من مكملات جمال اذار ذلك الاحتفال البهي بعيد المرآة .. بالرغم من سخرية البعض من مفردة الاحتفال .. فأي احتفال لما يقرب من نصف مليون نازحة وأي احتفال لأكثر من مليون معنفة وأي احتفال لجيوش الارامل والمطلقات في عراق المواجع والخيبات ..

كل ذلك لا يقف عائقا امام البحث عن مبررات الفرح باحتفال يليق بذلك الوجود الذي يمنحنا العافية ويضفي على ايامنا شيئا من الجمال الذي يلوح مبتعدا دوما من واقعنا المتردي ليسكن واحة الذكريات ...

هن ، المتشحات بالسواد ما زلن مصدر الهامنا ومنابع الهيام ...

هن ، المنكسرات بسياط العادات والتقاليد مازلن المتربعات على عروش الوجد والحب والعرفان

هن ، المتوردات برحيق التواضع والرضا والقناعة مازلن ملاذ الصبابة وحدائق اعمارنا.

غباء القبيلة يعد وليمة اصطياد افراحهن .. وشيوخ الظلام يصدرون فتاوى تحريم شموسهن ...

ايامهن تتلبد بغيوم مصادرات جمعية لحرياتهن .. وتلك العورة الملعونة توشح اعمارهن وتلاحق اجسادهن وضحكاتهن وأغنياتهن ..!!

بالأمس ..حروب حمقاء سرقت سحرهن وشبابهن، وأحزاب حمقاء تسرق اليوم انوثتهن .

تشريعات وتعليمات وقوانين تنفذ احكام قريش على تلك الموؤودة التي تطلق صرخات الاستغاثة من ظلم حكومي ومجتمعي .

عنف يتناسل في مفاصل البلاد ، هذه البلاد التي اختارت قبل ستين عاما اول وزيرة في حكومة عربية .. هذه البلاد اليوم تبتكر اليوم كل اسلحة التعسف ، مرة عبر فرض انواع من الازياء في مؤسسات الدولة المحكومة من احزاب الاسلام السياسي ، ومرة عبر فرض قوانين تتيح الزواج من القاصرات ..

اعراف اجتماعية تتناغم مع رغبات تمدد العشيرة تطيح بقيم التحضر والمدنية .

ان كان لا بد لنا من الاحتفال ، فالأجدر بنا ان نعترف بمصيبتنا .

ان كان لا بد من الاحتفال ، فالأجدر بنا اعلان تضامننا مع تلك الاصوات المدنية التي تطالب بتشريعات منصفة لامهاتنا وحبيباتنا واخواتنا .

فلم تعد لعبة التمثيل السياسي عبر (الكوتا ) مقنعة ، ولم تعد تلك الاختيارات المخجلة لبعض الشخصيات التي تمثل الاحزاب في مناصب قيادية محدودة , تليق بقيمة وعطاء النساء العراقيات ...

كثيرة هي القوانين التي تراوح في اروقة البرلمان نتيجة رفض الاغلبية الحاكمة تمريرها , لأنها تتجه لرفع جزء من الحيف المجتمعي ، وفي مقدمة تلك القوانين قانون العنف الاسري الذي يحتاج الى ثورة مجتمعية وتضامن مجتمعي لإقراره والعمل به . ومثله الكثير من القوانين التي تعمل على تقديمها منظمات مدنية فاعلة تبحث عن فرصتها لرفع مستوى الوعي بين صفوف الشعب الذي مازال يكرر هتافات الاحتفال، متناسيا ايجاد وسائل الضغط للحصول على مكاسب حقيقية.. قد تكون اكثر جدوى من الاحتفالات وكلمات التمجيد وكرنفالات توزيع الهدايا!!