اعمدة طريق الشعب

هل سيتم تحويل الاهوار إلى منتجعات سياحية ؟ / إبراهيم المشهداني

كثيرا ما تغنى الكتاب والاقتصاديون بجمال الاهوار وإمكانية أن يتحول العراق بجباله ونهريه واهواره إلى بلد سياحي يسجل في قاموس البلدان السياحية رغم الظروف الصعبة والمعقدة التي يقاسيها العراقيون من جرائم الإرهاب والوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب ولكن هذا الأمل ما زال قويا بشعب العراق وأرضه ومائه وسمائه .
فقد حقق العراق مكسبا كبيرا بإدراج مدن أور واريدو وأوروك واهواره على لائحة التراث الثقافي والبيئي العالمي ضمن منظمة اليونسكو العالمية مما يوفر لهذا المنطقة من الحصص المائية والدعم الدولي المالي والحماية الصارمة وبناء مستقبل جميل للعراقيين وأبناء المنطقة كي تبقى تشع بجمالها إذا ما تهيأت لها الظروف المناسبة من قاعدة تحتية وخدمات لوجستية وخدمات صحية وتعليمية .
غير ان هذا المكسب لم يأت هبة من احد فالطبيعة الخلابة لاهوار الجنوب الغنية بالنباتات الطبيعية والأسماك والطيور بانوعها المدهشة وأثارها التاريخية التي تضرب في القدم وقدرة هذه المنطقة على الممازجة بين تراث الماضي وما تمتلكه من بيئة معتدلة خاصة في موسم الشتاء، كل تلك مزايا تؤهلها لكي تتحول الى منطقة سياحية جاذبة لمجاميع سياحية من مختلف دول العالم لاطلاعها على تاريخ بلاد سومر وجمال اهوارنا الساحر .
والاهوار ثروة لم يسبق إن حظيت بما يكفي من الاهتمام قبل ان تدخل إلى العالم من خلال مؤسسته الثقافية ( اليونسكو )، فان الطيور في هذه الاهوار تشكل بحد ذاتها ثروة اقتصادية وسياحية مهمة اذ توصل فريق متخصص من جامعة كمبردج في بريطانية في ستينات القرن الماضي الى وجود 160 فصيلا من الطيور منها 65 نوعا مهددا بالانقراض ما لم تتخذ الإجراءات المشددة لحمايتها من جشع الصيادين وفي هذه المنطقة يكثر الجاموس وهو ثروة حيوانية يمكن ان تحفز إلى التوجه نحو تصنيع ما تنتجه من اللحوم والألبان والاهوار فوق هذا وذاك اكبر نظام بيئي في منطقة الشرق الأوسط وغربي أسيا بمسطحاتها المائية العذبة التي تمتد على ثلاث محافظات تقدر مساحتها بنحو 16 ألف كيلومتر مربع ولذلك لتعتبر محطة تتوقف عندها الطيور المهاجرة بين سيبيريا وإفريقيا .
إن هذا المكسب يمكن أن يتعرض إلى مخاطر الارتداد عند مراجعة تنفيذ العراق للاجراءات المقترنة بقرارها ما لم تتخذ الدولة الإجراءات الكفيلة بتحويل هذه المنطقة باهوارها وأثارها إلى منطقة سياحية تتوجه إليها انظار العالم وكي تتحقق هذه الأهداف فان وزارة السياحة والآثار والمحافظات الثلاث التي تشكل إطارها الجغرافي مطالبة باتخاذ منظومة من هذه الإجراءات وكما يلي :
1. إصدار التشريعات الخاصة بتنظيم هذه المنطقة والحفاظ على ثروتها الحيوانية من الطيور والجاموس وتحويلها إلى منطقة سياحية تتوفر فيها كافة الوسائل التي تشجع السائحون من قاعدة تحتية وفنادق ومطاعم ومنتجعات ومنتديات ثقافية ووسائل ترفيهية وتنظيم العلاقة بين المحافظات المشتركة ، والمنع التام من أية إجراءات تستهدف تجفيف الاهوار لأي سبب من الأسباب .
2. التنسيق بين حكومات محافظات ذي قار والبصرة وميسان ووزارة السياحة والآثار لقيام كل منها بانجاز ما يخصه من المشروعات السياحية وتخصيص جزء من تخصيصاتها المالية لهذا الغرض .
3. ربط كامل المساحة المشمولة بطرق مواصلات مبلطة لتسهيل حركة السائحين بين الاهوار وبين المناطق الأثرية .
4. عرض هذه المنطقة للاستثمار وفق شروط مشجعة لتتولى بناء القاعدة التحتية لفترات مناسبة شريطة تشغيل أبناء الاهوار والمناطق القريبة منها في المحافظات الثلاث ولكي تصبح في نهاية المطاف مصدرا مهما من مصادر التمويل