اعمدة طريق الشعب

زراعة الارصفة / راصد الطريق

ليس عيباً ان نقول انها مسألة ذات نفع اقتصادي، بل اقتصادي وصحي. فزراعة زيتونة او نارنجة او فسيلة نخل، هو عمل مجدٍ. وزراعة واسعة من هذه، مثلاً مليون زيتونة، يعني رقماً اقتصادياً، فإذا زاد، وهذا ممكن، فالجدوى الاقتصادية اكبر. كذلك زراعة فسائل النخيل وباعداد كبيرة كهذه.
كما ان الفائدة الصحية معلومة، وتحسين البيئة هو شأن صحي ايضاً. الزهد بهذه المسألة وتلك، يعني إهمالاً ويعني المزيد من المظاهر السيئة التي يمكن تلافيها.
الكثير من البيوت يمكن ان يكون في ارصفتها مكان لشجرة. وبهذا يعم التشجير والخضرة في بلاد حارة، صيفها ملتهب. هو مظهر جمالي والاشجار مبعث جو صحي، ولا تخلو من جدوى اقتصادية. بل الجدوى الاقتصادية ستكون كبيرة وان كانت غير محسوبة. ثم ماذا يكلفنا عمل نافع مثل هذا؟ هي اشجار مثمرة. وسواء استفاد منها صاحب الدار او العابر او الامانة، فهو حاصل ثمار للبلد، زيتوناً او تمراً او زينةً او اشجاراً خضراء فقط.
اين المشكلة؟
المشكلة هي حفر موقع النبتة والشتلة النباتية. حسناً، أليس لنا يوم نحتفل به، اسمه يوم الشجرة؟ لتكن لنا مفارز زراعية معها جهاز حفر تهيء مكان الشتلة وتزود صاحب الدار بالنبتة المطلوبة ولا بأس مقابل سعر رمزي يسدّ الكلفة، فلا خسارة. ويمكن تعميم هذه الفعالية على ايام السنة، وبخاصة في الربيع، لنشجّر ارصفة المدينة ونجمل العاصمة، والمدن الاخرى، كل وبلديته. وبهذا نكون زرعنا في امكنة مهملة، فجعلناها مفيدة وجميلة.
انت لا تدري ما الذي جرى لمؤسسات الدولة، كل واحدة مكتوفة الايدي معطلة: الامانة، الزراعة، المجاري (الا اذا حاصرهم المطر)!
يا اخوتي حركة بسيطة تعطي نتائج واضحة وعظيمة. كل المطلوب توجيه من «اعلى» لزراعة الارصفة في الشوارع الرئيسة والفرعية، تتعاون عليها دائرة الزراعة والبلدية او الامانة، ولن تخسروا أموالاً. خذوا اجوراً رمزية تسد الكلفة، فتنفعون البيوت، تجمّلون الشوارع الرئيسة والفرعية، ونكون قد قمنا بعمل نافع.
تحضرني الآن رواية سوفيتية عظيمة عنوانها:
.. والارض البكر حرثناها!