا ندعم بعضنا بعضا لتستمر الحياة.
في المجال العلمي، اجد العراق قد تراجع في مجال الزراعة خاصة في الإنتاج الحيواني الذي يعتمد بالدرجة الأساس على وفرة المحاصيل الزراعية العلفية، التي تدخل في تربية المواشي والابقار والدواجن، هذا التراجع سببه السياسة الرعناء للنظام الدكتاتوري ومن بعده الاحتلال ومن ثم دول الجوار التي تسرق حصة العراق المائية لكن رغم ذلك يمكن النهوض بالواقع الزراعي اذا ما توفرت الرغبة الوطنية الصادقة في تشريع القوانين وتفعيلها، والدفاع الحقيقي عن الحق التاريخي للشعب العراقي في مياهه من قبل الحكومة العراقية. في مجال منظمات المجتمع المدني، اجد التغيير قد حصل وان المجتمع فيه امكانية لتوسيع ساحة عمل منظمات المجتمع المدني فيما لو تنوعت الاهتمامات وقللت القيود باسم التقاليد والاعراف والدين، وتوقفت الاحزاب الحاكمة عن مضايقة المنظمات الناشطة. لكن يبقى اهم نقطة ان يلجأ الناس الى دخول منظمات المجتمع المدني والى تنويع مجالات نشاطها.