اعمدة طريق الشعب

المراكز التخصصية للموهبة الرياضية .. إلى أين ؟ / منعم جابر

تجارب كثيرة اعتمدتها الرياضة العراقية على مر الزمن لرعاية المواهب الرياضية كسبت منها رياضتنا الشيء الكثير من المواهب والكفاءات وطورتها وانطلقت بها إلى منصات التتويج وكان لهذه التجارب أساليب متنوعة عبر عقود العمر الرياضي ابتداء من الفرق الشعبية لكرة القدم في ساحات العراق الكثيرة ببغداد والمحافظات وتجارب الراحل هادي عباس المحامي ورعايته الفئات العمرية وتجربة الدكتور يوري السوفيتي وجرجيس الياس وزاريج اليوغسلافي والعشرات ممن لا تسعفني ذاكرتي اليوم على تذكر إبداعاتهم وجهودهم. والتجربة الأخيرة التي اعتمدتها وزارة الشباب والرياضة قبل قرابة خمس سنوات تحت اسم (المراكز التخصصية للموهبة الرياضية) والتي تميزت برعايتها أكثر من عشر العاب متنوعة وهي كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد والملاكمة والمصارعة ورفع الأثقال وكرة الطاولة والسباحة والمبارزة والعاب القوى والتايكواندو وغيرها بإشراف مباشر من أعلى القيادات الرياضية والأكاديمية مع توفير وسائط النقل والتغذية اليومية والأشراف الطبي والرعاية الصحية وبتوجيه خبرات وطنية وأكاديمية وبأعلى المستويات ومتابعه إعلامية متميزة.
الا أن هذا الربيع الجميل لم يدم طويلا حيث تعرضت هذه التجربة للجمود والتراجع والموت البطيء خاصة بعد التقشف والأزمة المالية التي عصفت بكل مرافق وقطاعات المجتمع ومنها قطاعنا الرياضي مما عرض تجربتنا الوليدة هذه إلى الاحتضار. ومن خلال متابعاتي واقع قاعات الألعاب المتنوعة والخاصة بهذه التجربة وعلاقاتي مع مدراء المراكز التخصصية هذه وزياراتي مدربي مختلف المراكز والألعاب وجدت حالا جديدة وواقعا صعبا وظروفا أقسى للعمل والتدريب والاهتمام بهؤلاء الموهوبين الذي بدؤوا يتسربون ويغادرون مراكزهم ويهجرون ألعابهم التي عشقوها وأبدعوا وتطوروا فيها. والسبب واضح، ففقر الحال وضيق ذات اليد وتعذر توفير المقسوم وزيادة الهموم للمدراء والمدربين وتكليف اللاعبين الموهوبين تكاليف جديدة لم يعتادوها او يتحملوها خاصة فقراء الحال وضعيفي الإمكانيات من أبناء الكسبة والموظفين مما يعني تركهم الميدان وهجرهم الملاعب وبالتالي ضياع هذه المواهب (الفلتات) الرياضية التي لو توفرت لها الظروف لكان لها كلام آخر ! فالموهبة بحاجة إلى رعاية واهتمام استثنائي وهذا ما لا توفره اليوم الظروف التقشفية. هذا الحال يدمي القلب ويبكي كل حريص ومخلص لرياضة العراق ومستقبلها عليه أضع أمام وزارة الشباب والرياضة الراعية لهذه المراكز بعض الأفكار والمقترحات آملاً دراستها وإقرار ما تجده ملائما ومفيدا :
1.رصد مبلغ مناسب للمراكز التخصصية يحقق الحد الأدنى من مستلزمات استمرار هذه التجربة واستقطاع ذلك المبلغ من ميزانية الاتحادات الرياضية المخصصة سنويا لان تجارب كهذه هي لمصلحة الاتحادات والأندية وبالتالي الرياضة العراقية .
2.مطالبة الاتحادات الرياضية باستقطاع نسبة مئوية من عقود احتراف اللاعبين وتسليمها إلى المراكز المعنية باللعبة الخاصة بهم
3.الاهتمام بتطوير العلاقات التكاملية ما بين الاتحادات المعنية ومراكزها التخصصية لغرض التفكير المشترك لتطويرها من أهل الشأن وإنهاء حالات التقاطع المضرة ما بين قادة الرياضة
.4أشراك مجالس المحافظات في المسؤولية التضامنية عن استمرار هذه التجربة في المحافظات من خلال الرعاية والتخصيصات المالية.
5.السعي إلى تطوير مفهوم العمل التطوعي ودفع بعض نجوم الرياضة من ميسوري الحال إلى العمل المجاني تدريبا وإدارة.
6.دفع الشركات التي تتعاقد مع وزارة الشباب والرياضة إلى المساهمة بنسبة مئوية من عقودها لدعم هذه المراكز (بدلا من أن تذهب إلى جيوب أخرى) !
هذه مجموعة أفكار ومقترحات نأمل إغناءها والاستفادة منها جهد الإمكان .. ولنا عودة.