اعمدة طريق الشعب

عميدة الصحف / خلف الشرع

اتذكر قول خالد الذكر ابو گاطع وهو يخاطب برنامج "قالت الصحف" في العهد السابق: قولوا: وإليكم الصيدليات الخافرة لهذه الليلة كما أوردتها صحيفة "طريق الشعب".
والحق انه أمر محزن ومبكٍ في نفس الوقت تجاهل صحيفة عمرها اليوم اكثر من ثمانين عاماً، حيث كانت البداية عام 1935 تحت اسم " كفاح الشعب " وهذا يجعلها عميدة الصحف العراقية بعمرها المديد. وطول هذا العمر كانت بساطاً لكل المخلصين لهذا البلد ومداداً يقطر تضحية ونقاء وحباً للحقيقة، كما ناصرت الجميع: المرأة والعامل والفلاح والطالب والطفل وكل العراقيين وشغيلة اليد والفكر.
رفعت كلمة الحرية.. الحرية للجميع ولكل ذي حق. وكانت طول سنينها داعية للسلام والمحبة والحرية والعمل الجاد والامل. داعية الى وطن حر وشعب سعيد.
كانت ملتقى لكل الرؤى والاقلام الشريفة الواعية والمقتدرة الموضوعية المتسامية عن طرق الابواب السخية. انها قرطاس لكل جهد شريف وكلمة نيرة تنير دربنا. لا اقول الأظلم ولكنه بحاجة الى نور الحقيقة والامل.
كان ابو كاطع يخاطب قناة واحدة وانا اخاطب العشرات من الفضائيات المحتاجات الى بذر بذور ثقافة وطنية، لا ثقافة طائفية واثنية او قومية. هذا عجيب في وقت نحن جديرون باعلاء كل ما هو وطني ونبيل من اجل تأسيس الوطن من جديد، تاركين إقصاء وتهميش كل من يريد بناء صرح الوطن.
صحيح انها جريدة حزب سياسي، ولكن هذا الحزب قدم الكثير من التضحيات والشهداء، والكل يعلم انه الحزب الوحيد الذي قدم قادته للاعدام عام 1949 فهد وصارم وحازم، وسلام عادل سكرتير الحزب من 1956- 1963 ومعظم اعضاء لجنته المركزية، ثم وضاح عبد الامير (سعدون) وياسر عبود وشاكر العبادي. قائمة تطول وتطول وليعذرني الشهداء فان مكانهم في القلب ويكاد ان يصير نهراً ثالثاً من الدم الذي قدمه الشيوعيون العراقيون، وهو ليس حديثنا الآن.
اذكروا "طريق الشعب" عندما تذكرون زميلاتها، فدستورنا يقول: اعلامنا حر والحرية للجميع، ولكن لا يمكن هذا حتى نصير احراراً جميعاً، فكونوا احراراً لا غير، كما صرخ من قبل الحسين بن علي عندما قذفها بوجه أعدائه وقتلته الظالمين المتعصبين..
كونوا أحراراً.